يهود جورجيون يرغبون في الهجرة إلى اسرائيل

عواصم: قال متحدث باسم الوكالة اليهودية الاثنين ان اكثر من 50 يهوديا من جورجيا طلبوا من الوكالة الدولية مساعدتهم على الهجرة الى اسرائيل. وقال اليكس سيلسكي المتحدث باسم الوكالة في القدس والمكلف الاشراف على الهجرة الى اسرائيل "تلقينا عشرات الطلبات من اليهود الجورجيين الذين يرغبون في الهجرة".

وصرح ان "الوكالة اليهودية ستبذل ما بوسعها لاحضارهم الى هنا بالسرعة الممكنة". ويعيش نحو 12 الف يهودي في جورجيا من بينهم 200 في مدينة غوري التي تعرضت لغارات جوية روسية خلال الايام الماضية. واضاف "لقد قمنا باجلاء كافة اليهود تقريبا من غوري الى تبيليسي".

هذا وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الاثنين انه "لا يوجد مبرر" للعمل العسكري الذي تقوم به روسيا في جورجيا والذي قال انه يهدد استقرار المنطقة باكملها. واضاف براون "يجب انهاء القتال بشكل فوري وملح ووقف عمل كافة القوات العسكرية في اوسيتيا الجنوبية"، مؤكدا ان "الحكومة الجورجية عرضت وقفا لاطلاق النار، واحث الروس على القيام بالمثل دون تاخير".

قادة روس يشبهون رئيس جورجيا بهتلر وصدام

وشبه سياسي روسي بارز تصرفات الرئيس الجورجي بالغزو النازي الالماني للاتحاد السوفياتي، كما شبه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين تلك الاعمال بجرائم الحرب التي ارتكبها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن رئيس مجلس النواب الروسي بوريس غريزلوف قوله "استطيع ان اشبه الهجوم الخادع بالهجوم الذي شنه هتلر على الاتحاد السوفياتي في حزيران/يونيو 1941". وقال ان الهجوم الذي شنته جورجيا الاسبوع الماضي لاستعادة جمهورية اوسيتيا الجنوبية المنشقة بانه محاولة "للحفاظ على وحدة الاراضي الجورجية بتدمير سكان اوسيتيا".

وردت روسيا على ذلك الهجوم بارسال اعداد كبيرة من الجنود الى المنطقة وقصف اهداف في جورجيا. وكان بوتين شبه في وقت سابق من الاثنين تصرفات الرئيس الجورجي بجرائم الحرب التي ارتكبها صدام حسين. وقال بوتين "بالطبع استوجب اعدام صدام شنقا لتدميره العديد من القرى الشيعية (...) ولكن ذلك (لا ينطبق على) الزعامة الجورجية الحالية التي داست بالدبابات على الاطفال والشيوخ واحرقت الناس وهم احياء في منازلهم في اقل من ساعة". وقال ساخرا "يجب حماية هؤلاء الزعماء".

الى ذلك اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين ان الاوضاع الانسانية في اوسيتيا الجنوبية وجورجيا "خطرة للغاية" مشيرة الى انها تستعد لارسال طائرة تحمل 15 طنا من المواد الطبية والادوية الى جورجيا. واكدت اللجنة الدولية في بيان "في الوقت الذي يتوسع فيه العنف الى ما بعد اوسيتيا الجنوبية، تتلقى اللجنة الدولية للصليب الاحمر معلومات حول ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين".

وقالت دومنينك لينغمي رئيسة بعثة الصليب الاحمر في جورجيا ان "الاوضاع الانسانية في غاية الخطورة". واضافت "ان فريق تقييم الاوضاع التابع للجنة الدولية الذي حاول الوصول الى مدينة غوري الجورجية يؤكد فرار عدد كبير من السكان، كما نتلقى معلومات حول عمليات نزوح واسعة للسكان في جميع المناطق".

واكدت ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر "لم تتمكن من الدخول الى اوسيتيا الجنوبية حتى الان" رغم "الاولوية" التي يشكلها هذا الامر بالنسبة للمنظمة الانسانية. وتابعت ان "المعارك عنيفة للغاية الامر الذي يمنعنا من توزيع المساعدات. ولذا، فاننا نطلب باستمرار الوصول بشكل آمن ودون معوقات الى جميع المناطق التي شملها النزاع".

