كييف تدعو الى بدء مفاوضات حول الاسطول الروسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مراقبون أوروبيون يصلون جورجيا بعد أيام كييف-باريس: دعا الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو نظيره الروسي ديمتري مدفيديف الى بدء مفاوضات عاجلة حول الاسطول الروسي في البحر الاسود المتمركز في جنوب اوكرانيا، كما جاء في بيان اصدرته الرئاسة الاوكرانية.
وقال الرئيس في بيانه "لقد ارسلت طلبا عاجلا الى الرئيس الروسي عبر القنوات الرسمية للبدء في مفاوضات (...) لتنظيم علاقاتنا عندما يتم تنفيذ اعمال عسكرية مثل تلك التي رايناها مطلع آب/اغسطس".
ووقع يوتشنكو الاربعاء مرسوما يفرض قيودا جديدة على الاسطول الروسي في البحر الاسود اعتبرته موسكو "خطوة معادية لروسيا".
وبموجب هذا المرسوم، تخضع تحركات السفن والطائرات الروسية المتمركزة في مرفأ سيفاستوبول لاذن من الجيش الاوكراني، على ان يتم التقدم بطلب في هذا الصدد "قبل 72 ساعة من عبورها الحدود الاوكرانية". وعزز هذا المرسوم المخاوف من دخول اوكرانيا الحليفة لتبيليسي في النزاع المسلح الذي اندلع مؤخرا بين روسيا وجورجيا.
وقال مسؤول اوكراني الخميس ان هذا المرسوم سيلزم روسيا بالحصول على موافقة من كييف قبل اعادة سفنها العاملة قبالة السواحل الجورجية.
وكانت البحرية الروسية اعلنت الاحد اغراق قطعة بحرية جورجية في حين اعلنت جورجيا الثلاثاء ان القوات الروسية اغرقت ثلاث سفن تابعة لخفر السواحل الجورجيين. واحتفظت روسيا بقاعدتها البحرية التاريخية في سيفاستوبول على البحر الاسود بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 وينتهي الاتفاق المبرم بين موسكو وكييف الذي ينظم اشغال هذه القاعدة البحرية في 2017.
ويعارض المسؤولون السياسيون والعسكريون الروس بشدة اغلاق هذه القاعدة او فرض اية قيود على التحركات الروسية فيها.
وتقع هذه القاعدة في شبه جزيرة القرم الاوكرانية الحساسة، التي تضم عددا كبيرا من الناطقين بالروسية والمتعاطفين مع موسكو بالاضافة الى اتنيات اخرى.
مكالمة هاتفية بين ساركوزي ومدفيديف حول جورجيا
على صعيد متصل، اجرى الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري مدفيديف مساء اليوم مكالمة هاتفية بحثا خلالها مسائل تتعلق بالتوقيع النهائي على مبادئ التسوية في جورجيا، على ما اعلن الكرملين.
ووقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الجمعة في تبيليسي الوثيقة التي تفاوض ساركوزي بشأنها مع موسكو وتبيليسي، في حضور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وتوقعت مصادر دبلوماسية اميركية بعد ذلك ان توقعها موسكو "فورا".
واكتفى بيان الكرملين بالاشارة الى ان "الرئيسين بحثا المسائل المتعلقة باتمام عملية توقيع جميع الاطراف المعنية على الوثيقة التي تتضمن ستة مبادئ وضعها مدفيديف وساركوزي معا بغية تسوية النزاعات".
وختم البيان ان الطرفين ابديا ارتياحهما للتعاون بينهما واتفقا على مواصلة الاتصالات.
وفي باريس اعلن قصر الاليزيه في بيان ان مدفيديف اكد لساركوزي ان بلاده ستوقع اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا وستفي "بشكل دقيق" بالتزاماتها "ولا سيما في ما يتعلق بانسحاب القوات الروسية".
مدرعات روسية على بعد 40 كلم من تبيليسي
ميدانيا، افاد صحافي في وكالة فرانس برس ان رتلا من عشر مدرعات روسية تقدم الجمعة في الاراضي الجورجية انطلاقا من مدينة غوري الاستراتيجية وتوقف على مسافة اربعين كلم من تبيليسي.
وعبر الرتل الذي تتقدمه مدرعة ترفع العلم الروسي حوالى 25 كلم من غوري في اتجاه تبيليسي قبل ان يتوقف على مسافة اربعين كلم من العاصمة الجورجية. وانقسم الرتل عندها فتوجه نصف الآليات نحو الشمال الشرقي باتجاه قرية لاميسكانا.
