أخبار

بطش تنظيم القاعدة يفقده دعم العراقيين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: بدءا بذبح الاطفال وانتهاء بأحكام تحرم على النساء شراء خضروات مثل الخيار وتلزم الرجال دون غيرهم بشرائها... لعب بطش تنظيم القاعدة وفرضه احكاما دينية تستند الى تأويلات خاطئة للاسلام دورا أساسيا في تراجعه بالعراق.
فتطبيقه لنمط متشدد من الاسلام في المناطق التي سيطر عليها جعل الحياة اليومية بائسة مما أضعف دعم الناس لحملته ضد القوات الاميركية والعراقية. وقال الشيخ حميد الحايس وهو زعيم عشائري ذو نفوذ من معقل القاعدة السابق في محافظة الانبار بغرب العراق انه راهم يذبحون طفلا في التاسعة من عمره مثل الغنم لان أسرته لم تدن بالولاء لهم.
مثل هذه الاعمال العنيفة التي تعتبرها جماعات اسلامية أخرى متطرفة دفعت بالكثيرين ممن كانوا يقاتلون الى جانب تنظيم القاعدة في باديء الامر الى الانقلاب عليه. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجيرات لا تميز بين أحد في العراق سقط خلالها الاف القتلى. ونشرت الجماعة تسجيلات فيديو مروعة على شبكة الانترنت لهجمات نفذتها وعمليات ذبح قامت بها لاجانب وجنود عراقيين.
وقال عراقيون ممن عاشوا تحت حكمهم في أنحاء البلاد ان الغناء وحلاقة الذقن وعلاج النساء على أيدي أطباء من الرجال كلها أنشطة يعتبرها تنظيم القاعدة حراما. ويقول قيس عامر وهو حلاق من الموصل في شمال العراق "القاعدة حرمت حلق اللحية وحظرت السبلات الخدية والشعر الطويل... قتل الحلاقون لانهم لم ينصاعوا لهذا."
وقد تبدو القصص خيالية ويصعب التحقق من صحتها لكن الناس في مناطق أخرى من العراق يروون قصصا مشابهة عن حكام القاعدة. وكان العقاب على عدم الانصياع للاوامر وحشيا. ونتيجة لاشمئزازهم من هذه التصرفات انقلب زعماء العشائر العربية السنية الذين كان رجالهم ذات يوم يمثلون الاساس للتمرد ضد القوات الاميركية والعراقية في أواخر عام 2006 على القاعدة وساعدوا بدعم من الولايات المتحدة في طرد الجماعة من معاقلها السابقة.
والى جانب ارتكابه جرائم القتل دون تمييز وتفسيره المتشدد للاسلام أصبح تنظيم القاعدة يمثل تحديا خطيرا بالنسبة لسلطة العشائر حيث سعى الى السيطرة على الانشطة الاقتصادية وطرق التهريب الى الدول المجاورة. وتراجعت الهجمات في انحاء العراق بنسبة نحو 85 في المئة عن عام مضى وهو انخفاض قياسي لم يحدث منذ عام 2004 وتجري عمليات أمنية كبرى في شمال العراق حيث تقول القوات الاميركية والعراقية ان تنظيم القاعدة المستنزف أعاد تنظيم صفوفه.
وقال اللفتنانت كولونيل تيم البيرز ضابط المخابرات بالادارة المسؤولة عن بغداد "قتل القاعدة الوحشي للمدنيين ارتد عليه. السنة لن يقبلوا بذلك اكثر من هذا." ومضى يقول ان "هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم حماة للمجتمع السني يقتلون الآن عراقيين من السنة اكثر من أي أحد اخر."
