أخبار

معارك طرابلس تحول حي البقار الى حي اشباح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس : اقفرت شوارع حي البقار الذي تحول الى حي اشباح حيث ابواب الشقق السكنية والنوافذ مشرعة في اعقاب المعارك العنيفة التي اوقعت تسعة قتلى في غضون يومين في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان.

وقال زهير مسلماني لوكالة فرانس برس "لقد هربت من الشقة الجمعة مع زوجتي واطفالي الاربعة. وفي هذه الاثناء، احترقت الشقة بكاملها اضافة الى المفروشات والادوات الكهربائية المنزلية وحتى ثيابنا".

واضاف هذا الرجل البالغ من العمر 35 سنة وقد بدا الاسى على وجهه "لقد عملت طيلة تسعة اعوام في نيجيريا لابني هذه الشقة. لقد خسرت كل شيء الان".

وشاح بنظره على الجدران السوداء لمنزله الكائن في حي البقار ذات الغالبية السنية والمعروف اكثر، مع حي الشعراني، ب "مشروع الحريري" على اسم رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت في شباط/فبراير 2005، والذي بنى فيه مجمعا سكنيا.

وبدت المباني حوله مقفرة حتى ان احدا لا يغامر وينزل الى الشارع. وقد حل صمت رهيب محل اصوات الاطفال الذين كانوا يلهون في الحي ويلعبون كرة القدم او ضجيج المقيمين الذين ينادون بعضهم البعض.

وقد فر السكان من المعارك العنيفة التي وقعت بين السنة والعلويين واسفرت عن سقوط تسعة قتلى منذ اندلاعها ليل الخميس الجمعة.

وهذه المعارك الاخيرة رفعت الى 23 عدد القتلى في المواجهات التي تتجدد بين وقت وآخر منذ حزيران/يونيو.

وفرت فاطمة القواس ايضا (64 عاما) مع اطفالها الاربعة من منزلها في حي الشعراني. واصبحت شقتها التي اصيبت منذ ذلك الوقت بقذيفة، غير قابلة للسكن.

وقالت "حتى ولو قبضت تعويضات، فاني لن اعود اليها ابدا الا اذا كنت واثقة مئة في المئة من ان المعارك لن تتجدد".

وقال مصدر في تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري، ابرز تجمع في الغالبية النيابية المناهضة لسوريا، لوكالة فرانس برس "لقد فرت نحو 2200 عائلة من منازلها في الاحياء ذات الغالبية السنية في باب التبانة والمنكوبين والبقار الكائنة على خطوط الجبهة".

واوضح رئيس بلدية طرابلس محمد رشيد جمالي لوكالة فرانس برس من جهته "ان قرابة 1500 شخص لجأوا الى ثماني مدارس".

واضاف "نتوقع ان يعود نصف النازحين الى ديارهم في الايام المقبلة. اما الباقي، فسيلزمهم المزيد من الوقت لان منازلهم دمرت او اصيبت باضرار جسيمة".

وبحسب مسؤول امني "فان الجيش منع عودة السكان الى بعض المناطق بسبب وجود قنابل غير منفجرة". واضاف "ان العسكريين يقومون بتفكيكها واحدة واحدة".

وتمركزت عشرات الدبابات والاليات العسكرية المدرعة في مناطق الاشتباكات وبينها باب التبانة معقل السنة المناهضين لسوريا، وجبل محسن حيث السكان من العلويين ويدعمون في غالبيتهم المعارضة.

ويبقى الهدوء حذرا في مناطق الاشتباكات رغم انتشار الجيش بقوة لان السكان لا يزالون يشككون في توقف المعارك نهائيا.

وقالت فاطمة القواس "انها المرة الرابعة التي ينتشر فيها الجيش منذ حزيران/يونيو، وفي كل مرة يستأنف فيها اطلاق النار يختفي".

ورأى حسن شعبان (55 عاما) الذي فر منذ الجمعة مع اطفاله السبعة "يجب تسوية المشكلة من جذورها وابرام اتفاق مصالحة متين بين المتحاربين".

وفي طرابلس، تعود الخصومة بين السنة والعلويين الى فترة الحرب الاهلية (1975-1990) عندما لجأ الى منطقة باب التبانة سكان من مدينة حماه السورية التي تعرضت للقصف في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بعد حركة تمرد اسلامية في 1982.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف