أخبار

مصر ترعى حوار فتح وحماس رغم توتر علاقتها بالأخيرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجامعة والقاهرة ترعيان التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية
مصر ترعى حوار فتح وحماس رغم توتر علاقتها بالأخيرة

نبيل شرف الدين من القاهرة: فتحت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم ( كيرم شالوم ) الواقع أقصى جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء للسماح بإدخال مساعدات وبضائع للقطاع، وذلك للمرة الأولى منذ أربعة أشهر ظل فيها مغلقًا بعد تعرضه لعملية انتحارية شنتها " كتائب القسام "، الجناح العسكري لحركة حماس على المعبر عبر تفجير سيارة عسكرية إسرائيلية، أدت في حينها إلى إصابة 13 جنديًا إسرائيليًا بجروح متفاوتة. يأتي هذا وسط أجواء توتر بين القاهرة وقادة حركة "حماس" الفلسطينية، ولا سيما عقب المسيرة التي نظمتها الحركة قبالة معبر رفح، الأمر الذي ردّت عليه القاهرة بإجراء عملي هو الدفع بمزيد من التعزيزات الأمنيّة، محذّرة من أنها لن تسمح بتكرار تجربة اقتحام المعبر على النحو الذي حدث من قبل.

في غضون ذلك كشف مصدر سياسي في القاهرة عن مواصلة إجراء الاتصالات مع قادة كافة الحركات الفلسطينية، لاحتواء تدهور الأوضاع خاصة في قطاع غزة، لافتًا إلى أنه اعتبارًا من الأسبوع المقبل سوف يرسل اللواء عمر قناوي نائب رئيس جهاز المخابرات المصرية دعوات إلى قادة كافة الفصائل الفلسطينية لبدء سلسلة حوارات تبدأ ثنائية، تمهيدًا لإعداد أجندة وطنية فلسطينية، على أن يعقب ذلك عقد حوار شامل في القاهرة لجميع الفصائل بعدما تكون الرؤى قد تبلورت بشكل واضح"، حسب تعبير المصدر المصري.

وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الفصائل الفلسطينية أرسلت ردودا إيجابية على الأسئلة المصرية المتعلقة بوجهة نظرها وأفكارها ومواقفها لاستئناف الحوار، مشيرة إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت أول الفصائل التي أرسلت ردودها، في ما لا تزال مصر تترقب ردود المجموعات الأخرى، ولا سيما حركتي "حماس" و"فتح" في محاولة لترتيب ووضع جدول وأجندة الحوار المرتقب أن تستضيف العاصمة المصرية.

من جانبها ذكرت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية أن قوات الأمن المصرية دمرت خلال الأسابيع الماضية نحو 40 نفقًا تحت حدودها مع قطاع غزة يستخدم في عمليات التهريب إلى داخل قطاع غزة، زاعمة استخدامها قنابل دخانية سامة في مكافحة نشاط التهريب عبر تلك الأنفاق.

ترتيبات الحوار

ووفقًا لمصدر مصري مطلع فقد استبقت الدعوة الرسمية "مذكرة توضيحية" وجهتها إلى قادة الفصائل الفلسطينية، والتي حملت ثلاثة أسئلة أساسية قبل الانخراط في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وهي: مدى توافر إرادة التوصل إلى إنهاء حالة الانقسام، وطبيعة الأهداف المرجوة من الحوار وما إذا كانت هذه الأهداف تتعلق بالاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والاتفاق على مشروع وطني يلتقي الجميع حوله، بينما تمثل العنصر الثالث في القضايا الرئيسة التي ستشكل أجندة الحوار.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن القاهرة لم تحدد موعدًا لعقد هذه المحادثات التي ينتظر أن تشارك فيها قيادات تمثل 14 فصيلاً وتنظيمًا فلسطينيًا، وأوضحت المصادر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيكون على اطلاع تام بهذه التحركات، لافتة إلى أن جهود القاهرة ستكون تمهيدية لتهيئة الأمور أمام جامعة الدول العربية لرعاية الحوار ما بين الفصائل الفلسطينية، وتحديدًا بين حركتي فتح وحماس استنادًا إلى المبادرة اليمنية في هذا المضمار.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مباحثات القاهرة سوف ترتكز على طبيعة الردود التي ستتلقاها مصر على هذه الاستفسارات وبما يساعد على أن تتبلور في النهاية رؤية مصرية شاملة للحوار، استنادًا إلى الرؤى والمفاهيم التي سيطرحها عليها قادة التنظيمات عندما يلتقون بالمسؤولين المصريين في القاهرة في إطار ثنائي في البداية.

وخلال الأيام الماضية سبق أن أجرى وفد رفيع المستوى من قادة (حماس) برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة محادثات بالقاهرة، حول صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وقضية التهدئة في قطاع غزة، فضلاً عن ترتيبات الحوار الوطني الفلسطيني. من جانبه قال نبيل عمرو السفير الفلسطيني في مصر، إن القاهرة أعدت بالفعل الترتيبات النهائية لاستضافة حوار بين حركتي فتح وحماس، وأكد أن الرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحرص على أن تكون القاهرة عاصمة لرأب الصدع الفلسطيني، لافتاً إلى أن عباس وجد استعدادًا إيجابيًا من مصر لاستفاضة حوار بين حماس وفتح أثناء لقائه أخيرًا مع الرئيس حسني مبارك.

كما دعا عمرو أيضًا إلى انتخابات مبكرة باعتبارها المخرج الديموقراطي، مؤكدًا أن الانتخابات لن تجري إلا بالتوافق الوطني، قائلاًً نحن نسير فوق حقل من الألغام، وإذا لم تكن هناك دقة في الخطوات، ربما تعود الأمور إلى نقطة الصفر مجددًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف