إشتباكات بين روسيا وجورجيا وإتهامات في مجلس الأمن

جوري (جورجيا)، وكالات: إشتبكت القوات الروسية مع القوات الجورجية في جزء إنفصالي من جورجيا في قتال مكثف أثار قلقا في الغرب ومناقشات ساخنة في الأمم المتحدة أعادت الى الاذهان الحرب الباردة. وبعد اكثر من يوم من القتال في اوسيتيا الجنوبية تحدثت وسائل الاعلام الروسية خلال الليل عن قصف تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية. وقالت ان القوات الجورجية هي المسؤولة عن ذلك.

ودعت الولايات المتحدة الى انسحاب روسي فوري، وقال السفير الاميركي في الامم المتحدة زالماي خليل زاد للصحفيين على هامش مناقشة ساخنة لمجلس الامن الدولي "نأسف للعمل العسكري الروسي في جورجيا والذي يشكل انتهاكا للسيادة الجورجية ووحدة اراضيها."

ولليوم الثاني على التوالي اخفق مجلس الامن في الاتفاق على قرار لانهاء القتال مع تبادل سفيري روسيا وجورجيا في الامم المتحدة الاتهامات. وتلفت هذه المواجهة الانتباه الى منطقة تضم طرق عبور للطاقة وتهيمن عليها مصالح متضاربة في الغرب وروسيا. ويحتمل ان تثير اعمال العنف تلك قلاقل في اماكن اخرى من منطقة القوقاز المضطربة التي تضم جماعات عرقية واطراف متناحرة قديمة.

وهذه اول ازمة دبلوماسية كبيرة تواجه زعيم الكرملين ديمتري ميدفيديف منذ توليه السلطة في مايو ايار. وقد وجهت ضربة لثقة المستثمرين ولبورصة موسكو للاوراق المالية. وقالت جورجيا ان روسيا قصفت مطارات وميناء بوتي الجورجي المطل على البحر الاسود ودفعت بدبابات وقوات الى اوسيتيا الجنوبية لتعزيز قوة حفظ السلام الروسية الصغيرة.

وقال مسؤول جورجي كبير ان ساكاشفيلي الذي يريد انضمام جورجيا الى حلف شمال الاطلسي بشكل امن سيعلن الاحكام العرفية خلال ساعات. وسيؤدي هذا الى تعليق الحريات المدنية ويعطيه حرية اكبر في ادارة الصراع. وقال ساكاشفيلي يوم الجمعة "اذا لم يوقف العالم كله روسيا اليوم فسيكون بوسع الدبابات الروسية الوصول الى اي عاصمة اوروبية اخرى."

ورأي مراسل لرويترز قرب جوري مسقط رأس الديكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين بين اوسيتيا الجنوبية والعاصمة الجورجية قوات جورجية تتجه عائدة الى تفليس في الشوارع الخالية ملقية صناديق ذخيرة خالية من مركباتها. واعلن كل من الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا والحكومة الجورجية انهم يسيطرون على تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية.

وقال ساكاشفيلي ان القوات الجورجية تسيطر على البلدة والمرتفعات المحيطة بها ومعظم القرى. ولكن متحدثة باسم الانفصاليين قالت ان القوات الانفصالية مازالت تسيطر على تسخينفالي بعد قتال عنيف.

ويري محللون سياسيون محاولة جورجيا استعادة المنطقة بالقوة مغامرة لاستعادة السيطرة على كل من اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهي منطقة انفصالية اخرى على البحر الاسود. وقال جيمس نيكسي من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن "انه (ساكاشفيلي) يواجه خطرا كبيرا بفقد الصفة الرسمية التي بناها لنفسه بكونه مؤيدا للغرب وضبط النفس الذي كان كثيرا ما يظهره في وجه الاستفزاز الروسي." ولكن ساكاشفيلي قال في التلفزيون"ما تفعله روسيا في جورجيا عدوان صريح وعلني وتحد للعالم كله."

روسيا وجورجيا يتبادلان التهم

وقد تبادلت روسيا وجورجيا الجمعة الاتهامات خلال اجتماع مجلس الامن. وخلال هذا الاجتماع الذي استمر عدة ساعات والذي كان لا يزال مستمرا عند الساعة 18,00 (22,00 تغ)، اتهم سفير جورجيا لدى الامم المتحدة ايراكلي الاسانيا موسكو ب"البدء بغزو عسكري" في جورجيا. وعدد مستندا الى خارطة جميع الاماكن التي قصفها الطيران الروسي في جورجيا منذ بدء التصعيد ليل الخميس الجمعة. وقال ان "الامر يتعلق بتحد للامم المتحدة" طالبا وقف فوريا "لهذه الاعمال الاجرامية" وبوقف لاطلاق النار وفتح مفاوضات.

ومن ناحيته، لم يوفر سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين هجماته. وبعد ان اتهم تبيليسي بانها المسؤولة عن تصعيد النزاع، قال ان "هجمات جورجيا على اوسيتيا الجنوبية جاءت بالتواطوء مع بعض اعضاء مجلس الامن". واكد تشوركين ان "كارثة انسانية تحصل" منددا بعمليات "التطهير العرقي" الجارية كما قال في القرى وذكر بان عددا من الروس يعيشون في هذه الجمهورية الانفصالية الصغيرة المستقلة بقوة الامر الواقع عن تبيليسي وتطالب باعادة الانضمام الى روسيا.

اما القائم بالاعمال الفرنسي جان بيار لاكروا فقد دعا ايضا "جميع الاطراف الى ان تسلك وبدون تأخير طريق المفاوضات". وقال "لدينا رسالة واضحة للاوسيتيين والجورجيين وللروس: الطريق العسكري غير نافذ".

ويدعو الاعلان الذي يدرسه مجلس الامن طرفي النزاع-- روسيا وجورجيا-- الى "الامتناع عن القيام باعمال عنف جديدة"، حسب ما اعن دبلوماسي فضل عدم الكشف عن هويته.