أخبار

آغازادة: إتجاه لدمج المقترحات الإيرانية والغربية في وثيقة مشتركة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدما أجرى مباحثات إيجابية وبناءة مع البرادعي وأشاد بمؤتمر جنيف
نائب الرئيس الإيراني: اتجاه لدمج المقترحات الإيرانية والغربية في وثيقة مشتركة

فيينا، باريس: وصف نائب الرئيس الإيراني والمدير العام للهيئة الوطنية للطاقة الذرية غلام رضا آغازادة مباحثاته التي أجراها مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي صباح الخميس بالشاملة والإيجابية والبناءة وكشف آغازادة عن معلومات تشير إلى " رغبة جميع الوفود في مؤتمر جنيف ( السبت الماضي ) لدمج المقترحات الغربية والمقترحات الإيرانية في وثيقة عمل واحدة في المرحلة المقبلة " وقال نائب الرئيس الإيراني إنه استعرض والبرادعي " علاقات التعاون والتنسيق بين الوكالة الذرية وطهران في مختلف مجالات استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والتنموية " في محادثات استغرقت أكثر من ساعة، على الرغم من أنه كان مخططاً لها أن تستمر فقط لمدة ربع ساعة .

وقال آغازادة إنه أجرى " مراجعة شاملة " مع البرادعي لواقع علاقات التعاون بين طهران والوكالة الذرية خلال الشهر الماضي وآخر تقييم للمرحلة التي تلت اجتماع جنيف بين الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بحضور مندوبي الدول المعنية بالمفاوضات مع طهران والدبلوماسي الأميركي وليام بيرنز. وأشار آغازادة إلى أنه أطلع البرادعي على موقف إيران إزاء مجمل التطورات الأخيرة.

ووصف نائب الرئيس الإيراني المرحلة الراهنة بـ "الإيجابية والتي تمتاز بتعاون وثيق بين إيران والوكالة الذرية"، وأكد أنه ناقش مع البرادعي حزمة من الخطوات لتفعيل علاقات التعاون بين إيران والوكالة في المرحلة المقبلة، على حد تعبيره. ورأى آغازادة أن "وجهات نظر الجانبين كانت متقاربة، لجهة اعتبار المرحلة الراهنة بأنها إيجابية وبناءة، ولاسيما بعدما تمت تسوية كافة المسائل العالقة في البرنامج النووي الإيراني". ونفى آغازادة أن تكون مسألة "الدراسات المزعومة" في جدول الاعمال، وقال ان "هذه المسألة كما قلنا مراراً وتكراراً هي خارج نطاق المباحثات بين إيران والوكالة أو بين إيران والدول الأخرى، لأنها تستند إلى معلومات مفبركة وملفقة"، على حد تعبيره. ولكنه أعرب عن استعداد إيران للتعاون مع الوكالة من "أجل تسوية أي مسائل ذات صلة بالدراسات المزعومة، إذا كان ذلك ضرورياً في المستقبل"، على حد وصفه.

وحول طبيعة الخطوات المقبلة بعد اجتماعه اليوم مع البرادعي وبعد مؤتمر جنيف قال آغازادة "أود أن أؤكد أولاً أن رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي سلم رؤساء جميع الوفود الذين شاركوا في اجتماع جنيف بمن فيهم المندوب الأميركي وليام بيرنز وثيقة إيرانية لا تأخذ صفة ورقة العمل بقدر ما تأخذ صفة المقترحات التي تعبر عن وجهة نظر إيران" رداً على المقترحات التي سلمها خافيير سولانا إلى طهران. وأعرب المسؤول الإيراني عن اعتقاده أن أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر جنيف يحتاجون إلى المزيد من الوقت لدراسة المقترحات الإيرانية الشاملة، وهو ما اعتبره "مطلب طبيعي" على حد قوله .

وأكد آغازادة أن عدداً كبيراً من المسائل ذات الاهتمام المشترك، وخصوصاً المقترحات الغربية والمقترحات الإيرانية الشاملة لتسوية العديد من المشاكل الراهنة في العالم قد نوقشت خلال اجتماع جنيف. وأشار إلى أن ممثلي كلا الجانبين (الدول الكبرى الخمس والاتحاد الأوروبي وألمانيا) توصلوا إلى تفاهم يؤكد ضرورة اتخاذ تدابير جماعية في ما يتعلق بتسوية المشاكل والتحديات والمخاطر، كما اعترفوا أن المقترحات الغربية والمقترحات الإيرانية تتضمن وجهات نظر وأفكارا وخطوات إيجابية ينبغي الاعتماد عليها، على حد وصفه.

