قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بلجراد: عاش رادوفان كرادجيتش وهو واحد من أكثر المطلوبين في العالم بضع سنوات في احد احياء بلجراد متنكرا في هيئة طبيب اخصائي في الطب البديل فيما كان يخفي وجهه الشهير القسمات خلف شعر طويل ولحية كثة ونظارات سميكة.وكان اشخاص يعرفون كرادجيتش بشخصيته التي انتحلها قد اعطوا رويترز صورا له تظهر وجهه وقد تغضن وبدا غائر العينين بعد ان كان ناضرا عندما كان زعيما لصرب البوسنة. وبدت عيناه معتمتين خلف نظارة عتيقة الطراز ذات اطار كالح اللون. وكان وجه الشبه الوحيد بهيئته السابقة الانف الاقنى الذي اشتهر به كارادزيتش فيما تحول شعره الاملس الى كتلة مجعدة.وفي صورة اخرى وزعتها السلطات الصربية بدا كارادزيتش ناحلا وقد نال منه الاجهاد وبلا عوينات في تنافر واضح عن صورته كسياسي متين البنية متهم بالابادة الجماعية عن مقتل حوالي 11 ألفا خلال حصار سراييفو الذي استمر 43 شهرا. عاش كرادجيتش في دعة في منطقة بلجراد الجديدة وهو حي مترامي الاطراف ترتفع به البنايات السامقة وقال مسؤولون انه انتحل اسم الدكتور دراجان ديفيد دابيتش وكان يكسب رزقه من العمل كطبيب اخصائي في الطب البديل.وظهر في اكتوبر تشرين الاول الماضي في مؤتمر طبي نظمته مجلة " هيلثي لايف" وقدم نفسه لرئيس تحرير المجلة على انه اخصائي في الطب النفسي والعصبي وما يعرف باسم طب الطاقة الحيوية. وكان كرادجيتش قد درس في سراييفو اصلا الطب النفسي وتخصص في امراض الاعصاب والاكتئاب. وكان يهوى كتابة الشعر واحيانا كان ينظم اغاني للاطفال ويحاضر ويكتب مقالات في مجال العلاج بالتأمل.وبدا انه عاش حياة ناعمة متقمصا شخصيته الجديدة وكان يتنقل بحرية ويعشق مخالطة الناس. غداة اعتقاله في بلغراد، كان الزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش ينتظر الثلاثاء في العاصمة الصربية انتهاء اجراءات تسليمه الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافياالسابقة التي وجهت له اتهامات منذ العام 1995 بارتكاب اعمال ابادة. واعلن محاميه سفيتوجار فوياتجيتش انه سيقدم طعنا في قرار قاضي التحقيق السماح بنقل موكله الى محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي.ومنذ فراره عام 1996، لم يظهر كرادجيتش علنا في اي مكان. ومساء الاثنين وزع المسؤولون الصرب صورة له واقفا رافعا يديه وقد غطى الشيب لحيته وشعره وبدا النحول على جسده.وتمكن كرادجيتش من خداع الجميع وكان يعيش اخيرا في بلغراد مستخدما اسما مستعارا هو دراغان دابيتش. وقال المدعي العام الصربي المكلف جرائم الحرب فلاديمير فوكجيفيتش "لقد عمل في عيادة طبية في بلغراد من دون ان يشك احد بشخصيته الحقيقية".واعتقل كرادجيتش مساء الاثنين في نوفي بيوغراد، احد الاحياء الحديثة في بلغراد "من دون ان مشكلة ومن دون اي مجازفة"، حسب ما قال المدعي العام.وتشكل عملية التوقيف هذه نجاحا كبيرا للقوى المؤيدة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في صربيا بعد اقل من اسبوعين على تشكيل الحكومة الجديدة. ويلاحق القضاء الدولي كرادجيتش بسبب دوره خلال حرب البوسنة مع الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش الذي لا يزال فارا منذ عام 1995.واهم التهم الموجهة اليه مع ملاديتش هي التورط في مجزرة سريبرينيتسا حيث تمت تصفية نحو ثمانية الاف بوسني مسلم في تموز/يوليو 1995 في هذه البلدة الواقعة شرق البوسنة، في ما اعتبر اسوأ مجزرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.