أخبار

العائلات النازحة من شمال لبنان تعاني اوضاعا بائسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس: تواجه مئات العائلات التي نزحت عن منازلها المهدمة او المتضررة من المواجهات المسلحة في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، اوضاعا بائسة دفعت بمؤسسات مدنية الى دق ناقوس الخطر. وتقول ميرفت الهوز عضو مجلس بلدية طرابلس "نزحت نحو 800 عائلة من اماكنها في مناطق المواجهات توزع قسم منها على تسع مدارس رسمية واقام القسم الاخرعند اقارب اواصدقاء".

يذكر ان في ايار/مايو الماضي بدات المواجهات بين منطقة باب التبانة التي تقطنها غالبية من الطائفة السنية معظمها من انصار الاكثرية ومنطقة جبل محسن حيث تقيم غالبية من الطائفة العلوية حليفة حزب الله اكبر اطراف المعارضة وسوريا التي تدعم الحزب الشيعي. وشهدت المواجهات عدة جولات اسفرت عن سقوط 23 قتيلا واكثر من مئة جريح اضافة الى خسائر مادية جسيمة.

واحصت بلدية طرابلس وجود" 263 مسكنا مدمر بالكامل". وتقدر الهوز "ان الخسائر المباشرة او غير المباشرة من المواجهات طاولت نحو 20 الف عائلة" لافتة الى ان مناطق المواجهات مدقعة وغالبية سكانها يعملون كمياومين. وتقول "وضعنا خطا ساخنا لمساعدتهم يعمل 24 ساعة على 24 ساعة كما انشأنا لجنة طوارىء وزودناهم بالاغطية والفرش ومراوح التهوئة" لافتة الى ان بين النازحين عدد كبير من الاطفال والنساء، وبينهن حوامل.

وتعرب فاطمة عضيمات المسؤولة في منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونسيف) عن قلقها لاوضاع العائلات التي فقدت منازلها و"مما سيواجهونه في الاشهر القادمة عندما تفتح المدارس ابوابها" بعد عطلة الصيف. وتقول "نخشى المشاكل التي سيواجهونها على المدى المتوسط والبعيد (...) ندق ناقوس الخطر". وتلفت عضيمات الى مشكلة التسرب المدرسي التي تعانيها اصلا هذه المناطق الفقيرة متوقعة "ان تزداد خطورتها".

وفيما نزح سكان باب التبانة والبقار والقبة الى مدارس رسمية،انتقل النازحون من جبل محسن الى مناطق ابعد وتوزعوا على 18 قرية في عكار كما تؤكد عضيمات. وتقول "اقاموا في قرى نائية عند عائلات فقيرة اصلا" مشيرة الى ان الصليب الاحمر اللبناني وعد بارسال مستوصفات نقالة لمتابعة اوضاعهم الصحية.

وتشير الهوز الى ان غالبية النازحين "ما تزال ترتدي الثياب نفسها (...) لقد هربوا على عجل ولم يحملوا شيئا بعضهم طلب منا الف ليرة لبنانية فقط (70 سنتا) ليتمكن من الانتقال لتفقد منزله". وتشير التقديرات الى ان " 80% من اهالي هذه المناطق يعيشون تحت خط عتبة الفقر". وتقول الهوز "غالبيتهم لا عمل ثابت لديها و60% منهم لم يذهبوا الى المدرسة".

وتوفر المساعدة الغذائية لهؤلاء النازحين منظمات مدنية في مقدمها مؤسسة رفيق الحريري رئيس الحكومة السابق الذي اغتيل عام 2005 ومؤسسات تابعة للوزير محمد الصفدي او رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي. مخلصة خالد السيد في السبعين من عمرها كانت تقيم مع ولدها الذي يعمل سائقا في شركة لتوزيع المواد الغذائية واحفادها الثلاثة في منزله في منطقة القبة على خطوط التماس مع جبل محسن.

تقول "مع اندلاع اخر المواجهات فجر الجمعة الماضي تعرض المبنى للقصف المباشر. هربنا الى شاطىء البحر حيث امضينا يومين نأكل وننام داخل الشاحنة بانتظار انتهاء المواجهات". وتضيف مخلصة التي تعاني من داء السكري وتنتظر المساعدة لتشتري الدواء "بعد دخول الجيش علمنا ان المنزل احترق فتوجهنا الى المدرسة على امل ان يتم التعويض علينا".

وتنهمر دموع العجوز التي توضح "للمرة الأولى في حياتي اقيم في مدرسة، كنت اتمنى الموت على ان اقف هناانتظر المساعدات الغذائية ومن يشتري لي الدواء". نمر حمد اب لخمسة اولاد يعمل سائق شاحنة صغيرة لنقل الركاب. نزح عن منزله المتصدع في باب التبانة الى احدى المدارس. ويقول "لا املك مالا للاقامة في مكان اخر. الحياة هنا لا تطاق، نقيم في غرفة واحدة مع عشرة اشخاص لا نعرفهم".

اما هدى الاسمر ابنة الثالثة والاربعين وعندها سبعة اولاد فتقول "امضينا ليلتنا الاولى في غرفة واحدة يقيم فيها 37 شخصا قبل ان يتم تامين غرفة لنا فيها عدد اقل". وتضيف "ننتظر ان يستقر الوضع نهائيا لنعود ولو للاقامة على الانقاض. لا نعود الان خوفا من تجدد الاشتباكات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف