جورجيا وروسيا وافقتا على خطة السلام الفرنسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: وافقت روسيا وجورجيا الثلاثاء على خطة السلام التي اقترحتها فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي والتي تنص على انسحاب القوات الروسية والجورجية ولكنها لا تشير الى محادثات حول الوضع المستقبلي للاراضي الجورجية الانفصالية.
وقال الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي اثر محادثات اجراها في تبيليسي مع نظيره الجورجي ميخائيل ساكشفيلي ان روسيا وجورجيا وافقتا على خطة السلام التي اقترحتها فرنسا. واضاف "هناك نص وقد تمت الموافقة عليه في موسكو وكذلك هنا في جورجيا" مضيفا "حصلت على موافقة جميع المسؤولين الرئيسيين" في النزاع.
واوضح ان هذا "النص-الاطار الذي يرسي الاسس الذي تلزم" الاطراف سيرفع الى وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الاربعاء في بروكسل كي يحصل على "دعم وضمانة" الاتحاد الاوروبي.
وتابع الرئيس الفرنسي قائلا ان "هذا النص سيكون قاعدة لاعداد وثيقة قانونية بشكل قرار سيرفع الى مجلس الامن الدولي".
ومن ناحيته، شدد الرئيس الجورجي على ان افاق المحادثات المقبلة حول وضع ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الذي كان مدرجا اصلا في خطة السلام المؤلفة من ست نقاط وحملها ساركوزي من موسكو قد استبعدت. وقال ان "النقطة الاخيرة (في الاتفاق) تنص على ان الوضع المستقبلي لابخازيا واوسيتيا الجنوبية يجب ان يبحث في اطار عملية دولية. وقد سحبت هذه النقطة بموافقتنا وبموافقة الروس والفرنسيين لانها قد تحمل عدة تفسيرات".
واوضح ساكشفيلي "لا نريد ان نترك اي شك حول وحدة وسيادة الاراضي كما ان انتماء اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الى جورجيا لن يكون موضع شك ابدا من خلال اية عملية دولية".واكد ساركوزي انه "تعديل وافق عليه الرئيس (الروسي) مدفيديف".
واشار ساكشفيلي الى ان النقطة السادسة في الاتفاق التي كانت تنص على "فتح مفاوضات دولية حول الوضع المستقبلي" اصبحت تتحدث عن محادثات دولية حول "طرق الامن والاستقرار".واوضح ان جورجيا تريد ايضاحات حول خطة السلام التي اقترحتها موسكو وباريس وتريد عملية دولية مع قرارات من مجلس الامن الدولي.
وقال ايضا "نحن بحاجة لتفاصيل شرعية وقرارات من مجلس الامن الدولي (...) بالاضافة الى مراقبين دوليين على الارض". واضاف "يجب تدويل العملية مع مشاركة الامم المتحدة".
ومن جهة اخرى، اوضح ساركوزي انه "في انتظار آلية دولية فان قوات السلام الروسية" وكما كانت قبل الازمة "ستنفذ اجراءات امنية اضافية". وقال ان هذه "الاجراءات الامنية الاضافية لا تتعلق الا بالتخوم المباشرة لاوسيتيا الجنوبية وهي لا تشمل على الاطلاق مجمل الاراضي الجورجية".
وكان ساركوزي قد اتفق مع الروسي ديمتري مدفيديف على خطة من ست نقاط تتضمن بشكل خاص التزام الاطراف "بعدم استخدام العنف" و"وقف الاعمال العدائية بشكل نهائي". وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي عقده مع مدفيديف في الكرملين "هناك التزام روسي بضمان واحترام سيادة جورجيا" معتبرا ان هذه النقطة "لا تثير اي التباس".
ساكشفيلي "لعب وخسر"
على صعيد متصل، اعتبر المحيطون بالرئيس الفرنسي ان الرئيس الجورجي "وقع في شرك خطير" بشنه هجوما عسكريا على اوسيتيا الجنوبية وانه "لعب وخسر". وقال المصدر ان "ساكشفيلي ارتكب حماقة بقصفه في عز الليل مدينة" باوسيتيا الجنوبية وان الروس ردوا و"قصفوا" بدورهم. واوضح ان النتيجة، كانت "هجوما على جورجيا وقد سحقت بسبب حماقتها".
واضاف المصدر ان الجورجيين "وقعوا في شرك خطير. اعتقدوا ان بوتين في عز الالعاب الاولمبية لن يرد" مضيفا ان "مدفيديف وبوتين ردا تماما بشكل غير متكافىء". واشار المصدر الى ان "ساكشفيلي في وضع خطير. لقد لعب وخسر". وقال ايضا ان "مدفيديف وبوتين استفزا من قبل الجورجيين وارسلا الجيش الروسي وسحق الجيش الخصم".
واشنطن الغت مناورات مشتركة مع روسيا
في غضون ذلك، الغت الولايات المتحدة مشاركتها في مناورات بحرية مشتركة مع روسيا احتجاجا على موقف موسكو في النزاع مع جورجيا، حسب ما اعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان المشاريع المتعلقة بتدريب مشترك كان سيجري من 15 الى 23 اب/اغسطس في بحر اليابان "قد الغيت". واضاف "بسبب هذا النزاع فمن غير الممكن القيام بهذا التدريب المشترك في الوقت الراهن".
وحسب البنتاغون، فان مناورات عسكرية بمشاركة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا كانت مقررة في مرفأ فلاديفوستوك وفي بحر اليابان. وكان من المقرر ان تشارك المدمرة الاميركية "يو اس اس ماك كامبيل في هذه المناورات الى جانب سفن حربية بريطانية وفرنسية وروسية".
وكان مسؤولان اميركيان اعلنا مساء الثلاثاء للصحافيين ان الولايات المتحدة ترغب في الغاء مناورات مشتركة مقبلة مع روسيا بسبب العملية الروسية في جورجيا. وردا على سؤال حول المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا التي من المقرر ان تبدأ نهاية الاسبوع، قال احد المسؤولين طالبا عدم الكشف عن اسمه "نحن نناقش ذلك".واضاف "سوف نبحث هذا الامر مع المشاركين الاخرين ولكن اعتقد انه بامكاني ان اؤكد انه من الصعب ان نتصور ان هذه المناورات ممكن ان تكون مثمرة في الوقت الراهن".
وبدا المسؤولان وكأنهما يشككان في عملية انضمام روسيا الى عدة منظمات دولية مثل منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم الديموقراطيات الاوروبية ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي كانت مجموعة السبع (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان) التي دعيت روسيا للانضمام اليها.