سجينان جزائريان يعيشان وضعا حرجا في غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: كشف متحدث باسم عائلات الجزائريين الـ25 المحتجزين في المعتقل الأميركي "غوانتنامو باي" السيئ السمعة، الأربعاء، أنّ الوضع بات حرجا بالنسبة لجزائريين تستمر الإدارة الأميركية باعتقالهم في الخليج الكوبي.
وأوضح "عبد القادر آيت إيدير" شقيق "مصطفى آيت إيدير" الأسير بغوانتنامو منذ شتاء العام 2002، أنّ مواطناه "لخضر بومدين" و"بلقاسم بن سايح" اللذان اختطفتهما الاستخبارات الأميركية في البوسنة قبل ست سنوات، يعيشان وضعا صحيا خطيرا جدا، وأضاف آيت إيدير في تصريح لـ"إيلاف" أنّ شقيقه أبلغه في رسالة مؤرخة في 25 يوليو/تموز الجاري، بأنّ وضع السجينين المذكورين زاد تدهورا بعد إسقاط اسميهما بشكل مفاجئ من قائمة المفرج عنهم مؤخرا، علما أنّه جرى ترحيل رعيتين جزائريتين فحسب هما "هواري عبد الرحمان" (28 عاما) و"مصطفى حمليل" (49 عاما) وسط تكتّم الجانبين الأمريكي والجزائري حول تفاصيل العملية.
وقال عبد القادر آيت إيدير لـ"إيلاف" إنّ أسرى الجزائر في غوانتنامو صارت معنوياتهم سيئة، بعد بقاء مصيرهم عالقا رغم الإعلان الأميركي الرسمي قبل أشهر عن قرب تسليم 17 من هؤلاء إلى بلدهم الأصلي، بيد أنّ الأمور بقيت على حالها ومعها زادت متاعب عوائل المحتجزين، وتفاقمت مخاوفهم من بقاء جزائريي غوانتنامو لفترة غير محدودة في القاعدة الأميركية بكوبا، على الرغم من إقدام البنتاغون على إطلاق سراح أكثر من أربعمائة معتقل يحملون جنسيات مختلفة أرجعوا إلى بلدانهم الأصلية أو البلدان التي اعتقلوا فيها.
ويزداد قلق الجزائريين من تأخر عملية ترحيل مواطنيهم، خصوصا مع تلقيهم معلومات من محامين أميركيين تفيد بمعاناة المحتجزين بغوانتنامو، من أمراض مزمنة، بينهم سجناء مصابون بداء السكري والسلّ وارتفاع الضغط الدموي والصداع النصفي.
ووصل الحد في حالة الجزائري ''أحمد زاوي" إلى رفض إدارة السجن، بحسب حقوقيين أميركيين، تمكينه من تناول الدواء الموصوف له، في وقت لم يتلقى أي من النزلاء إشارات تفيد بمحاكمتهم أو إطلاق سراحهم، بينما تلتزم الحكومة الجزائرية الصمت تجاه الموضوع، رغم أنّ المحكمة الأميركية العليا ترفض تمكين الجزائريين من محاكمة عادلة، لعجزها عن توجيه أي تهم لهم، حيث اكتفت واشنطن بتوجيه التهم إلى الجزائري "سفيان برهومي" دون سواه. وهو ما دفع "مصطفى حمليلي" المُفرج عنه قبل أسابيع، إلى الكشف عن تحضيره لرفع دعوى على مستوى القضاء الأميركي، بعدما أثبتت التحريات براءته مثل غيره من جزائريي غوانتنامو الذين يعتزمون مقاضاة الإدارة الأميركية ومطالبتها بتعويضات، لاستعادة حقوقهم وتعويضهم عن السنوات التي قضوها في المعتقل، وكذا تعرضهم للتعذيب وأشكال التعدي الجسدي والمعنوي ضدهم، وهو ما أيّده "مصطفى فاروق قسنطيني" رئيس اللجنة الاستشارية الجزائرية لحماية وترقية حقوق الإنسان (حكومية)، الذي أكّد بأنّ الإدارة الأميركية عجزت عن إيجاد أي أدلة تؤكد تورط هؤلاء في "أنشطة إرهابية"، ولهم الحق في المطالبة في ردّ الاعتبار لأنفسهم.