الرئيس الروسي يوقع اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احباط عملية جورجية لنسف نفق استراتيجي باوسيتيا الجنوبية
الرئيس الروسي يوقع اتفاق وقف اطلاق النار مع جورجيا
فالح الحمراني من موسكو،وكالات : قال الكرملين إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وقع يوم السبت على اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال القتالية مع جورجيا حول إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي . وقالت نتاليا تيماكوفا كبيرة المتحدثين باسم الكرملين " أبلغ الرئيس المشاركين في اجتماع مجلس الامن أنه وقع للتو الخطة المكونة من ست نقاط . " وفي غضون ذلكاحبطت القوات المسلحة الروسية عملية نسف النفق ذو الاهميـة الاستراتيجية الذي يربط روسيا باوسيتيا الجنوبية . وتمكنت هذه القوات من الكشف عن احدى هذه الجماعات المسلحة التي كانت تحضر لتدمير الممر .وكان الرئيس الجورجي ساكشفيلي قد اكد ان بلاده لن تصبر على ما وصفه " باستمرار الاحتلال الروسي " وستواصل مقاومته . وتحتفظ روسيا ببعض قطعات الجيش في جورجيا لاغراض أمنية .
وافاد نائب رئيس هيئة الاركان الروسية الجنرال اناتولي نوجوفينسين في مؤتمر صحفي بموسكو اليوم ان قوات الاستطلاع الروسية التي كانت تؤدي مهامها كشفت جماعة جورجية بملابس مدنية وبدلات عسكرية تقلهم حافلتين ، وردوا على طلب القوة الروسية بتفتيش الحافلات ، باطلاق النار . واسفر المواجهة بين الطرفين عن عطب احدى الحافلات واختفاء الاخرى . وعثر في السيارة المعطوبة على 19 راجمة وصندوق ذخيرة وقنابل يدوية .ووفقا لتقديرات خبراء عسكريين فان المجموعة كانت تخطط لنسف النفق الاستراتيجي ، وقطع الطريق على تحرك وسائط النقل بما فيها التي تحمل معونات انسانية .
في غضون ذلك صادرت القوات الروسية 44 دبابة كانت قوات حفظ السلام قد استولت عليها , ونقلت وكالة انتر فاكس عن مساعد القائد العام للقوات البرية الروسية ايجور كوناشينكوف اشارته الى ان القوات الروسية استولت منذ بداية العملية العسكرية على 65 دبابة وجرى تدمير اكثر من 20 منها لعدم صلاحيتها . كما غنمت القوات انواع اخرى من الآليات العسكرية .
العيون على روسيا بعد توقيع جورجيا على وقف لإطلاق النار
وقد وقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الاتفاق الذي أبرم بوساطة فرنسية يوم الجمعة أثناء زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى جورجيا.وكانت فرنسا اعلنت ان ميدفيديف ابلغ نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي وفي وقت متأخر مساء الجمعة ان موسكو ستوقع على الاتفاق وستسحب قواتها.
قال الكرملين إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وقع يوم السبت على اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال القتالية مع جورجيا . وقالت نتاليا تيماكوفا كبيرة المتحدثين باسم الكرملين "أبلغ الرئيس المشاركين في اجتماع مجلس الامن أنه وقع للتو الخطة المكونة من ست نقاط."
واوضح مكتب ساركوزي "(ميدفيديف) اكد... انه سيوقع ايضا على الاتفاق وان روسيا ستحترم تماما التعهدات الواردة في الاتفاق خاصة تلك المتعلقة بسحب القوات الروسية."
وقال مراسل لرويترز في مدينة جوري بوسط جورجيا وهي المنطقة الرئيسية التي تحتلها القوات الروسية في وقت مبكر من صباح السبت انه لا توجد اشارة على اعادة انتشار واسعة النطاق.يأتي ذلك فيما اكد طاقم تلفزيون رويترز يوم السبت ان جسرا للسكك الحديدية على الخط الرئيسي بغرب العاصمة الجورجية تفليس جرى تدميره.واظهرت الصور التي التقطتها رويترز احد طرفي الجسر في كابسي وقد انهار على ضفة النهر.
