الصين متهمة بكل مشكلات العالم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس : يرى اختصاصيون ان الصين لا تستحق على الدوام الاتهامات التي توجه اليها بالتسبب بقسم كبير من مشكلات العالم الاقتصادية والبيئية، غير ان موقف نظام بكين لا يساعد في التخلص من هذه السمعة.
واعتبر جان بيار ليمان استاذ الاقتصاد الدولي في معهد الادارة والتوزيع في لوزان، ان الاشارات التي ترسلها بكين ومنها التصلب في مسألة حقوق الانسان او فرض الرقابة على وسائل الاعلام، ينبغي فهمها في اطار تاريخي.
وقال ليمان الذي صدرت له عدة مقالات حول القوة الناشئة الاولى في العالم، ان "دورة بكين للالعاب الاولمبية ربما كانت رهانا ينطوي على مجازفة، لكنني اعتبر ان علينا ان نشعر بالارتياح لان امامنا الصين الحالية وليس الصين الماضية".
وتابع "حين توفي ماو تسي تونغ في العام 1979 لم نكن نتصور اطلاقا ان الصين ستصبح اكبر سوق لمنتوجات لوي فويتون".
ويبدو بشكل متزايد ان العديد من المشكلات العالمية على ارتباط بالوزن الاقتصادي والدبلوماسي الجديد لهذا العملاق الاسيوي.
وذكرت يي يي لو استاذة السياسة الصينية في جامعة نوتنغهام ببريطانيا ان "هذا الاهتمام قد يكون مصدر ارباك ايضا لبكين لان كل المواضيع باتت بنظر الرأي العام مرتبطة بالصين".
وفي ما يتعلق بالاحتباس الحراري، وجهت دول تفوق الصين من حيث حجم انبعاثات ثاني اكسيد الكربون للفرد تحذيرا الى بكين بوجوب التعهد بتقليص التلوث الناتج عنها.
واعتبر ليمان ان الدول الغربية "تبقى استعمارية في مواقفها"، منددا ب"هستيريا" حقيقية على حد قوله حيال توسيع الصين نشاطها في افريقيا.
وقالت يي يي لو ان "الهند ايضا لها استثمارات كثيرة في افريقيا" بدون ان تكترث للشفافية او للادارة الرشيدة في هذه البلدان، غير ان "الغريب ان هذا الامر لم يذكر ابدا".
يبقى ان قوة بكين تضعها بمنأى عن الضغوط الدولية، اقله على الصعيد الدبلوماسي.
وقال المعلق غوردن تشانغ "ان الصين تلقى بصورة عامة معاملة جيدة من جانب الرؤساء ورؤساء الحكومات الاجانب. قد توجه اليها انتقادات غير عادلة بين الحين والآخر، غير ان وضعها جيد بصورة عامة".
وفي ما يتعلق بمسالة حقوق الانسان، اقر ليمان بان "ثمة بالتأكيد اعراض عقدة اضطهاد لدى الحكومة الصينية"، لكنه ندد ببعض الافكار المسبقة التي لا تزال قائمة.
وقال "لقد تشكلت لدينا في العقود الاخيرة صورة عن التيبت لا تتناسب كثيرا مع الواقع، صورة اقرب الى الجنة، الى مجتمع فاضل".
وتابع المراقب "لو كنت صينيا لكنت استأت من تصرف الغرب، لكنني لكنت رغبت ايضا في التخلص من حكومتي"، مبديا قلقه حيال تزايد حدة الاحساس القومي الذي ظهر خلال احداث التيبت في اذار/مارس، والاضطرابات التي اعترضت مسار الشعلة الاولمبية.
ولفتت يي يي لو الى ان النظام الصيني يسعى الى تحسين صورته في الخارج بدون التنازل في الجوهر، مشيرة الى ان الحكومة تلجأ في هذا الاطار الى استشارة مكاتب دراسات دولية للعلاقات العامة.
وهذا السلوك الجديد جعل السلطات الصينية على سبيل المثال تتبنى بشكل واضح وعلني حظر بعض المواقع على الانترنت فيما لم تكن في الماضي تكشف اي معلومات بشأن الرقابة.
من جهته، رفض تشانغ اي تساهل حيال السلطات الصينية. وقال "لا يمكن لحكام دولة تجاهر بتسلطها توقع تغطية اعلامية ايجابية، لكن قادة بكين تمكنوا رغم كل شيء من الحصول على قدر اكبر مما يستحقون من الاشادات".