الرئيس الجورجي يستدعي قواته من العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القوات الجورجية تفقد أجزاء من العاصمة الأوسيتية تبليسي: قال الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكشفيلي، الجمعة إن بلاده تتعرض لـ"قصف متواصل" و "اجتياح" من قبل الجيش الروسي الذي يتوغل بدباباته داخل حدودها، متهماً موسكو باستهداف المدنيين، على خلفية النزاع حول إقليم أوسيتيا الجنوبية الذي يرغب بالانفصال عن جورجيا بدعم روسي.
وقال ساكشفيلي، الذي كان يتحدث من العاصمة الجورجية، تبليسي: "منذ الصباح وبلادنا تتعرض لقصف متواصل من مقاتلات روسية تستهدف المدنيين، وهناك أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف السكان على امتداد البلاد.. هذا أسوأ كابوس قد يعيشه المرء." ولدى سؤاله عمّا إذا كان الوضع الحالي تنطبق عليه صفة الحرب قال الرئيس الجورجي إن بلاده "في وضع الدفاع عن النفس ضد التعديات الروسية،" متهماً الجيش الروسي بـ"اجتياح جورجيا."
وقال ساكشفيلي إن 150 عربة مسلحة روسية دخلت أوسيتيا الجنوبية، وأكد أن الدفاعات الجوية الجورجية أسقطت اثنتين من المقاتلات الجوية الروسية. وأضاف الرئيس الجورجي أنه قرر سحب قوات بلاده المنتشرة بالعراق، والتي تقدّر بقرابة 2000 جندي، وتشكل ثالث أكبر الوحدات الأجنبية في ذلك البلد، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، واستدعائها للمشاركة في الجهود العسكرية المتزايدة في جنوب أوسيتيا.
وأوضح قراره قائلاً: "إحدى كتائب الجيش الجورجي موجودة في العراق، وسنستدعيها للعودة إلى البلاد غداً." من جهته، اتهم وزير شؤون القوميات في جمهورية أوسيتيا الشمالية التابعة لروسيا، تيموراز كاسايف، الجيش الجورجي بقتل أكثر من ألف شخص من السكان المدنيين في عاصمة أوسيتيا الجنوبية، تسخينفالي، نتيجة الهجوم الذي شنه عليها.
من جانبه اعلن رئيس اوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي الجمعة مقتل 1400 شخص في الهجوم الذي شنته جورجيا على منطقتها الانفصالية هذه، وفق ما نقلت وكالة انترفاكس الروسية. وقال كوكويتو "قتل ما يزيد عن 1400 شخص" مضيفا "سيتم التحقق من هذه المعلومات لكن هذا هو العدد التقريبي استنادا الى معلومات من اقرباء" الضحايا.
وقال كاسايف في حديث لوكالة نوفوستي إن القصف الجورجي الليلي أوقع عددا كبيرا من القتلى. وأشار إلى معطيات لجنة الإعلام والصحافة بأوسيتيا الجنوبية التي تؤكد على مقتل أكثر من ألف شخص. وتؤكد سلطات أوسيتيا الجنوبية أن القوات الجورجية تستخدم في الهجوم مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والتقنيات العسكرية بما في ذلك الدبابات والطائرات.
وجاء ذلك بعدما أفاد التلفزيون الروسي أن قوات روسية بدأت بالدخول في أراضي أوسيتيا الجنوبية الجمعة بعد ساعات من تحذير رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، جورجيا من أن هجومها على أوسيتيا الجنوبية سيقابله رد.
ونقلت قناة الأولى التلفزيونية الروسية صوراً لرتل من الدبابات الروسية التي قيل إنها تدخل أوسيتيا الجنوبية، وأنها ستدخل عاصمة الإقليم المنفصل تسخينفالي، في غضون ساعات قليلة. وقال مسؤول جورجي إن طائرة حربية روسية ألقت بقنبلتين على الأراضي الجورجية، دون تسجيل وقوع خسائر.
من جهتها، أعلنت واشنطن أنها بدأت بجهود مع كافة الأطراف لوقف العنف المتصاعد، وأنها سترسل مبعوثاً إلى المنطقة، وحثت الجميع على حل الأزمة بالوسائل السلمية والعودة إلى المحادثات المباشرة، مشيرة إلى أنها "تدعم وحدة أراضي جورجيا وتطالب بوقف إطلاق النار." أما كارمن روميرو، الناطقة باسم حلف شمالي الأطلس، فقد أعربت عن قلق الأمين العام للحلف، غاب دي هوف شيفر، جراء الوضع في أوسيتيا الجنوبية، ودعت إلى وقف إطلاق النار هناك.
وكان مسؤول جورجي قد أعلن في وقت سابق الجمعة أن طائرة مقاتلة روسية قصفت مواقع جورجية صباح الجمعة، فيما ذكرت الأنباء أن الرئيس الجورجي دعا إلى تعبئة الجيش الذي يقاتل من أجل السيطرة على مدينة تسخينفالي، عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، الذي ينادي بالانفصال عن تبليسي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد صباح الجمعة جلسة طارئة لمناقشة التطورات الأخيرة في جورجيا، بعد أن أقدمت القوات الجورجية على مهاجمة تسخينفالي، غير أن المجلس فشل في إصدار بيان حول تصاعد العنف الدراماتيكي في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وانعقد المجلس في وقت شنت فيه قوات جورجيا الحكومية هجوماً واسعاً على الإقليم الذي انفصل عن جورجيا، وسيطرت على عدد من القرى الأوسيتية، ودخلت العاصمة تسخينفالي، وفقاً لم ذكرته الإذاعة الجورجية. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية أن المدينة تعرضت لقصف مدفعي جورجي عند الساعة الثامنة صباحاً، وأن القصف أدى لمقتل 15 مدنياً وإصابة العديد من الأوسيتيين. كما لفتت إلى أن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن بعد لقاء عقده مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، في بكين أنه من الصعب جدا الحيلولة دول توجّه أعداد كبيرة من المتطوعين من روسيا إلى أوسيتيا الجنوبية.
فقال السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء دميتري بيسكوف أمام الصحفيين إن "بوتين أشار إلى أنه بدأت في جورجيا اليوم عمليا حرب، ورد بوش أنه لا يوجد من يريد الحرب على الإطلاق." وجاء الهجوم إثر تصريح لمسؤول حكومي قال فيه إن عرض وقف إطلاق النار الأحادي الجانب قوبل بقصف مدفعي. ووفقاً لوكالة إيتار تاس الروسية، فقد شن 2000 من عناصر القوات الجورجية، هجوماً لمحاولة اختراق عاصمة الإقليم الانفصالي، وأن القوات تتجمع جنوبي المدينة.
وتحظى أوسيتيا الجنوبية بدعم من روسيا، بينما تقول وسائل الإعلام الروسية إن القيادة الجورجية تحظى بدعم من واشنطن. وقال مندوب جورجيا لدى الأمم المتحدة إن روسيا أصبحت جزءاً من الصراع في المنطقة لدعمها الانفصاليين الأوسيتيين.
من جهتها، نقلت نوفوستي عن مراقبين أن القيادة الجورجية أقدمت - مدعومة من قبل واشنطن - على إشعال حرب يُُفترض أن تطال الأقاليم القوقازية الروسية أيضا بهدف رفع الحماية الروسية عن السكان في أوسيتيا الجنوبية وإقليم آخر انفصل عن جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا - أبخازيا. ونقلت عن رئيس الوزراء الجورجي، فلاديمير غورغينيدزه، دعوته سكان جورجيا إلى الهدوء، موضحاً أن الهجوم لن يتوقف إلى أن يتم إحلال السلام في منطقة النزاع.