وكانت محافظة الانبار بغرب العراق ذات يوم معقلا لتنظيم القاعدة لكنها أصبحت فيما بعد مسقط رأس رد فعل زعماء العشائر السنية العنيف ضد الجماعة. ويتنوع زعماء العشائر من شديدي التدين الى العلمانيين. والحايس من بين الشيوخ الذين نظموا رجالهم في دوريات محلية لمكافحة عناصر القاعدة والمسلحين الآخرين. وقال الحايس ان الحياة في ظل القاعدة لم تكن عنيفة فحسب بل كانت هزلية ايضا. وأضاف أنهم قتلوا حتى اناث الماعز لان أعضاءها التناسلية غير مغطاة وذيولها موجهة الى أعلى وهو ما قالوا انه حرام.
وتابع قائلا انهم اعتبروا الخيار ذكرا والطماطم (البندورة) أنثى ولم يكن مسموحا للنساء بشراء الخيار بل الرجال فحسب. وكان من الممكن أن تقطع أصابع الرجال لانهم يدخنون كما جرى تفجير صالونات تصفيف الشعر والمتاجر التي تبيع أدوات التجميل وقتل باعة الثلج لان الثلج لم يكن موجودا في عهد النبي محمد وكلها روايات شائعة عن "العدالة" التي كان يطبقها تنظيم القاعدة.
وقال احمد ياسين في سامراء الى الشمال من بغداد "القاعدة أرادت قتلي وتفجير متجري لانني كنت أبيع أقراصا مدمجة للموسيقى." وهددت منشورات النساء بالخطف او الموت لعدم ارتداء ملابس كاسية. وشاع اجبار النساء والفتيات العراقيات على الزواج من عناصر القاعدة من قبل العشائر التي كانت الجماعة ترهبها.
ومما زاد من عزلة القاعدة المتنامية الهدف الذي أعلنته بالقتال من أجل اقامة دولة اسلامية سنية واعتمادها الشديد على المقاتلين الاجانب. وقاتل كثير من العراقيين الجيش الاميركي في العراق من أجل أسباب قومية وليست طائفية. جاء كثيرون من أوائل زعماء القاعدة ومقاتليها في العراق من السعودية والاردن واليمن وباكستان وسوريا ودول أخرى. وكانوا يهربون مقاتلين ليقوموا بتنفيذ عمليات انتحارية.
وكان العراق يبدو علمانيا الى حد كبير حتى تمت الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين عام 2003. وكان العراقيون من طوائف وعرقيات مختلفة يتزاوجون وكانت النساء ترتدي سراويل الجينز والقمصان القطنية وزخرت بغداد بالحانات وصالات الرقص. ومعظم العراقيين من الشيعة كما يعيش بالبلاد مسيحيون وأشخاص ينتمون لديانات أخرى واستهدف تنظيم القاعدة الاكراد على الرغم من أن الكثير منهم من السنة.
وقال رعد فارس وهو سمسار عقارات بالموصل "في بعض الاحيان كانوا يأتون لمكاتبنا ويبلغوننا بعدم التعامل مع الاكراد." وأضاف "أجبروا الكثير من الشيعة والمسيحيين وأسر قوات الامن على النزوح وكانوا يكتبون على جدران منزل أي منهم ان المنزل ليس للايجار أو البيع بأمر الدولة الاسلامية."
واستولت القاعدة على منازل من اعتقدت أنهم أعداء واستخدمت ذريعة أنها تقاتل من أجل الاسلام في الابتزاز والسرقة وكثيرا ما قتلت رجال أعمال في المناطق التي كانت تسيطر عليها. وقال جلال عبد الكريم وهو تاجر من الرمادي في الانبار "ابني كان يستورد قطع غيار سيارات. قتلوه بتهمة أنه عميل للاجانب ثم سرقوا أمواله وبضائعه."
وتابع قائلا "القاعدة ارتكبت جرائم بشعة باسم الدين. ان تصرفاتهم بعيدة كل البعد عن الاسلام."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
واعجبا
majdy -