وأعرب آغازادة عنن أهمية انعقاد مؤتمر جنيف ووصفه بـ "الخطوة الإيجابية"، أعرب عن اعتقاده أن مقترحات إيران تستند إلى "رؤية شاملة كفيلة بالمساهمة في حل الكثير من المشاكل والأزمات الراهنة في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط، وبما فيها قضية فلسطين والاوضاع المتوترة في كل من العراق وأفغانستان ولبنان، بالإضافة إلى مكافحة الجريمة والإرهاب والارتفاع الحاد بأسعار الطاقة والمواد الغذائية". ورأى أن حل جميع هذه المشاكل الإقليمية والدولية مرهون بتوفر الإرادة السياسية والمصداقية والمباشرة بالمباحثات الشاملة بين ممثلي كافة الاطراف المعنية وبرعاية الأمم المتحدة.

فرصة تاريخية لحل أزمة الملف النووي الإيراني

من جانبه اعتبر الخبير الفرنسي المختص بالشؤون الإيرانية فرانسوا جيريه أن هناك اليوم "فرصة تاريخية" من أجل حل أزمة الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى تغير المقاربة الأميركية بشأن الملف ورغبة السلطات الإيرانية بالتعاطي بطريقة مختلفة .

وأوضح رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي أن "الفرصة التاريخية" لحل الأزمة النووية الإيرانية تستند إلى عنصرين هما أولا "أن الأميركيين وافقوا لأول مرة منذ العام 1981 على دخول دبلوماسي أميركي رفيع المستوى إلى القاعة نفسها مع دبلوماسي إيراني"، في إشارة إلى حضور مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز لقاء جنيف بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا والمفاوض الإيراني سعيد جليلي. وقال جيريه "هذا أمر لم يحصل سابقا، ولا يمكننا القول إن الأمور سارت بشكل جيد جدا ولكن في الوقت نفسه لم يكن سيئا، وهذا يمثل اهتمام الولايات المتحدة مجددا بالملف الإيراني ورغبة لدى بعض المسؤولين الأميركيين بالالتزام بطريق الحوار وعدم البقاء في المأزق كما كان الوضع سابقا"، على حد تعبيره .

أما العنصر الثاني في هذه "الفرصة التاريخية"، من وجهة نظر جيريه، مؤلف كتاب "إيران والنووية...الهواجس الفارسية"، فيتمثل بوجود "رغبة لدى السلطات الإيرانية بمعالجة الملف النووي بطريقة مختلفة"، موضحا أن "المفاوضات حول الملف الإيراني تخضع لإشراف مباشر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي ومجموعة المستشارين وخاصة مستشاره علي ولايتي الذي يتابع الملف". وذكر جيريه بالتصريحات التي أدلى بها ولايتي عقب زيارة سولانا الأخيرة إلى طهران، وأعرب فيها عن الرغبة بمعالجة الملف بطريقة مختلفة والأخذ في الاعتبار العناصر التي تضمنها عرض الحوافز الذي قدمه سولانا باسم مجموعة الدول الست (الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ورأى الباحث الفرنسي أن هناك "رغبة بتعديل موقف إيران بما يسمح بالأخذ في الاعتبار بعض العناصر في الحزمة الغربية والدخول بمحادثات حول تفاصيل تقنية قد تقود إلى اتفاق"، وأضاف "هذه هي الفرصة التاريخية التي أتحدث عنها، والتي قد تسمح بالخروج من المأزق"، على حد تعبيره .

وأعرب الخبير الفرنسي عن "تأييده" للإستراتيجية التي تتبعها الدول الغربية في معالجة الملف الإيراني. وقال "يتضمن عرض الحوافز الغربي عناصر مهمة على المستويات الاقتصادية والتقنية والدبلوماسية، إذ يشير إلى أمور تتعلق بأمن إيران نفسها، وهناك حرص على الأخذ بالحسبان الموقف الإيراني بحيث لا يفقد الإيرانيون ماء الوجه أمام متطلبات مجموعة الخمس زائد واحد"، وأضاف "في الوقت نفسه تتضمن الحزمة الغربية عناصر جدية بشأن العقوبات"، ورأى أن تشديد العقوبات أكثر سيكون له نتائج قاسية على الاقتصاد الإيراني، واعتبر أن هناك "مقاربة من قبل الجانبين تسمح بالتوصل إلى شيء ما"، وفق تعبيره.

المصدر: وكالة آكي الإيطالية للأنباء

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف