"العقل المدبر" لهجمات 11/9 يسخر من "سائق بن لادن"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غوانتانامو: سخر القيادي في تنظيم القاعدة خالد شيخ محمد، المتهم بأنه "العقل المدبر" لهجمات 11 سبتمبر/أيلول التي شنّها التنظيم بزعامة أسامة بن لادن على أميركا من محاولات إدانة اليمني سليم حمدان، على خلفية هذه الهجمات، مقللاً من موقع الأخير في التنظيم ككل، عبر الإشارة إلى أنه كان "بدويا" ولا يهمه إلا "المال والمتعة."
وقال شيخ محمد، خلال شهادة مكتوبة قدمها محامي حمدان، المعروف بلقب "سائق بن لادن،" للقاضي الناظر بقضيته في محكمة معتقل غوانتانامو الجمعة، إن السجين اليمني "غير متعلم،" كما أنه "كان سائقاً وليس جندياً،" وظل مع زعيم القاعدة لأجل راتبه المقدر بـ200 دولار شهرياً، مكرراً بالتالي ما كان محامي الدفاع قد قاله خلال الجلسات الماضية.
وتعتبر هذه الشهادة آخر الأدلة التي يقدمها الدفاع، إذ أن لجنة المحلفين في المحكمة، والمكونة من ستة عسكريين أمريكيين، تلقت أمراً من القاضي بالاجتماع لتلقي توجيهاته وبدء مداولاتها الاثنين.
وأوحى شيخ محمد، الذي يصف نفسه بأنه "المدير التنفيذي لهجمات 11 سبتمبر/أيلول" أن حمدان كان أقل شأناً من أن يصار إلى إطلاعه على الخطط، وذلك من خلال قوله إن الأخير "من طبيعة بدوية وبعيدة عن الحضارة، وغير صالح للتخطيط أو التنفيذ."
وكان الإدعاء قد حذّر من الأخذ بشهادة شيخ محمد، مشيراً إلى أنه قد يقوم بالتقليل من شأن المحكمة، غير أن الدفاع أصّر على تقديم الإفادة التي جاءت في أربع صفحات، مشبهاً دور الشاهد المعني بدور "العراب" في شبكات المافيا.
وأشار شيخ محمد إلى أنه قابل حمدان أكثر من 50 مرة، وكان اللقاء الأخير بينهما في نوفمبر عام 2001، في اليوم الذي اعتقل حمدان فيه خلال محاولته نقل زوجات وأبناء عدد من قادة القاعدة من أفغانستان إلى باكستان لحمايتهم من المعارك، خلال التدخل العسكري الأمريكي لإسقاط نظام طالبان.
واتهم شيخ محمد زميله حمدان بأنه ظل مع بن لادن لأجل الراتب الشهري الذي كان يتقاضاه، والذي يقدر بزهاء 200 دولار شهرياً، قائلاً إن السجين اليمني "لم يكن يشاطر بن لادن الأديولوجيا عينها،" وأن الذين من طينته "لا يبحثون إلا عن المال والمتعة في حياتهم."
يذكر أن الإدعاء قدم شهادة أخرى من معتقل "قاعدي" ثاني هو وليد بن عطاش، الذي اكتفى بالإشارة إلى أنه "كان قريباً بما يكفي من بن لادن لمعرفة أن حمدان غير ضالع في تنفيذ أي هجوم."
ويواجه حمدان، الذي لم يتجاوز تعليمه الصف الرابع، عقوبة السجن مدى الحياة إذا ما أدين بتهم التآمر ودعم الإرهاب الموجهة له.
وخلال جلسات المحاكمة طوال الأسبوعين الماضيين، شهد المحققون الذين استجوبوا حمدان أن الأخير حمل السلاح لحماية بن لادن، كما أقسم بالولاء له، وكان على اطلاع واسع بالخطط "الإرهابية."
وكانت مرافعة الإدعاء الأخيرة قد شهدت اتهامه لحمدان بأنه كان على علم بالهدف المحدد لطائرة واحدة على الأقل من بين الطائرات التي شاركت في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وذكر المدعي أن حمدان أقر خلال التحقيقات بأنه كان على دراية بأن الطائرة المدنية الرابعة المختطفة- والتي سقطت في وقت لاحق في أرض مفتوحة بولاية بنسلفانيا بعدما تصدى الركاب للخاطفين- كانت ستصطدم بـ"القبة،" في إشارة، على الأرجح، لمبنى الكابيتول الذي يضم مقر الكونغرس وعدد كبير من الإدارات الأميركية.
غير أن الدفاع رد على الادعاءات الثلاثاء بأن حمدان كان مجرد "سائق بسيط" ليس على اطلاع بخطط بن لادن ومشاريعه، وأنه كان يعمل عنده لمجرد الحصول على أموال وليس لشن هجمات.
يذكر أن حمدان سبق أن تحدث علناً للقاضي قبل أسابيع، قائلاً إنه يرغب في تطبيق القانون الدولي في قضيته، متسائلاً عن السبب الذي يدعو القضاء العسكري إلى عدم سلوك "الطريق المستقيم" للوصول إلى حل لهذه القضية، دون أن يوضح حقيقة مقصده.
وتابع: "إذا سألتني عن لون هذه الورقة، فسأقول لك إنها بيضاء، لكنك سترد بأنها سوداء، عندها سأقول لك حسناً إنها سوداء، فترد أنت اتفقنا.. إنها بيضاء، هذه هي الحكومة الأميركية."
وشكك حمدان في جدوى المحاكمة بسبب قدرة الإدارة الأمريكية على تعديل القوانين، طالبا إخضاعه لمحاكمة دولية.
يذكر أن اليمني سليم أحمد حمدان كان قد أوقف في أفغانستان عام 2001، بعدما عثر على صاروخين من طراز أرض- جو في سيارته، وقالت السلطات العسكرية الأميركية إنه كان السائق الخاص لزعيم تنظيم القاعدة.