أخبار

قلق عربي من باراك أوباما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسباب هوس الولايات المتحدة الأميركية والعالم بأوباما واشنطن: في أولى جولاته الخارجية كمرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية وفيما يبدو على انه محاولة من المرشح الديمقراطى باراك أوباما Barak Obama لإثبات خبرته فى مجالات السياسة الخارجية، وفهمه لما يجرى على الساحة الدولية من تفاعلات معقدة ، زار أوباماObama عدد من الدول فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها أفغانستان والعراق والأراضى الفلسطينية وإسرائيل. وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام إعلامي كبير تجلى فى الكثير من التحليلات والمتابعات للوقوف على أبعاد هذه الزيارة وأهدافها وتأثيرها على مستقبل الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطى.

ورغم وجود تحيز عربي للمرشح الديمقراطي باراك أوباما حيث تتراجع نسب تأييد المرشح الجمهوري ماكين ولذلك للعديد من الأسباب المعروفة مثل أن أوباما ذو خلفية إسلامية وانه إفريقي وانه يسعي إلى إحداث تغيير في السياسة الأميركية. فينظر إلى أوباما على أنه رجل التغير والأمل مثلما هو الحال داخل واشنطن، إلا أن جولته الخارجية سببت قلقا للعديد من الدول العربية

خوف فى العالم العربى

بيتر كنون Peter Kenyon قد اعد تقريرا لبرنامج All Things Considered الذي يذاع على شبكة راديو NPR أكد فيه أن جولة أوباما Obama الخارجية قد أثارت جدلا كبيرا سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها ، ففي الداخل الأميركي ثار تساؤلا عن مدى جدوى هذه الجولة ، وهل يمكن أن تساعد أوباما Obama في حملته الانتخابية للفوز بمقعد الرئاسة الأميركية أم سوف تأتى بنتائج عكسية؟ وفى الخارج وخصوصا فى الشرق الأوسط اهتمت التحليلات بمواقف سياسته الخارجية خصوصا تجاه الملفات الساخنة في المنطقة.

وأكد كنون Kenyon أنه بصفة عامة فان هناك إعجابا من جانب دول منطقة الشرق الأوسط بالمرشح الديمقراطي الأسود باراك أوباما Barak Obama ، وانه هو المرشح المفضل لديهم مقارنة بالجمهوري جون مكين John McCain ، ولكن الاستثناء الوحيد هو الدولة الإسرائيلية واليهود ، الذين ما تزال لديهم العديد من الشكوك حول التزام أوباما Obama بأمن الدولة اليهودية ، ولذلك فان الخطاب العام هناك يفضل منافسه جون مكين John McCain.

ولفت معد التقرير إلى أن هناك حالة من الخوف بين العرب من سياسات المرشح الأسود المستقبلية خصوصا ما يتعلق منها بالصراع العربي الإسرائيلي، زادت هذه الحالة بعد الخطاب الذي ألقاه أوباما Obama أمام لجنة الشئون العامة الأميركية الإسرائيلية - المعروفة اختصارا باسم إيباك AIPAC - والذي أعلن فيه انه يدعم بقاء القدس عاصمة أبدية وغير مقسمة للدولة العبرية، في وقت يسعى فيه الفلسطينيون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ومن ناحية أخرى لفت كنون Kenyon الانتباه إلى أن الكثير من المحللين العرب يعتقدوا أن شعار أوباما Obama المرتكز على التغيير لن يمتد إلى السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أفغانستان الخطر القادم

برنامج Face The Nation - الذي يقدمه بوب شيفر Bob Schieffer على محطة CBS الإخبارية - أذاع مقابلة تلفزيونية مع أوباما Obama أعدتها مراسلة الشئون الخارجية فى المحطة لارا لوجان Lara Logan أثناء تواجده فى الأردن - احد المحطات التى توقف بها فى زيارته للمنطقة.
وقد أكد أوباما Obama فى هذه المقابلة على أن الساحة الأفغانية يجب أن تكون فى بؤرة اهتمام السياسة الخارجية الأميركية فى الفترة المقبلة ، على اعتبار أنها سوف تكون الجبهة الأساسية فى الحرب ضد الإرهاب ، ولذلك شدد على ضرورة إرسال مزيدا من القوات الأميركية إلى أفغانستان من اجل العمل على استقرار الأوضاع هناك ، ولكنه فى الوقت نفسه أشار إلى أن العمليات العسكرية بمفردها ليست كافية ، وان هناك الكثير يجب على الحكومة الأفغانية القيام به.
وعن السبب وراء موقفه هذا من أفغانستان ، أشار أوباما Obama إلى أن أفغانستان هى المكان الذى من المحتمل أن تقوم فيه الجماعات الإرهابية بعمليات عنف وإرهاب ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها ، فهناك تتوافر كافة الإمكانيات التى تمكن هؤلاء من تنفيذ خططهم ، بالإضافة إلى أن هذه الجماعات تستطيع جمع أموال ضخمة من تجارة المخدرات. ولفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة قد ارتكبت خطاءً استراتيجيا عقب الحادى عشر من سبتمبر حيث اجتاحت أفغانستان وتركتها دون أن تكمل المهمة التى كان من المفترض انجازها هناك ، والتى من اجلها دخلت هذه الحرب ، وانشغلت الإدارة الأميركية بالعراق وتركت أفغانستان.

