أخبار

إجازة صيفية من نوع آخر لطلاب فتح وحماس في غزة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعضهم يقضيها في السجن
إجازة صيفية من نوع آخر لطلاب فتح وحماس في غزة
نجلاء عبد ربه من غزة:
من الطبيعي أن يفكر الطالب بمجرد إنتهاءه من تقديم إمتحانات آخر العام الدراسي، في تحديد أماكن سياحية أو مناطق يزورها للترفيه عن نفسه بعد دراسة 9 شهور، صابر وكافح وجاهد من أجل إرضاء نفسه بنجاح يؤهله في الترفع للعام الدراسي الآخر.
طلبة الجامعات على نفس الشاكلة.. فالدراسة بحد ذاتها في غزة جهاد وكفاح طويل يبدأ في كيفية الحصول على أموال ثابتة لأجرة السيارات والباصات التي تنقل الطلبة، مرورا بعام دراسي قاسٍ يتخلله قصف وإجتياح إسرائيل وقتل قد يطال المدارس والجامعات، وإنتهاءاً بإعتقالات داخلية تطال عناصر حركة حماس في الضفة الغربية وعناصر ينتمون لحركة فتح في قطاع غزة. قصة الفقرة الأخيرة من الفقرة السابقة بدأت فقط هذا العام، بينما يعاني معظم، إن لم يكن كافة الأسر الفلسطينية، من وضع إقتصادي سيئ وإجتياحات إسرائيلية لمناطق فلسطينية تؤدي في معظمها إلى ضحايا من هؤلاء الطلبة وهم على مقاعدهم الدراسية. لكن الأمر يختلف تماماً إذا ما توصل نصف الشباب الغزي في قناعتهم لضرورة قتل وقت الإجازة في النوم ولعب الورق (الشدّة)، بينما يقوم النصف الاخر بالتدريب عمليا ونظرياً على إعتقال النصف السابق. ويتمنى محمود من شمال غزة، شاب يدرس في جامعة الأقصى، أن تفعم المنطقة بهدوء بعد إعلان تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، كي يستطيع قضاء إجازته الصيفية بمتعة وراحة ونشاط، يبدأ بها عام دراسي جديد بحيوية أكبر. يقول محمود لإيلاف "هنا، لا يوجد مكان امنٍ، في الماضي كانت السبب من إسرائيل، اليوم السبب يعود لحركة حماس، فهي تعتقلنا تحت أسباب تقول أنها أمنية، لكنها من وجهة نظرنا هي لأسباب سياسية". ويؤكد محمود أن الوضع في غزة يجبره على لعب الورق من أصدقاءه، ويقول "لا يوجد ما نفعله في إجازتنا الصيفية سوى أن أجتمع مع أصدقائي وأقاربي في لعب الورق لقتل ساعات الصيف القاتلة". ويؤكد الأخصائي الإجتماعي ياسر عيّاد لإيلاف، أن إغلاق المعابر التجارية والحدودية من قبل إسرائيل، فإن مجالات إنتهاز الإجازة الصيفية للإستفادة منها قد تبددت. لقد كان آلاف من هؤلاء الطلبة يعملون داخل مصانع ومزارع ذويهم، وقسم كبير يمارس رياضة كرة القدم، المحببة لدى معظمهم، ويقومون بجهد جماعي لإنجاح عشرات الدورات الكروية في مختلف أنحاء قطاع غزة، ويلاقي ذلك إقبالاً جماهيرياً واسعاً، إلا أن الوضع القائم في غزة أجبر تلك الشريحة على التوجه لمنحى آخر كالجلوس في البيت لأكبر عددٍ من الساعات والنوم ولعب الورق لإضاعة الوقت. كامل عبد الله (21 عاماً) يقول لإيلاف " كنت أنتظر بدء الإجازة كي أساعد أبي وإخواني في فلاحة الأرض، إلا أن إسرائيل جرفت في وقت سابق من التهدئة أرضنا والأراضي المجاورة، كونها تقع بالقرب من الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل". ويلقي الشاب اللوم على حركة حماس. ويقول "لم تسلم أرضنا من إسرائيل، ولم نسلم نحن من عناصر حركة حماس. لقد إعتقلوني في الحملة الأخيرة، وأوسعوني ضرباً لمدة ثلاثة أيام، بعد تفجير جيب تابع لكتائب القسام قبل 10 أيام ومقتل خمسة كانوا بداخله".
ويرى باسل (18 عاماً) أن الإنترنت هو الصديق الوحيد له هذا الصيف. ويقول لإيلاف "أقضى ساعات طويلة جدا على تصفح مواقع إلكترونية وإستخدام الماسنجر. وعادةً ما أنام بعد صلاة الفجر، وأستيقظ على موعد الغداء". ويقول باسل "أدير منتدى منذ عامين، وأعتبره كل شيء في حياتي بعد الدراسة. لقد كونت عشرات الأصدقاء من مختلف البلدان العربية، وأفضل الحديث معهم على الخروج للشارع لأرى ما ينغص قلبي" ويؤكد الأخصائي الإجتماعي عيّاد أن السياسة والأمن في غزة يدخلان في كافة المجالات، فـ "الفلسطينيون أصبح عندهم هاجس الأمن منذ إحتلال إسرائيل لأراضيهم، الأمر الذي إنعكس على تصرفات الحركات والفصائل الفلسطينية التي تسيطر على الشارع الفلسطيني"، مشيراً إلى أن جل تفكير حركة حماس في غزة وحركة فتح ف الضفة الغربية هو كيفية القضاء على الاخر. ويرى عيّاد أن هذا الأمر يقضي على طموح الشباب والطلاب في كافة النواحي، بما فيها التفكير في قضاء إجازة هادئة، بعيدة عن العصبية والعنف الذي يلازمهم. ويعتقد أن كافة الإعتقالات التي تمارسها الحركتين "فتح وحماس" هي سياسية بالدرجة الأولى، وبعيدة كل البعد عن الإعتقال الجنائي، ولهذا فإن الطلبة وهم الشريحة الأوسع التي تطالهم هذه الإعتقالات أصبحوا يلتزمون بيوتهم، ويتجمعون للعب ورق الشدّة، كبديل عن الخروج للشارع وإحتمال التصادم مع الطرف الاخر في مناكفات لفظية، تؤدي في النهاية لأعتقالهم. ويؤكد شاب ملتحي يُكنى "أبو مصعب" أنه يتدرب عصر كل يوم في إجازة الصيف على الرمي بالذخيرة الحية. ويبرر ذلك لإحتمال إندلاع موجة عنف جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مرحلة قادمة. ويعتقد هذا الشاب أن الإعتقالات التي تطال أبناء حركة فتح في قطاع غزة هي ضرورية، مشيراً إلى عدة تفجيرات قامت بها حركة فتح لخلق بلبلة في الشارع الغزي. ويؤكد "أن كافة الإعتقالات ليست سياسية، لكنها تأتي كإعتقالات إحترازية فقط، لحين معرفة الجناة الحقيقيين". أيمن ياسين (18 عاماً) يقول لإيلاف "كنت أستغل كافة إجازات الصيف المدرسية لأبيع المثلجات على بحر غزة، لكن الوضع هذا العام سيئ للغاية، فمصطافي البحر ليسوا بالكم المطلوب، كما كل عام، الوضع النفسي يبدو قد أثر على معظم الأسر هنا". مئات الأطفال الذين لم يتجاوزا الصف السادس الأساسي، دخلوا في دورات لحفظ القران في المساجد. فذويهم يعتبرون ذلك أفضل أنواع الإستفادة في الإجازة الصيفية لهم. ويقول احمد، طفل لم يتجاوز الـ 9 أعوام، أكملت حفظ الجزء الأخير المقرر لنا من قبل إمام المسجد. ويرى والد الطفل أن لا بديل للطفل هذا الصيف سوا حفظ أجزاء من القران، فهي وسيلة جيدة لدخول عام دراسي أفضل بالنسبة له. إلا أن الأمر يختلف بحسب الأخصائي الإجتماعي عيّاد، فهو يرى أن دراسة الطفل في الإجازة، لا تعطيه دفعةً ونشاطاً يبدأ به عامه الدراسي الجديد. ويؤكد عيّاد أن الطفل كما هو بحاجة إلى التعليم، فهو أيضاً بحاجة إلى الترفيه من خلال ألعاب تمني عقلة وإدراكه بشكل أفضل، أو إلتحاقه بدورات لتعلم الحاسوب مثلا، فهي تشكل أساسًا لاكتساب معلومات ومهارات تساعد الطالب في مرحلة لاحقة على العمل في مهنة يطلبها السوق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف