أخبار

الصين: ثلاثة قتلى بهجوم على مركز أمني في شينجيانغ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: في هجوم جديد شهدته الصين الثلاثاء، تزامناً مع دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008"، أكدت مصادر صينية مطلعة أن هجوماً على حاجز أمني في إقليم "شينجيانغ إيغور"، أدى إلى مصرع ثلاثة رجال أمن، وإصابة رابع بجراح. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا" عن مسؤول أمني محلي أن مهاجماً واحداً، على الأقل، قفز من مركبة أثناء مرورها قرب الحاجز الأمني في بلدة "يامانيا"، وقام بطعن شخص آخر.

وتقع البلدة على بُعد 20 ميلاً من مدينة "كاشي"، التي شهدت هجوماً مشابهاً الأسبوع الماضي خلف 16 قتيلاً بين عناصر الأمن، إضافة إلى إصابة عدد مماثل. وأجبر الهجوم الذي استهدف نقطة تفتيش حدودية بمدينة "كاشي"، في الرابع من الشهر الجاري، السلطات الصينية على تشديد الإجراءات الأمنية في الإقليم بإقامة المزيد من الحواجز الأمنية في الشوارع وحول المقار الحكومية.

واقتحم مهاجمان بشاحنة نفايات مجموعة من رجال الشرطة قبيل إلقاء خمسة عبوات ناسفة على ثكنتهم العسكرية. ونقلت 'شينخوا' أن السلطات الرسمية اعتقلت المنفذين، وهما من عرقية "الإيغور". واشتبهت السلطات الأمنية في الصين بأن مخططاً إرهابياً يقف وراء الهجوم.

ويعرف إقليم "شينجيانغ إيغور،" أيضاً بـ"شرق تركستان"، ويسعى سكانه، بينهم أقلية عرقية مسلمة من الطائفة السنية (إيغور،) للاستقلال عن الصين، رغم تمتعهم بالاستقلال الذاتي بموجب الدستور. وتشدد الحكومة الصينية أن أقلية من سكان الإقليم تدعم الانفصال.

وأشارت دائرة الأمن العام الإقليمية إلى تلقيها معلومات استخباراتية بتخطيط "الحركة الإسلامية لشرقي تركستان" لتنفيذ هجمات إرهابية في الفترة ما بين الأول إلى الثامن من أغسطس/آب الجاري. وكانت السلطات الصينية قد أكدت في أواخر الشهر الماضي، أن أجهزة الأمن تمكنت من "إحباط مؤامرة دولية"، تتضمن شن "هجمات إرهابية" تستهدف "أولمبياد بكين 2008"، في مدينة شنغهاي.

وقال نائب مدير مكتب الأمن العام في شنغهاي، تشين جيولونغ، إن المكتب تلقى معلومات تفيد بوجود "مجموعة دولية"، تخطط لشن هجمات خلال الأولمبياد، في المدينة. وأضاف المسؤول الصيني، في تصريحات نقلتها "شينخوا"، إن قوات الأمن قامت بشن سلسلة من الحملات حيث تم اعتقال عدد من المشتبهين، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.

وعلى مدى الشهور الستة الماضية، اعتقلت السلطات 82 مشتبها في منطقة "شينجيانغ إيغور،" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية عن رئيس جهاز الأمن العمومي في عاصمة الإقليم أورومكي، شن زهوانغوي. وشهدت المنطقة الاحد سلسلة هجمات شنها مسلحون على عدد من المواقع الحكومية في الإقليم الواقع " شمال غربي الصين الأحد، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.

اوروبا تتلمس طريقها من أجل خط متماسك تجاه الصين

في الوقت الذي يسلط فيه اولمبياد بكين الضوء على صعود الصين كقوة عالمية يسعى الاتحاد الاوروبي جاهدا لاتخاذ منهج متماسك تجاه العملاق الآسيوي. فالصين قد تكون مصدر ازعاج تجاري أو فرصة اقتصادية أو دولة متمرسة في ارتكاب انتهاكات حقوق الانسان أو دولة تسرف في استهلاك الموارد بشكل يهدد كوكب الارض أو شريكا استراتيجيا أو مصدر تهديد من منظور الجغرافيا السياسية ويتوقف هذا كله على الشخص الذي تتحدث معه في بروكسل.. او ان تكون كل هذا مجتمعا.

وفي الاتحاد الاوروبي لا يوجد مسؤول عن العلاقات مع أكبر دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية ورابع أكبر اقتصاد على مستوى العالم. وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي يشارك في وضع السياسة الخارجية "مازال الاتحاد الاوروبي ينظر الى الصين من خلال المنظور التجاري. نطلق عليها شريكا استراتيجيا لكننا في معظم الاحيان نتحدث اليهم عن حمالات الصدر والاحذية وأسعار الصرف (العملة)."

وحين بلغ العجز التجاري للاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة مع بكين مستوى قياسيا العام الماضي وصل الى 160 مليار يورو (247.4 مليار دولار) ناشدت الدول الاعضاء الواقعة في جنوب اوروبا والتي تنتج المنسوجات والاحذية والاثاث بروكسل من أجل حمايتها من الواردات الصينية رخيصة الثمن.

ووضعت مسألة كيفية التعامل مع صعود القوة التصديرية الاسيوية الدول المؤيدة للتجارة الحرة مثل دول شمال اوروبا وبريطانيا في مواجهة دول مثل ايطاليا وفرنسا تقول ان الصين تنتهك قواعد التجارة بأساليب تكلف اوروبا وظائف. وبذل بيتر ماندلسون مفوض التجارة بالاتحاد الاوروبي أقصى ما في وسعه لمقاومة ضغوط تطالب بالحماية مجادلا بأن الطفرة في صادرات الصين لم تقلل من الازدهار الاقتصادي الاوروبي بأي حال من الاحوال.

وماندلسون هو مدير العلاقات غير الرسمي مع بكين ويزور الصين كثيرا ويصرح بانتمائه الى مدرسة "الفرصة الاقتصادية" في التفكير. وفي كلمة ألقاها في نيويورك في يونيو حزيران قال ماندلسون "ما يجب أن يقلقنا ليس نجاح العالم النامي لكن فشله المحتمل... تعثر او انهيار النمو في الصين سيكون كارثة ليس على الصين فحسب بل بالنسبة لنا ايضا." وينظر مسؤولون اخرون بالاتحاد الى الصين من خلال عدسة مناصبهم او مخاوفهم.

والدراسة الاحصائية المفضلة لدى مفوض شؤون البيئة بالاتحاد الاوروبي ستافروس ديماس هي أن الصين تقيم محطة للكهرباء تعمل بالفحم كل أسبوع وان انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون زادت فيها لتمثل اكثر من 24 في المئة من اجمالي انبعاثاته على مستوى العالم بدلا من نسبة سبعة في المئة فقط عام 2002 .

ويرى لوي ميشيل مفوض التنمية بالاتحاد الصين بوصفها اولا وقبل كل شيء تحديا للاتحاد الاوروبي في افريقيا حيث تتبع دبلوماسية دفتر الشيكات التي تسعى وراء الموارد الافريقية في الفناء الخلفي للقوى الاستعمارية الاوروبية السابقة وهي دبلوماسية يرى الغرب انها لا تراعي كثيرا معايير الحكم الرشيد وحقوق الانسان.

غير أن بعض الزعماء الافارقة يقولون ان الصين شريك أقل تطفلا من الاتحاد الاوروبي ويفي بما يعد به. وأثارت بكين ضيق مسؤولي الاتحاد الاوروبي عندما أعاقت فرض الامم المتحدة عقوبات على السودان بسبب الصراع في دارفور وعلى زيمبابوي بسبب مزاعم تلاعب وترويع في الانتخابات. اما بالنسبة للبرلمان الاوروبي فان سجل الصين في حقوق الانسان هو القضية الرئيسية. وفي ابريل نيسان ندد البرلمان بممارسة بكين " للقمع الوحشي" ضد محتجين من التبت وحث زعماء الاتحاد على بحث مقاطعة حفل افتتاح الدورة الاولمبية في بكين.

وأعلن رئيس البرلمان هانز جيرد بوترنج أنه لن يحضر افتتاح الدورة بسبب انتهاكات حقوق الانسان وهي اللفتة التي تناقضت مع قراره زيارة سوريا في اليوم التالي لحفل الافتتاح. وواجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد انتقادات شديدة في البرلمان الاوروبي الشهر الماضي بسبب قراره الذهاب الى الاولمبياد. ورد قائلا "لا أعتقد أنكم تستطيعون مقاطعة ربع البشرية."

وقابلت جهود بناء علاقة استراتيجية مع الصين حجر عثرة عام 2005 حين تخلى الاتحاد الاوروبي تحت ضغوط امريكية عن خطط لرفع حظر على الاسلحة فرضه على بكين عقب الاجراءات الصارمة التي اتخذت ضد نشطاء مطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمين.

وقال اندرو سمول من مؤسسة جيرمان مارشال فند البحثية ان هذا بعث برسالة الى الصين مفادها أن الاتحاد الاوروبي سيذعن لواشنطن دوما في نهاية المطاف. وزاد اخفاق الاتحاد الاوروبي في الحصول على دعم شعبي لمسودة دستوره من شكوك الصين بشأن مدى الجدية التي يجب أن تأخذ بها بكين بروكسل.

وهناك وصفات كثيرة للخبراء من أجل علاقة استراتيجية بين اوروبا والصين. ويقول اتيان رويتر السفير السابق بالاتحاد الاوروبي ومستشار السياسة الاسيوية ان على الاتحاد استخدام "قوته اللينة" لتوسيع نطاق العلاقة مع الصين لتوسيع التعاون ليشمل التنمية والصحة والتعليم والعلوم والتغير المناخي.

ويرى تشارلز جرانت وكاتينكا باريش من مركز الاصلاح الاوروبي في لندن أن على الصين المساهمة في صياغة نظام عالمي جديد متعدد القطبية من خلال التركيز على الاولويات الرئيسية مثل التغير المناخي ومنع الانتشار النووي وافريقيا. لكن في غياب وسيلة حالية لتحقيق مصالحة بين الاولويات الاوروبية المتضاربة فان التوصل الى سياسة استراتيجية محددة في أي وقت قريب يبدو مستبعدا.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف