تقرير: العراق ينفق نسبة ضئيلة من عائداته النفطية

واشنطن: كشف تقرير اميركي ان العراق انفق نسبة قليلة جدا من عائدات النفط على اعادة الاعمار في الوقت الذي دفعت فيه الولايات المتحدة مليارات الدولارات من اجل ذلك. وافاد التقرير الذي صدر عن مكتب المحاسبة الحكومي التابع للكونجرس الاميركي ان دافعي الضرائب الاميركيين قد انفقوا 48 مليار دولار منذ عام 2003 على الامن واعادة الاعمار في العراق.

كما جاء في التقرير ان عائدات النفط في العراق لهذا العام سجلت ارتفاعا يقدر باكثر من 52 مليار دولار، الا ان الانفاق على اعادة الاعمار من قبل الحكومة العراقية العام الماضي لم يتخط 896 مليون دولار.

وقال العضوان في مجلس الشيوخ اللذان طلبا من المكتب اعداد التقرير انه يجب على الاميركيين وقف تمويل عمليات اعادة البناء في العراق وبخاصة في مجال الطاقة لانه وعلى حد قول السناتور الجمهوري جون وارنر "على الرغم من مراكمة العراق لمليارات الدولارات من عائدات النفط الا ان الولايات المتحدة لا تزال المصدر الاساسي لتمويل اعادة الاعمار".

اما السناتور الديمقراطي كارل ليفن فقد قال: "لا يجب ان نستمر بتمويل اعادة الاعمار في العراق بينما تتكدس المليارات من عائدات النفط العراقية في المصارف منذ 5 اعوام، بل علينا ان نطالب بأن يعاد تسديد ما دفعه المواطن الامريكي لتمويل مشاريع كبيرة في العراق".

وقدر التقرير عائدات النفط العراقي بين 2005 و 2007 بـ 96 مليار دولار، اما فيما يتعلق بعام 2008، فتوقع التقرير ان تكون حصة العراق من عائدات النفط بين 73 و 86 مليار دولار وذلك بسبب الارتفاع الهائل باسعار النفط خلال العام الجاري.

واتهم التقرير الحكومة العراقية بالتقاعس في الانفاق على اعادة الاعمار وبان ما ينجز في بغداد هو جزء بسيط مما تم التخطيط له.

وكان السفير الاميركي في العراق ريان كروكر قد اعلن في وقت سابق من هذا العام ان "عصر الاستثمارات الاميركية بمشاريع ضخمة في العراق قد ولى". كما ان السناتورين ليفن ووارنر تقدما بشكوى لوزارة الدفاع الاميركية تتعلق بتمويل دافعي الضرائب الاميركيين لانماء احدى المناطق المجاورة لمطار بغداد اقتصاديا وذلك بقيمة 33 مليون دولار.

ويتضمن هذا المشروع حسبما افادت الشكوى فندقان ومركزا تجاريا سيكونا ملكا للحكومة العراقية.

على صعيد آخر، اعلنت بغداد يوم الثلاثاء انها تنوي استثمار 6 مليارات دولار في مشاريع لانماء العاصمة وذلك خلال الاعوام الثلاثة القادمة وذلك من خلال مشاريع تشمل تحسين شبكة الطرقات وبناء المطاعم والفنادق.

وقال الناطق باسم الجناح المدني لخطة بغداد الامنية تحسين الشيخلي ان "هناك حاجة لانفاق 3 مليارات دولارات على البنية التحتية و3 مليارات اخرى على مشاريع استثمارية اخرى".

كما اشار الشيخلي انه منذ عام لم يكن هناك مجال للكلام عن مشاريع كهذه الا ان الامور اختلفت الآن، مضيفا انه "بعد النجاح في المجال الامني يجب الآن النجاح في المجال الانمائي". ودعا الشيخلي الشركات الاجنبية للقدوم والاستثمار في العراق وتحديدا في بغداد قائلا ان "الحكومة العراقية لا تملك وحدها القدرة على تغطية كل المجالات الاستثمارية".

وفي تفاصيل المشاريع الاستثمارية الجديدة تكلم الشيخلي عن مشروع بناء ابراج في شارع حيفا واجزاء اخرى من العاصمة، كما افاد بأن فنادق فخمة ستبنى في حي الاعظمية بالاضافة الى مطاعم ومراكز تجاريةوسط العاصمة.

وتتضمن المشاريع الاستثمارية خططا لبناء جسور وتحسين وضع الطرقات لمعالجة ازمات زحمة السير بالاضافة الى اعادة بناء شارع ابو نواس السريع بمحاذاة نهر دجلة.