وبالتالى فان على الولايات المتحدة ليس فقط التركيز على تتبع طالبان والقاعدة ، بل عليها أيضا أن تعمل على إعادة إعمار الدولة هناك وتحسين الأحوال المعيشية للأفراد ، وهذا يستدعى سحب بعض القوات العاملة فى العراق فى الوقت الحالى وتوجيههم إلى أفغانستان ، ويجب على الولايات المتحدة ألا تنتظر حتى قدوم الإدارة الأميركية التالية لان ذلك سوف يكون خطأ كبيرا.

متى تنهى المهمة فى أفغانستان

وأكد أوباما Obama انه عندما تستقر الأمور داخل أفغانستان ، عندما يشعر أفراد الشعب الأفغاني أنهم يحيون فى مستويات معيشية ملائمة ، وعندما يشعروا بان تنظيم القاعدة وحركة طالبان غير قادرين على العمل فى أراضيهم ، وأنهم غير قادرين على استهداف الولايات المتحدة ومصالحها أو حتى حلفائها ، فهنا فقط تستطيع الولايات المتحدة أن تعلن النصر ، وشدد أوباما Obama على أن الخسارة فى هذه المعركة ليست خيارا متاحا ولا بديل عن النصر.
وعن معايير تحقيق الانتصار فى الحرب على الإرهاب وهل ستكون هذه المعايير فقط مرتبطة بالقبض على أسامة بن لادن ، لفت أوباما Obama الانتباه إلى أن القبض على بن لادن أو حتى قتله سوف يكون ذات قيمة رمزية كبيرة فى هذه الحرب ، ولكن هذا العمل فى حد ذاته - على حد وصف أوباما Obama - ليس كافيا على الإطلاق ، لأنه على الولايات المتحدة أن تعمل على تقويض الشبكات الإرهابية ونزع أسلحتها المختلفة.

خطة زمنية للانسحاب ولكن القوات ستبقى فى العراق

ومن ناحية أخرى استضاف الشبكة مقابلة أخرى مع سيناتور الينوى أعدتها مراسلة برنامج CBS Evening News كايتى كوريس Katie Couric وفيها أكد أوباما Obama أن الأوضاع المخيفة فى العراق قد تحسنت إلى حد كبير ، وبدأت الحياة تعود من جديد إلى الكثير من المناطق هناك ، وأصبح هناك نوع من الثقة بين القبائل السنية فى بعض المناطق مثل الأنبار وبين القوات الأميركية ، ولكن الشيء الوحيد الذي بقى على حاله ولم يتغير هو حالة الشك الكبيرة وعدم الثقة بين السنة والشيعة ، وأشار أوباما Obama إلى انه حتى تختفى حالة عدم الثقة هذه بين الجانبين، لابد أن تتمكن الحكومة العراقية المركزية من إعادة الوزراء السنة إليها ، والعمل على انخراطهم فى العملية السياسية ، وإقناعهم بأنه لا طائل من عمليات العنف التى تقوم بها بعض التيارات السنية ، وإيصال رسالة مفادها أن مطالبهم سوف تجد آذانا صاغية لها داخل الحكومة المركزية ، وأنهم سيستفيدون من العوائد النفطية ، ودون تحقق هذا كله فان العراق لن يشهد مزيدا من التحسن بل أن هذا الوضع الهش عرضة للتدهور من جديد.

وحول مدى قدرة القوات العراقية على استلام المهام الأمنية فى العراق والاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد بعد الانسحاب الأميركى بحلول عام 2010 ، أكد أوباما Obama انه طبقا للجدول الزمنى الذى وضعه لسحب القوات الأميركية من هناك فان هذه القوات كلها لن تترك المنطقة ، ولكن سوف تظل بعضا من هذه القوات فى العراق ، حيث من الممكن أن تتولى تدريب القوات العراقية ، فضلا عن القيام ببعض المهام المتعلقة بالحرب على الإرهاب ، كما سيكون من مهام هذه القوات حماية البعثة الدبلوماسية الأميركية هناك.

وردا على سؤال حول عدم تحديده لعدد القوات الأميركية التى ستبقى بعد تنفيذ خطة الانسحاب ، أشار انه كقائد للقوات المسلحة الأميركية ليس من مهامه القيام بوظائف من المفترض أن يقوم بها قادة العمليات العسكرية فى ارض المعركة ، فكل ما عليه القيام به هو أن يقول لقادة القوات المسلحة أن هذه هى أهدافنا وهذه هى مهمتنا التى يجب أن ننجزها وهم يتولوا تحديد كيفية التنفيذ.

وشدد أوباما Obama على أن استمرار وضع الحرب على ما هى عليه فى الوقت الحالى من حيث عدد القوات الأميركية ، وإنفاق ما يزيد على عشرة مليارات دولار شهريا عليها ،فان هذا لن يساهم فى تحقيق الهدف الاستراتيجي التي سعت الولايات المتحدة إليه من الدخول فى هذه الحرب ، وهو جعل الشعب الأميركى أكثر أمنا على المدى البعيد ، وترك أفغانستان التى تتدهور فيها الأوضاع بصورة خطيرة دون انجاز المهمة هناك.

خطة أوباما بين معطيات الواقع وطموحات التنفيذ

ومن جانبه اهتم برنامج Fox News Sunday الذي يبث على شبكة Fox News ويقدمه كريس والاس CHRIS Wallace - بالزيارة الخارجية التى قام بها باراك أوباما Barack Obama ، خصوصا ما يتعلق منها بالحرب على العراق وخططه الرامية إلى سحب القوات الأميركية من العراق وفق خطة زمنية تنتهي فى عام 2010 ، بالتزامن مع أخبار عن اتفاق كل من الرئيس بوش Bush ورئيس الوزراء العراقي نورى المالكي فى زيارته الأخيرة إلى واشنطن على نقل المزيد من المسئوليات الأمنية للقوات العراقية ، فضلا عن الاتفاق على تحديد أفق زمني لانسحاب أميركا من العراق، واستضاف البرنامج الأدميرال مايكل مولن Admiral Michael Mullen رئيس اللجنة المشتركة Joint Chiefs - المكونة من قادة الأفرع الرئيسية فى القوات المسلحة الأميركية - الذي أكد على أن ما تم الاتفاق عليه بين بوش والمالكي لا يعتبر تحديدا لوقتا معينا تنسحب فيه القوات الأميركية ، وإنما هو مجرد تحديد للأهداف العامة فقط دون التطرق إلى تفاصيل ومواعيد محددة للانسحاب، ففي الوقت الحالي لا يمكن تحديد موعدا محددا لسحب القوات من هناك ، ولكن هذا الإجراء يعتبر من الأهداف الإستراتيجية التى تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها فى المستقبل.

وأشار والاس Wallace إلى التصريحات التى أدلى بها نورى المالكي لأحد المجلات الألمانية بموافقته على خطة باراك أوباما Barack Obama الساعية إلى سحب القوات الأميركية من العراق بحلول عام 2010 ثم بعد ذلك تراجعه عن هذه التصريحات وتأكيده على أن انسحاب القوات الأميركية يعتمد على التقدم المستمر فى ارض المعركة ، وتساءل والاس Wallace عن النتائج التى يمكن أن تترتب على تحديد جدول زمنى لانسحاب القوات الأميركية من العراق فى غضون العامين القادمين ، وفى هذا السياق أكد مولن Mullen أن العواقب سوف تكون خطيرة للغاية ، لان تخفيض عدد القوات الأميركية العاملة فى العراق دون مراعاة تحسن الظروف الأمنية على ارض الواقع سوف يأتي بنتائج عكسية ، ولذلك قامت الولايات المتحدة بحسب عدد من القوات العسكرية من العراق عندما تحسنت الظروف خلال الفترة الماضية ، وإذا استمرت الأوضاع فى التحسن فسوف يقدم توصيات للرئيس الأميركي بوش Bush باستمرار عملية الانسحاب حتى نهاية العام الحالى.
وأكد الأدميرال أن مسالة التسرع فى تحديد وقت زمني معين خلال العامين القادمين لسحب القوات قد يكون غير مصيب ، حيث من الممكن أن يؤدى التغيير السريع إلى خلق حالة من عدم الاستقرار فى الوقت الذي نسعى فيه إلى استتباب الأوضاع هناك ، حيث انخرطت الولايات المتحدة إلى حد كبير مع الشعب العراقي، وبدأ القادة العراقيين فى التفاهم حول العملية السياسة فى العراق ، وشرع الاقتصاد العراقي فى التحرك فى الاتجاه الصحيح.

الشؤون الخارجية معضلة المرشح الديمقراطى

أما برنامج World News الذى يقدمه تشارلز جيبسون Charels Gibson - الذي يبث على شبكة ABC - فقد قدم تقريرا عن زيارة أوباما Obama الخارجية أعده مارك مونى Mark Mooney - وأشار التقرير إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى إظهار أوباما Obama على الساحة الدولية والتخفيف من حدة القلق المرتبط بقلة خبرته بأمور السياسة الخارجية والتفاعلات الدولية ، وهو الأمر الذى عبرت عنه بعض استطلاعات الرأى التى جرت مؤخرا وأكدت أن 72% من الناخبين الأميركيين وحتى غالبية الديمقراطيين يروا المرشح الجمهورى جون مكين John McCain خير من يقوم بوظيفة القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أن هذه الاستطلاعات أكدت وجود قلق بين الأميركيين والإسرائيليين بخصوص مدى التزامه بأمن دولة إسرائيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف