لقاءان بين أعضاء حماس والفريق الذهبي في أقل من شهر

رانيا تادرس من عمان-وكالات: بعد قطيعة دامت تسعة أعوام بين حماس والحكومة الأردنية اثر إغلاقها لمكاتبها في العاصمة عمان وترحيل أربعة قياديين إلى قطر امتد جسر الدفء وتجددت اللقاءاتبين مدير الاستخبارات العامة الفريق محمد الذهبي وقيادات من حركة حماس، إذ في اقل من شهر عقد اجتماعان لبحث القضايا المشتركة بين الجانبين . الاجتماع الأول كان في 22 تموز( يوليو) الماضي وحضره عن الحركة كل من محمد نزال ومحمد نصر لكن الاجتماع الثاني جمع الفريق الذهبي مع محمد نزال العضو التنفيذي في حركة حماس الذي غادر الأردن عند إغلاق مكاتب الحركة في العاصمة عمان عام 1999 . واعتبر مراقبون تحدثوا لـ"إيلاف " أنه "في ظل التطورات السياسية التي تشهدها الساحة الإقليمية وتطورات القضية الفلسطينية فان حماس تسعىإلى تحقيق السلام وإقامة الدولة الحلم واحتضانها لأبنائها المتناثرين في البلدان العربية ، وهذا الخيار طبعا يؤكد عليه الأردن عربيا وعالميا حيث يرفض فكرة الوطن البديل على الأراضي".

ورغم شح المعلومات لكن التوجه باللقاء سواء كان مطلبا أردنيا أو من الحركة فانه جيد ويأخذ منحى نحو آفاق علاقة جديدة لم تتبلور ملامحها بعد . ولكن بحسب المصادر فيتوقع أن "يكون هناك صفقات وضمانات ستقدمها حماس للحكومة اولها عدم التدخل في شؤون الحركة الإسلامية في الأردن ، بالإضافة إلى ملفات أمنية وسياسية منها عودة فتح مكاتب الحركة في الأردن التي أغلقت في عام 1999ستظهر ملامحها في المرحلة المقبلة خصوصا في ظل تسربيات تفيد أن اللقاءات مستمرة ". الى ذلك نقل عن الفريق الذهبي تأكيده ان اللقاءات مع حماس لا تهدف إلى تأسيس تحالف في مواجهة حركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس لان السياسة الأردنية لا تقوم على لعبة المحاور خاصة وان العلاقة مع ابي مازن لم تكن في الأساس موجهة ضد حركة حماس.

إلى ذلك ، وفي أول تصريح صدر على لسان الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان صحافي قال إن الاجتماعين اللذين عقدهما مع مدير الاستخبارات الفريق محمد الذهبي مع ممثلين عن الحركة " فكا العزلة المفروضة على حماس وشكلا بادرة للانفتاح على العالم العربي والإسلامي ".

واعتبر ان " هذه الخطوة تشكل تسويقا لعدالة القضية الفلسطينية ولحشد كل الطاقات العربية والدولية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وبالتالي هذه العلاقات تعزز وتقوي الدعم للشعب الفلسطيني وتساعد على مواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية".

زيارة لخالد مشعل

ونقلت وكالة "قدس برس" للأنباء عن مصدر أردني وصفته بـ"المسؤول" إنه يتوقع أن يتوج الحوار بين الطرفين بزيارة سيقوم بها رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل إلى العاصمة الأردنية عمان.

وقال حمادة فراعنة الكاتب والمحلل السياسي للوكالة إن الحوار الذي بدأ بين مدير الاستخبارات الأردنية محمد الذهبي، واثنين من أعضاء المكتب السياسي في حركة حماس هما محمد نزال ومحمد نصر، جاء نتيجة وساطة قامت بها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

ونفى فراعنة، حسبما أفادت الوكالة، أن تكون الخطوة التي اقدم عليها الاردن في التحاور مع حماس، مقدمة لتوسط اردني بين حماس وفتح. واستطرد قائلا إن الطرف الذي بيده ملفات هذه القضية هو الجانب المصري الذي يتفق عليه الطرفان. إلا أنه أكد أن الحوار بين الأردن وحماس يشجع على الحوار بين حماس وفتح.