كما يحاول الصليب الاحمر ايضا الوصول الى المعتقلين في النزاع بينهم طياران روسيان اعتقلتهما القوات الجورجية. وتعمل المنظمة الانسانية على اعادة جثمان طيار روسي قتل خلال المعارك. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر "في اوسيتيا الشمالية، تعمل اللجنة الدولية مع السلطات الروسية من اجل توزيع المساعدات على النازحين الفارين من اوسيتيا الجنوبية".

واشارت اللجنة الى "الهجمات العشوائية او غير المباشرة ضد المدنيين والتي هي محظورة تماما وفق القانون الدولي الانساني كما يحق للجرحى والمرضى تلقي العناية الطبية اللازمة". والمساعدة الطبية التي ترسلها اللجنة الدولية للصليب الاحمر مخصصة للجرحى كما ستنقل الطائرة فريقا قادرا على تقديم مياه الشفة لعشرين الف شخص.

وللجنة الدولية بعثة في تبيليسي ومكتبا في زوغديدي (غرب) وفريقا صغيرا في غوري و"من المتوقع ارسال طاقم اضافي الى جورجيا في الايام المقبلة". اما في شمال القوقاز، فيوجد للجنة الدولية للصليب الاحمر بعثة صغيرة في نلشيك ومكاتب في خسفيروت وغروزني ونزران وفلاديكفكاز.

روسيا تتهم جورجيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتطالب الأميركيين بالحياد

بدوره طالب ممثل روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روغوزين الاثنين الأميركيين بالوقوف على الحياد وكذلك تحييد الحلف تجاه الصراع الدائر حالياً في جورجيا. وندد روغوزين في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل، بقيام الولايات المتحدة الأميركية بنقل معظم أفراد القوات الجورجية العاملة في العراق على ثمان دفعات إلى جورجيا على متن طائراتها، على خلفية الحرب الدائرة حالياً في أوسيتيا الجنوبية، واصفاً هذا العمل بـ"غير المقبول ويفتقر إلى مفهوم الصداقة".

وطالب ممثل روسيا لدى الناتو الولايات المتحدة الأميركية بالتوقف عن مثل هذه الأعمال، داعياً إياها وباقي أطراف المجتمع الدولي إلى عدم الوقوع ضحية "الدعاية الجورجية"، وقال "إن أميركا لا تتصرف بالشكل الصحيح".

وتوجه السفير ديمتري روغوزين بطلب التأني في اتخاذ أي موقف، وقال "نحن دعونا إلى اجتماع مجلس شراكة بين الناتو وروسيا ونتمنى أن يكون الرد إيجابياً"، مؤكداً الناتو حالياً وافق على جمع المعلومات، ويتهيأ مسؤولوه لاستقبال وزيرة خارجية جورجيا غداً ايكا تكيشيلاشفيلي. وتابع قائلا "عليهم في الوقت نفسه الاستماع إلى وجهة النظر الروسية، حتى لا يتورطوا خطأ في ما يجري حالياً".

ووصف الدبلوماسي الروسي ما يجري على الأرض في إقليم أوسيتيا الانفصالي بـ"الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية"، مشيراً إلى حجم الأضرار والخسائر التي سببتها "عمليات جورجيا" في أوسيتيا.

هذا وصرح الكسندر لومايا سكرتير مجلس الامن القومي في جورجيا ان القوات الروسية احتلت الاثنين مدينة غوري وان القوات الجورجية تقوم بتحصين مواقع بالقرب من تبيليسي للدفاع عن العاصمة. وقال ان "القوات الروسية تحتل غوري. وتلقت القوات الجورجية المسلحة امرا بمغادرة غوري وتحصين المواقع القريبة من متسخيتا للدفاع عن العاصمة. هذا هجوم شامل". وتبعد مدينة متسخيتا 24 كلم عن العاصمة.

المبعوث الاميركي يتهم روسيا بالتخطيط للغزو

الى ذلك قال مات بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للصحفيين بعد وصوله الى تفليس يوم الاثنين ان روسيا أعدت سلفا لغزو جورجيا.واضاف متحدثا للصحفيين في المطار "سمعنا تصريحات تقول ان القوات الروسية التي دخلت ابخازيا قبل شهرين لاصلاح السكك الحديدية كانت هناك في مهمة انسانية."واضاف "الان نعرف الحقيقة وهي ان هذه القوات كانت هناك لاعادة بناء السكك الحديدية للسماح بنقل الذخائر وغيرها من الامدادات العسكرية لمساعدة غزو روسي."