أخبار

الإندبندنت: جورجيا تنصاع أمام قوة روسيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن، وكالات: ما زال اوار الحرب المشتعلة وغير المتكافئة بين روسيا وجورجيا والتي تفجرت منذ أربعة ايام بالهجوم الجورجي على أوسيتيا الجنوبية، هي القضية المهيمنة على الصحافة البريطانية الصادرة الاثنين. الاندبندنت تنشر على صفحاتها الداخلية تقريرا من مراسليها في تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية، ذكرا فيه ان جورجيا تسعى حثيثا لوقف اطلاق النار فلا تجد آذانا صاغية من روسيا التي ابدى مسؤولوها عدم قبولهم التعامل مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي.

التقرير الذي حمل عنوان " جورجيا تنصاع امام قوة روسيا" يقول ان اعلان تبليسي السبت سحب قواتها من اوسيتيا الجنوبية واعلان رئيسها ان بلاده " تعبر عن استعدادها بالبدء الفوري في مفاوضات مع روسيا الاتحادية حول وقف اطلاق النار وانهاء الاعمال اعدائية"، لم تستجب له موسكو . فقد شكك المسؤولون الروس في دعاوى الانسحاب واعربوا عن عدم ثقتهم في الجانب الجورجي.

وتقول الصحيفة ان موسكو لم تخف كراهيتها لساكاشفيلي الزعيم الجورجي الذي ابدى رغبته في الالتحاق بحلف شمال الاطلسي " الناتو"، والذي تعهد باخضاع الاقليمين الانفصالين واعادتهما للسيادة الجورجية وهما اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

في جريدة التايمز يطل الشأن العراقي من خلال الازمة الروسية الجورجية، حيث ابرزت الصحيفة، من خلال تقرير مراسلها في جورجيا توني هالبن مشاعر الحسرة التي يشعر بها مواطنون جورجيون تجاه الدول الغربية وحلف " الناتو" في اعقاب القصف الروسي الذي تعرضت له مدن جورجية.

شعور بالخذلان

وينقل المراسل ان مزارعا جورجيا سأله بعيد قصف مقاتلة روسية لقريته " لماذا لا تساعدنا الولايات المتحدة والناتو؟ اذا لم يساعدوننا الآن، فلماذا ساعدناهم في العراق؟" ويضيف المراسل ان شعورا مماثلا بالخيانة تبدى خلال حواراته مع العديد من الجورجيين الذين قابلهم السبت، في الوقت الذي تتراجع في قواتهم تحت نيران الجيش الروسي الذي يواصل احكام السيطرة على اوسيتيا الجنوبية.

ويمضي التقرير ليقول ان الجنود الجورجيين الذي امروا بالانسحاب من اوسيتيا الجنوبية، الاقليم الذي يعتبر منفصل فعليا، يشعرون بالخذلان. ويعبر احد هؤلاء الجنود عن حيرته امام امر الانسحاب ورغبته في مواصلة القتال، وتنقل الصحيفة عن الجندي قوله " ارغب في العودة ثانية. اذا خسرنا اوسيتيا الجنوبية الان، فلن يكون ذلك للابد لاننا لن نتخلى عن ارضنا".

يذكر ان لجورجيا نحو الفي جندي ينتشرون في العراق في اطار التحالف الدولي هناك، وقد اعربت تبليسي عن عزمها سحبهم بعد اشتعال الحرب مع الجانب الروسي. وتقول الصحيفة ان العديد من الجورجين سيكونون مترددين في اعادتهم ثانية الى العراق بعد نهاية هذه الحرب.

الديلي تيلغراف تقول ان عملية اخلاء واسعة النطاق بدأت في مدينة جوري وسط ازدياد المخاوف من تقدم القوات الروسية من اوسيتيا الجنوبية الى الاراضي الجورجية. الصحيفة ارفقت تقريرها بصورة تعبر بجلاء عن مأساة الحرب حيث توضح الصورة ام تحمل طفلتها في فزع وتهرب بها بعيدا بعد ان تهدم منزلها الذي تظهر صورته في الخلفية وهو عبارة عن عمارة بناية سكنية. وقد تعرضت المدينة الجورجية التي تضم 50 الف نسمة للقصف الجوي الروسي.

وتضيف الصحيفة ان روسيا التي قالت انها حركت قواتها الاسبوع الماضي لحماية سكان اوسيتيا الجنوبية الموالين لها من " ابادة جماعية" يرتكبها الجورجيون، متهمة الآن هي نفسها " بالتطهير العرقي". وتتفق الصحيفة مع ما اكدته الصحف الاخرى من استعادة روسيا للسيطرة الكاملة على تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية وطلب جورجيا وقف اطلاق النار.

الصحف الروسية

بدورها بررت الصحف الروسية الاثنين رد روسيا على الهجوم الجورجي على اوسيتيا، منددة في الوقت نفسه "بجنون" ساكاشفيلي. وكتبت صحيفة فريميا نوفوستي "ان قرار موسكو اللجوء الى القوة العسكرية لوضع حد للتدخل الجورجي في اوسيتيا الجنوبية لم يكن له بديل اخر". ولفتت الى انه نظرا الى "الدعم الذي تقدمه روسيا منذ سنوات عدة الى السلطات في الجمهوريات غير المعترف بها فان تخلت عن ذلك سيكون امرا غير اخلاقي". ورات الصحيفة "ان ذلك كان سينال من الثقة تجاه سياسة الكرملين (ليس فقط في القوقاز) وكان سيدل على ان روسيا غير قادرة على ممارسة سياستها والدفاع عنها".

وكتبت صحيفة ار بي كي دايلي الاقتصادية "ان موسكو لا تستطيع عدم التدخل في هذه الحرب، انه اختبار ليس فقط لقدرتها على القتال بل ايضا على مصداقيتها".

وقالت صحيفة تفوي دن الشعبية "عندما يتعلق الامر بمساعدة اناس في مصيبة لا تحسب روسيا ابدا النفقات"، منددة ب"مغامرة عسكرية مجنونة" من قبل الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. ورات تفوي دن "ان عواقب جنون ساكاشفيلي مأسوية ليس فقط بالنسبة لسكان اوسيتيا الجنوبية بل وايضا بالنسبة لجورجيا نفسها".

من جهتها قارنت صحيفة روسيسكايا غازيتا الرسمية الرئيس الجورجي ب"ولد يلعب بالنار". واعتبرت ان الرئيس الجورجي "احرق باعماله كل النظام الامني الشامل"، مضيفة "واذا دعمت اوروبا اليوم اعمال تبيليسي فان ذلك سيعني نهاية القانون الدولي القائم وظهور قانون جديد لحل النزاعات الاتنية، قانون القوة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف