غيتس يحذر من تدهور العلاقات الاميركية الروسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس من ان العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا "قد تتاثر سلبيا" لسنوات مقبلة اذا لم تنه موسكو النزاع مع جورجيا. وقال غيتس ان تصرفات روسيا القت بظلال من الشك على الحوار الاميركي الروسي باكمله بشان العلاقات الاستراتيجية الطويلة المدى "ولها تاثيرات كبيرة على تقدم علاقاتنا بشان الامن سواء بشكل ثنائي او مع حلف الاطلسي".
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش طمأن زعماء كل من اوكرانيا وليتوانيا الخميس انه ملتزم "سيادة وحرية ووحدة اراضي جورجيا"، بحسب البيت الابيض. وذكرت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض ان بوش اكد في محادثاته مع الرئيس الليتواني فلاداس ادامكوس والاوكراني فيكتور يوتشينكو "تضامن" الولايات المتحدة مع جورجيا في نزاعها مع روسيا.
رايس في فرنسا لبحث مسألة جورجيا مع ساركوزي
الى ذلك وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس الى حصن بريغانسون (جنوب شرق فرنسا) لاجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول الازمة بين روسيا وجورجيا. ويشارك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في المحادثات التي تجري في حصن بريغانسون المقر الصيفي للرئاسة الفرنسية على ساحل البحر المتوسط.
وصرحت رايس ان "الوقت حان لانهاء النزاع" في جورجيا، وذلك في كلمة مع الصحافة بعد لقائها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في جنوب فرنسا. وشددت رايس على تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف وقف العمليات العسكرية الروسية في جورجيا.وقالت رايس "نامل ان يحترم كلمته". وكررت وزيرة الخارجية الاميركية التي تتوجه الجمعة الى تبيليسي دعم بلادها لسيادة جورجيا على كامل اراضيها.
لاجئون جورجيون يترددون في العودة رغم وقف اطلاق النار
ميدانيا، يتوزع عشرات الاف اللاجئين الذين فروا من مناطق النزاع بين موسكو وتبيليسي في مخيمات للاجئين في العاصمة الجورجية ويترددون في العودة الى منازلهم، فيما بعض هذه المنازل دمرتها المعارك. ويقول اوشانغي خاتشابوريدزه المتقاعد من قرية كوردا الجورجية في شمال اوسيتيا الجنوبية الانفصالية "لا يمكنني العودة الى منزلي. المنزل الذي بنيته بيدي لم يعد موجودا".
وفر معظم اللاجئين سيرا من مناطق المعارك. ويعيش خاتشابوريدزه (70 عاما) في مخيم للاجئين اقيم في مستشفى عسكري في العاصمة الجورجية. وقال "لقد سرت مسافة تسعين كيلومترا ونمنا، زوجتي وابني وحفيدي وانا، في الهواء الطلق. ما يحدث هناك امر مرعب".
واعلنت المفوضية العليا للاجئين في جنيف، نقلا عن ارقام مستقاة من السلطات الجورجية، الخميس ان مئة الف لاجىء نزحوا حتى الآن بسبب الازمة. وبين هؤلاء 56 الفا من سكان غوري، اكبر مدينة جورجية قريبة من اوسيتيا الجنوبية وعلى بعد 85 كيلومترا شمال غرب تبيليسي.
ولا يطمئن خاتشابوريدزه الى وقف اطلاق النار الذي اعلنه المتقاتلون، ولا يثق بالقوات الروسية التي كانت منتشرة في اوسيتيا الجنوبية في اطار قوات سلام تم تفويضها حفظ السلام بعد نزاع دام آخر بين جورجيا والجمهورية الانفصالية في بداية التسعينات.
وقال سكان كانوا يفرون من غوري الاربعاء ان المدينة شهدت اعمال نهب وعنف عندما دخلها الجنود الروس مع ميليشيات من اوسيتيا الجنوبية. وقال خاتشابوريدزه "حتى لو توقفت الحرب، فان الروس سيبقون في اماكنهم. فهم يطلقون على انفسهم اسم قوات حفظ السلام، وفي الواقع، هم معتدون".
وتعبر فالنتينا باسيلاشفيلي اللاجئة في المخيم نفسه عن مخاوفها ايضا، تقول "لو كان هناك ضمان ان هذه الارض لنا، ساعود اليها سيرا وليلا". وتتدارك فالنتينا (64 عاما) التي كانت تعمل معلمة والدموع تخنقها "الا ان القوات الروسية موجودة هناك، واخشى على حياة احفادي. كيف يمكن ان ننجو من القنابل؟ القنابل لا توفر لا الشيوخ ولا الشباب".
موسكو تعهدت الانسحاب من غوري الجمعة بحسب باريس
هذا واعلن السفير الفرنسي في جورجيا اريك فورنييه للصحافيين الخميس ان موسكو تعهدت سحب جيشها من مدينة غوري الجورجية الجمعة في 15 اب/اغسطس. وقال فورنييه الذي تفاوضت بلاده على اتفاق لوقف المعارك بين روسيا وجورجيا "تعهد الروس بمغادرة (غوري) بين اليوم والجمعة".
منظمة التعاون الأوروبية: القوقاز ما زال هشاً وقابلاً للانفجار مجدداً
الى ذلك قال المبعوث الخاص لرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى منطقة القوقاز، السفير هايكي تالفيتي إن الوضع الأمني في مقاطعة أوسيتيا الجنوبية التابعة لجمهورية جورجيا، "ما زال هشا". واوضح السفير تالفيتي في التقرير الذي قدمه الخميس إلى أعضاء مجلس المندوبين الدائمين في الأمانة العاملة للمنظمة الأوروبية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، واستناداً للمعلومات التي استقاها من أعضاء بعثة المراقبين التابعين للمنظمة، أن "الاوضاع الأمنية في مناطق النزاع داخل مقاطعة أوسيتا الجنوبية وضواحيها، ما تزال قابلة للانفجار في أي لحظة، على الرغم من وقف العمليات العسكرية" بين روسيا وجورجيا.
واشار المبعوث الأوروبي بعد انتهاء الاجتماع الخاص إلى أن مندوبي الدول الأعضاء في المنظمة الأوروبية وعددها ست وخمسين دولة، أجمعوا على الترحيب بالاتفاق على وقف العمليات العسكرية بين روسيا وجورجيا، ولكنهم شدّدوا على ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية باتفاق وقف إطلاق النار، وطالبوا بسرعة إرسال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين والنازحين في المناطق المنكوبة في مقاطعة أوسيتيا الجنوبية.
كما أكد السفير تالفيتي أن أعضاء مجلس المندوبين الدائمين طالبوا بزيادة عدد أعضاء بعثة المراقبين الأوروبيين في مناطق النزاع في القوقاز إلى ثلاثمائة مراقب في أسرع وقت ممكن، مع ضرورة التركيز على ضمان أمن وسلامة المواطنين، مشيراً إلى أن زيادة عدد المراقبين سيساعد المنظمة الاوروبية على سرعة التحرك لمواجهة التطورات وتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين في مناطق الصراع، على حد وصفه. كما أكد السفير تالفيتي أن رئيس المنظمة الأوروبية أكسندر ستووب، وزير خارجية فنلندا يواصل عن كثب متابعة تطورات الأوضاع الميدانية على طول الحدود بين روسيا وجورجيا.