والتهم الموجهة الى كرادجيتش مع ملاديتش من محكمة لاهاي هي التورط في اعمال ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. واضافة الى الاثنين، تلاحق محكمة الجزاء الدولية ايضا بالتهم نفسها، الزعيم السابق لصرب كرواتيا غوران حدجيتش.وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبيل عقد اجتماع لدول الاتحاد الاوروبي "انه امر جيد للتقريب بين صربيا والاتحاد الاوروبي، الا ان القرار تتخذه 27 دولة وسيقال +حسنا اعتقل كرادجيتش الا ان ملاديتش لا يزال فارا+".ودعت بلجيكا التي تعد الدولة الاكثر تشددا في مسألة التعاون مع محكمة الجزاء الدولية، بلغراد الى متابعة جهودها واعتقال المسؤول العسكري السابق لصرب البوسنة. والح الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر ايضا على ان يعتقل المسؤولون الصرب راتكو ملاديتش.وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن "ساواصل التأكيد لدى بلغراد على اعتقال ملاديتش وغوران هاديتش" الفارين الاخيرين المطلوبين من محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة وعلى ضرورة حماية الشهود المطلوبين من المحكمة.واكد وزير الخارجية الصربي ان حكومته تبذل "كل ما بوسعها" لتوقيف ملاديتش وذلك بهدف التوصل الى "تعاون كامل" مع المحكمة. غير ان عملية توقيف الجنرال ملاديتش تبدو اكثر دقة واشد صعوبة بسبب التجربة العسكرية لهذا الجنرال الذي عرف دوما كيف يحيط نفسه بشبكة دعم فعالة. وبين مساعديه السابقين الجنرال زدرافكو توليمير الذي كان اعتقل في ايار/مايو 2007 ونقل الى محكمة الجزاء الدولية. وهذا الجنرال هو الذي اسس القوة التي جعلت القبض على القائد العسكري السابق لصرب البوسنة في غاية الصعوبة.وكانت دول الاتحاد الاوروبي ال27 اعتبرت ان الطموحات الاوروبية لصربيا لا يمكن ان تمضي قدما قبل حدوث "تعاون كامل" من صربيا مع المحكمة. ووقعت صربيا نهاية نيسان/ابريل اتفاق استقرار وشراكة مع الاتحاد الاوروبي وهي الخطوة الاولى لاندماج بعيد الامد في الاتحاد، غير ان الاتفاق يبقى حاليا حبرا على ورق في انتظار "التعاون الكامل".وجاء اعتقال رادوفان كرادجيتش بعد اسابيع قليلة من اعتقال مطلوب آخر من محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا السابقة هو الصربي البوسني شتويان زوبليانين المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وشهدت عمليات ملاحقة الفارين المتهمين من محكمة الجزاء التي ظلت تراوح مكانها لفترة طويلة، تقدما لافتا في الاونة الاخيرة.واشاد البيت الابيض ب"حرفية" و"شجاعة" العملية وهنأ الحكومة الصربية. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكرواتي جادرانكا كوسور "انه خبر جيد بل خبر ممتاز. كان يجب ان يحصل ذلك منذ زمن بعيد، بيد انه مهما يكن من امر فان ذلك يظهر ان هناك تقدما يحرز".واعربت روسيا، الحليف التقليدي لصربيا، عن املها في ان يحصل كارادجيتش على محاكمة "غير منحازة"، متهمة محكمة الجزاء بانها كانت في اغلب الاحيان "منحازة". وفي معقل كرادجيتش في بالي في البوسنة، سادت مشاعر حيرة وغضب اثر اعلان نبأ الاعتقال.وفي بانيا لوكا، كبرى مدن صرب البوسنة، قال "رئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة" ميلوراد دوكيك ان اعتقال كرادجيتش يضع حدا للضغط الدولي على الكيان الصربي في البوسنة.