ملكنا فكان الغفو منا سجية ولما ملكتم سال بالدم ابطحوحللتم قتل الاسارى وطالما كنا عن الاساري نعفوا ونصفحوحسبكم هذا التفاوت بيننا فكل اناء باللذى فيه ينضح

الله
fawaz -

ان الله ليس بنائم - وسيدفع كل قاتل ثمن الدم الذي سفكه من دم هابيل الى اخر دم يسفك قبل لحظة من يوم القيامة - فتوبوا عن اعمالكم بالتواضع والركوع لله - ومحبة الناس كل الناس - وحاولوا تخفيف وارجاع الظلم الذي صدر عن ايديكم - اي كنتم

القاعدة هي البعث
وليد الحسناوي -

من يعتقد بأن هذه أفعال القاعدة فهو واهم. إنه البعث لبس رداءً عله يفلح بعد أن ساقه الخزي والعار بتسليم بلدنا لقمة سائغة لم هب ودب. إنه البعث جاء بهؤلاء كي ينتقم من الشعب العراقي الذي لم يعنه على إستمرار برامجه المجنونة فرأى في القاعدة أفضل حليف يتلذذ القتل والدم. فبعد أن كان يقوم بالقتل خلسة فجعله دماءً وجثثا تملأ الشوارع والأزقة. والدليل على ذلك هو ماحاول فعله حين كان الأمريكان يحضرون للغزو وجاء ببعض المرتزقة من العرب وغيرهم كي يدافعون عنه لأنه يعلم علم اليقين أن الشعب العراقي سوف لن يدافع عنه. أن من سرق مال العراق وبنى منه القواعد في الشام لجلب هؤلاء القتلة من زرائب اليمن والسعودية وماشاكلهم هم البعثيون وهم معروفون بالأسماء. وطبعاً لايمكن إستبعاد الضاري وعصابته والتي ترفع لواء محاربة المحتل. سيخرج المحتل عاجلا أم أجلا رضيتم أم أبيتم ولكن كيف ستواجهون الشعب العراقي بعد أن جلبتم حثالات الأرض كي تتفنن في قتله وتشويهه. حكم التاريخ سيكون عصيباً لايرده راد. إنقلب السحر على الساحر.

تعليق
عقيل تايه -

وضع سنة العراق كل بيضهم في سلة صدام أيام حكم البعث, و بعد زوال صدام و حكمه وضعوه في سلة القاعدة و و على رأسها الزرقاوي. هذا الكلام لا يشمل طبعاً الأحرار من سنة العراق من الذين رفضوا الإنصياع لأوامر شذاذ الآفاق القادمين من خلف الحدود بحجة الدفاع عن سنة العراق. و بعد أن سال من الدم الكثير, إنتفض سنة العراق ضد القاعدة و رجالاتها - إن أمكن تسميتهم بالرجال - و طردوهم شر طردة. فهل كان الضروري الإنتظار حتى فعلت القاعدة بسنة العراق ما فعلت حتى يستقيظ من تبقى من سنة العراق و يحمل السلاح ضد برابرة القرن الجديد؟ عسى الله أن يهدي جميع العراقيين لما فيه خير أبنائهم دون تمييز طائفي أو ديني أو مناطقي

قاعدة واخرون
محمد عباس -

القاعدة هي اساسهم ، والاخرون من الاحزاب الاسلامية لا يقلون عنها في سلوكهم الا بدرجات !

بعد هذا كله
يقظان -

حتى بعدان بدأت القاعدة بذبح السنة بعد ان ذبحت الشيعة والاكراد والمسيحيون والشبك واليزيديون من اطفال ونساءوكبار السن لا يزال الضاري وهيئته يصرحون بان القاعدة منا ونحن منهم !!لنحارب الطائفية من اينما جائت ولنحارب كل من يقتل او يحرض على قتل العراقيين

عباءة
سنحاريب -

القاعدة والبعث وجهان لعملة واحدة ولهما مشترکات کثيرة القتل الهمجي والذبح اللانساني والتکفير في الدين وفساد الاخلاق والتفرد بالسلطة. والحمد لله ان العراقيين مثقفين واعين استطاعوا تمييزه

ارحموا العراق
عراقي -

ارحموا العراق ارضا وشعبا وتاريخا فمن سخريات القدر وعجائب الزمن ان تكون ارضك ارض السواد بكل عطائها ومجدها وفي غفلة من الزمن يصول ويجول بها برابرة الزمن الحديث جائوااليك اما بداعي التحرر او لطرد المحتل وكلاهما يحمل الشر المستطير بك ياعراق.رجاءا رجاءا اتركوا العراق للعراقيين وكفوا عنا شركم ان افعالكم اصبحت مكشوفة ونبذكم شعبنا بكل طوائفة

انت عراقي
العراقي -

مره اخرى يثبت العراقيون انهم هم الشجعان حقا والعقلاء والذين لا يصرون على فعل خاطىء فتحيه لكل عراقي ابي في الرمادي والموصل وتكريت مني انا عراقي في الجنوب تحيه من عراقي لعراقي وليس من شيعي لسني بل من مسلم عراقي لمسلم عراقي

القاعدة وجيش المهدي
كركوك أوغلوا -

وجهان لعملة واحدة !!..نفس الجرائم كانت ولا تزال ترتكب في البصرة وبعض مدن الجنوب وخاصة ضد الأقليات الغير المسلمة ؟؟!!..