ولاحقا، اوضحت وزارة الداخلية الجورجية لفرانس برس ان القوات الروسية نفذت عملية مماثلة في اتجاهين، جنوب غوري وغربها. وقال المتحدث باسم الوزارة شوتا اوتياشفيلي "لقد اوجدوا مربعا (تحت سيطرتهم) حول غوري" مع نحو ثلاثين الية نقل مصفحة. واضاف "ما الذي يقومون به؟ لا يمكننا ان نعلم ما يقوم به الروس".
ونددت وزارة الدفاع الجورجية بهذه التحركات العسكرية.
وقالت نانا انتسكيرفيلي المتحدثة باسم الوزارة ان "روسيا بررت التحركات الاخيرة على انها (ناتجة من) ضرورة تنظيم الانسحاب. قالوا انهم يقيمون ما يشبه ممرا لقواتهم. هذا لا يبدو صحيحا".
وتساءلت "لماذا يحتاجون الى هذه الآليات على هذه المسافة من غوري؟".
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من جهتها ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف "لم يف" بتعهداته بوقف العمليات العسكرية في جورجيا.
وقالت رايس في ختام لقاء مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي "من الواضح ان الرئيس مدفيديف لم يف (..) بالتعهد الشفوي الذي اتخذه بان العمليات العسكرية الروسية توقفت او انها على وشك التوقف".
مفاوضات بين الغرب وهيئات مالية دولية لتقديم مساعدة لجورجيا
الى ذلك، اعلنت رايس ان مفاوضات تجري بين الدول الغربية وبين صندوق النقد الدولي والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية من اجل تقديم مساعدة اقتصادية لجورجيا.
وقالت رايس في تبيليسي "باشرنا العمل مع الحكومة الجورجية ودعونا مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي وهيئات مالية اخرى لوضع خطة دعم للاقتصاد الجورجي على وجه السرعة لتمكينه من استعادة الاداء الذي اثبت عنه واستئناف نموه السريع".وتابعت "نتوقع ان تتضمن هذه الخطة عدة آليات متعددة الاطراف وثنائية. وينبغي ان تؤدي هذه الخطة الى اعادة اعمار الاقتصاد الجورجي وتعزيز ثقة المستثمرين ما سيتيح لجورجيا استعادة موقعها كاقتصاد متقدم في المنطقة".
واكد صندوق النقد الدولي والبنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية ان مفاوضات كهذه جارية.
وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي ردا على اسئلة فرانس برس ان جورجيا "طلبت ارسال بعثة لمناقشة برنامج يضعه صندوق النقد الدولي" وان هذه البعثة ستصل الى تبيليسي في 23 اب/اغسطس.
كما افاد متحدث باسم البنك الاوروبي لاعادة الاعمار والتنمية ان البنك على اتصال بالهيئات المالية الدولية الاخرى ومع الجورجيين والروس والاميركيين وجميع حكومات الدول المساهمة.
وقال المتحدث "اننا نتباحث مع جميع شركائنا وجميع الهيئات المالية الدولية وجميع الحكومات ايضا".
اجتماع طارىء للحلف الاطلسي الثلاثاء في بروكسل
هذا و افادت وزارة الخارجية الاميركية ان وزراء خارجية الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي سيبحثون الثلاثاء "تداعيات الاعتداء" الروسي على جورجيا خلال اجتماع طارىء في بروكسل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية روبرت وود ان الوزيرة كوندوليزا رايس اعلنت ان الحلف الاطلسي "سيناقش تداعيات الاعتداء الروسي".
ويعقد اجتماع الحلف الاطلسي في بروكسل بناء على طلب واشنطن. واضاف وود ان "حلفاء الحلف الاطلسي سيناقشون الثلاثاء كيفية تحقيق تقدم في علاقاتنا مع روسيا". وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن ستعاود درس المشاركة الروسية في المؤسسات الدولية وامكان انضمامها الى منظمة التجارة العالمية، اكد ان الولايات المتحدة "ستقرر، استنادا الى اداء روسيا، ما اذا كانت موسكو شريكا جديا او لا في هذه المؤسسات الدولية".
وتابع وود ان "اداء روسيا مبعث قلق والحلفاء سيبحثون هذا الامر الثلاثاء في بروكسل". ودانت الدول الاعضاء في الحلف الثلاثاء "استخدام القوة المبالغ فيه وغير المتكافىء" من جانب روسيا خلال اجتماع للسفراء في بروكسل.
ولاحقا، اوضح الامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر للصحافيين ان الحلف لم يبدل موقفه من طلب جورجيا الانضمام اليه، معلنا ان "جورجيا شريك وصديق محترم، وستنضم يوما ما الى الحلف".