بريطانيا تسن تشريعات لأخذ بصمات المسافرين

هل هو أمر احترازي أم لمكاسب مادية بحتة
بريطانيا تسن تشريعات لأخذ بصمات المسافرين عبر مطاراتها

أشرف أبوجلالة من القاهرة : قرار مثير للجدل ، لكنه بكل تأكيد قرار من شأنه أن يساعد السلطات البريطانية على فرض حالة من النظام والاستقرار الأمني داخل البلاد خلال الفترة المقبلة .. إنه القرار الذي اتخذته الحكومة البريطانية بأخذ بصمات جميع المسافرين عبر المطارات الإنكليزية ابتداء من العام المقبل ، ضمن أحدث المخططات الحكومية المثيرة للجدل لمكافحة الإرهاب .

ومن المنتظر أن تطبق الإجراءات الاحترازية الجديدة على كل من المواطنين البريطانيين والمسافرين من الجنسيات الأخرى ، رغم معارضة المفوض الإعلامي ، أو لجنة سرية المملكة المتحدة ، التي سبقت وأن أجبرت مسؤولي مطار "هيثرو" على التخلي عن خطة مماثلة بداية هذا العام بعد تحذيرهم بأنها خطة بعيدة كل البعد عن الشرعية وفقا لقوانين حماية البيانات .

ويعزو كثير من منتقدي هذا الإجراء السبب الرئيس وراء اتخاذه إلى أن المسؤولين عن تشغيل المطارات يرغبون في زيادة المكاسب عن طريق التأكد من أن جميع الركاب سيكون بامكانهم إنفاق الأموال داخل المحال الموجودة في الأسواق الحرة .

ونتيجة لذلك، تم تزويد مطارات انكلترا الرئيسة بصالات مغادرة عامة يتجمع فيها بشكل حر المسافرون الإنكليز وباقي الجنسيات الاخرى، وهو ما يضع احتمالات وجود مخاطر أمنية، فمن الوارد أن يتواجد أحد المسافرين ويكون مثلا إما إرهابيا أو مجرما ويكون بامكانه أن يقوم بمبادلة تذكرته مع شخص آخر يكون حاجزا على احدى الرحلات الداخلية. وبذلك يتمكن أي من المسافرين الدوليين الذهاب لأي مكان داخل انكلترا ومن ثم دخول البلد دون أن يخضع للفحص من جانب سلطات الهجرة.

وفي سبيل ذلك، تقوم الآن وزارة الداخلية البريطانية بوضع اللمسات النهائية لتجديد القوانين التي تجبر جميع المسافرين على وضع بصماتهم. ووفقا لتلك التعديلات التي ستطرأ على نظام الطيران الوطني في البلاد، فان بصمات المسافرين سيتم أخذها مرتين أولهما عند مرورهم ببوابات الأمن خلال توجههم لصالة الانتظار الجوي والاخرى عند مرورهم ببوابة إقلاع الطائرات. كما أنه من المرجح أن تطبق تلك القوانين فيما بعد لتشمل المسافرين عبر الموانئ البحرية الرئيسة ووصلات أنفاق السكك الحديدية.

وستمكن تلك الإجراءات الشرطة وأجهزة الأمن من فحص بصمات المسافرين ومقارنتها بقاعدة البيانات العريضة للبصمات الموجودة لدى الانتربول وكذلك قوائم المراقبة الدولية من اجل تحديد المشتبه فيهم من المسافرين بهويات مزيفة. وبحسب صحيفة" الديلي ميل" الإنكليزية فإن تقدما ملحوظا قد تم في المناقشات التي حدثت وراء الكواليس، وباتت من المتوقع أن تصدر وكالة الحدود والهجرة التابعة للداخلية البريطانية تعليمات جديدة لمسؤولي المطارات قبل أعياد الميلاد المقبلة .وسيتم تقديم التغييرات في إطار التشريعات الحالية دون الحاجة إلى مناقشة الأمر في البرلمان.

من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الوكالة :" نحن نفكر في استخدام فحوصات البصمة للتأكد من هوية المسافرين قبل السفر من خلال المطارات الإنكليزية. وأضاف:" لقد كانت الحكومة عازمة على تقوية أجزائنا الحدودية عن طريق التكنولوجيا الحديثة، وكانت طريقة أخذ البصمات للمسافرين الذين يتقدمون لطلب تأشيرات دخول بريطانيا وباستخدام الفحوصات الالكترونية لعد المسافرين القادمين والمغادرين، كما أنها ستطلب من المسافرين الأجانب حمل بطاقات هوية اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل. لكن في المقابل يعارض مكتب المفوض الإعلامي أو ، "ICO " الفكرة كليا من باب عدم جدوى أخذ البصمات من المسافرين لمجرد تحديد هويتهم في المطارات، في الوقت الذي تعتمد فيه مطارات مثل مطاري "جاتويك" و"مانشستر" على التقاط صور فوتوغرافية ديجيتال للمسافرين عند مرورهم من البوابات الأمنية .

يذكر أن الولايات المتحدة تنتهج هي الاخرى سياسة أخذ البصمات والصور الفوتوغرافية منذ عام 2004 للمسافرين القادمين إلى المطارات الأميركية بمجرد وصولهم، لكن وبدءا من العام المقبل تعتزم السلطات الأميركية أخذ بصمات المسافرين عند مغادرتهم البلاد أيضا.