وقال قرويون ان عبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بعد يوم السبت بواسطة رجال في زي عسكري.واوضحوا ان الرجال روس لكن الجيش الروسي نفى تورطه في الحادث.وتقع كابسي على بعد نحو 45 كيلومترا غربي تفليس.
وقال الكولونيل جنرال اناتولي نوجوفيستين نائب رئيس هيئة الاركان العامة في مؤتمر صحفي يومي للجيش "نحن الان في وقت سلم. لماذا ننسف جسورا."واضاف "وبالتالي فان ذلك لا يمكن ان يكون سوى بيان عار عن الصحة تماما. لا نقوم بقصف. بوسعي القول بكل مسؤولية ان الوضع لا يمكن ان يكون كذلك."
نقاط تفتيش
ميدانيا، تقدم رتل روسي مدرع مكون من 17 آلية على قرية لا تبعد عن العاصمة الجورجية تبليسي سوى 45 كيلومترا. ويقول مراسل بي بي سي في جورجيا جبرائيل جيتهاوس إن ثمة تقارير غير مؤكدة تتحدث عن اقامة الروس نقطة تفتيش على مقربة من العاصمة الجورجية. واكد مسؤولون جورجيون بقاء القوات الروسية في ميناء بوتي الجورجي الذي يحتوي على منشأة كبيرة لتصدير النفط.
كما تتمركز قوات روسية كبيرة في بلدة سيناكي وكذلك في جوري الواقعة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود مع اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. يذكر ان الازمة الراهنة اندلعت في السابع من الشهر الجاري، عندما شنت القوات الجورجية هجوما مباغتا على اوسيتيا الجنوبية الاقليم الجورجي الذي اعلن انفصاله عن تبليسي عام 1992.
وجاء الهجوم الجورجي بعد ايام من تبادل القصف العنيف بين القوات الجورجية من جهة و الميليشيات الانفصالية في اوسيتيا التي تدعمها موسكو من جهة اخرى. وقد ردت روسيا على الهجوم الجورجي بارسال ارتالها المدرعة عبر الحدود الى اوسيتيا الجنوبية لرد الجورجيين على اعقابهم. وقد ادت المعارك الى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والى نزوح عشرات الآلاف من مساكنهم.
ويتضمن اتفاق وقف اطلاق النار الذي وافق عليه الجانبان تعهدا منهما بسحب قواتهما الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع الازمة الاخيرة، وخطة لاطلاق مفاوضات دولية تتناول الوضع المستقبلي لاقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. الا ان ساكاشفيلي يصر على ان بلاده لن ترضى ابدا بانفصال اي اقليم من اقاليمها، ويتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب اثناء تصديها لهجوم قواته الخائب على اوسيتيا. وقال الرئيس الجورجي: "جلب الجيش الروسي بمعيته اعدادا كبيرة من الجنود غير النظاميين والمرتزقة الذين ارتكبوا الفظائع وهم مخمورون."
وانتقد ساكاشفيلي الغرب لرفضه طلب جورجيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي قائلا إن ذلك كان سيمنع اندلاع القتال اصلا. الا ان الرئيس ميدفيديف قال إنه من غير المرجح ان يرضى الشعبان الاوسيتي والابخازي بالعودة الى كنف جورجيا بعد الاحداث الاخيرة.
في غضون ذلك قال دبلوماسيون إنه من المتوقع ان يصوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة اليوم او غدا الاحد على مشروع قرار يمنح اتفاق وقف اطلاق النار صفة رسمية. وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إن الامين العام بان كي مون سيجتمع لاحقا في نيويورك بممثل روسيا الدائم بالامم المتحدة لأنه لم يتمكن من التحدث الى الرئيس الروسي الى الآن.
ومن المقرر ان يجري الرئيس بوش اجتماعا بالفيديو مع عدد من كبار مسؤوليه بمن فيهم رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس يناقش فيه معهم الازمة الجورجية. ووصف الرئيس بوش، الذي يقضي عطلة في مزرعته بولاية تكساس، في الكلمة التي يوجهها اسبوعيا عبر الراديو الى الشعب الاميركي، تصرف روسيا في جورجيا بأنه "غير مقبول بالمرة بالنسبة للأمم الحرة في العالم."
وقال الرئيس الاميركي: "لقد نظر العالم بهلع الى روسيا وهي تغزو دولة جارة وتهدد بالاطاحة بحكومة ديمقراطية انتخبها شعبها." ومضى بوش الى القول: "على روسيا العمل جديا على حل هذه الازمة اذا ارادت ترميم علاقاتها مع الولايات المتحدة واوروبا والامم الاخرى واذا ارادت استرداد مكانتها في العالم."
وقال بوش إنه ينوي ايفاد وزيرة الخارجية رايس الى بروكسل في الاسبوع المقبل للتشاور مع قادة الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي حول السبل الانجع للتعامل مع روسيا. الا ان الرئيس الاميركي لم يتطرق الى التعليقات التي ادلى بها نائب رئيس الاركان الروسي يوم امس الجمعة، والتي قال فيها ان لدى موسكو المبررات الكافية لشن هجوم نووي على بولندا اذا نفذت الاخيرة الاتفاق الذي وقعت عليه مع الولايات المتحدة والقاضي بنشر منظومة اميركية مضادة للصواريخ في اراضيها.
رايس: على روسيا مغادرة الأراضي الجورجية فوراً
وعلى صعيد مواز، قالت وزيرة الخارجية الأميركية إن على القوات الروسية التي دخلت الأراضي الجورجية الانسحاب فوراً.وشددت رايس خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الجورجي، ميخائيل ساكشفيلي، الجمعة على ضرورة سرعة إرسال مراقبين دوليين وقوات حفظ سلام محايدة إلى جورجيا، وإقليميها الانفصاليين - أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا - حيث تنشر روسيا قوة لحفظ السلام.
ومن جانبه أعلن الرئيس الجورجي قائلاً: "نحن تحت الاحتلال الروسي."وكان ساكشفيلي قد أعلن الجمعة، أنه وقع على اتفاق وقف إطلاق النار مع موسكو، بوساطة أميركية.وقال ساكشفيلي إن روسيا كانت تحضر لعملها العسكري ضد بلاده منذ أشهر، وتوجه بالنقد إلى الغرب الذي قال إن "صمته" شجع "العدوان الروسي"، في وقت دعت رايس فيه القوات الروسية إلى الانسحاب السريع من الأراضي الجورجية، وأشارت إلى وجود نية لإرسال مراقبين إلى المنطقة، على أن تبدأ عمليات إعادة الأعمار بعد استتباب الموقف الأمني.
وكان الرئيس الأميركي، جورج بوش، قد قال إن واشنطن "تقف مع شعب جورجيا وحكومته المنتخبة ديمقراطياً، وشدد على "وجوب احترام" وحدة وسيادة البلاد، وتعهّد بأن الولايات المتحدة "لن تطرح جانباً" تحالفاً مع تبليسي التي وصفها بأنها "ديمقراطية شجاعة."
وتوجه بوش بنقد حازم لموسكو، على خلفية المواجهات التي تقودها مع جورجيا في أوسيتيا الجنوبية، وقال إن تصرفاتها "أضرت بمصداقيتها وبعلاقتها مع شعوب العالم الحر،" مضيفاً أن استخدام "أساليب التهديد وعرض القوة ضمن سبل إدارة السياسة الخارجية في القرن الـ21 أمر مرفوض."
ولفت بوش إلى أن الشعب الأميركي قد يسأل عن أهمية دعم جورجيا، فأشار إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من موقعها "ضمن العالم الحر" وانضمامها إلى الجهود العسكرية الغربية في أفغانستان والعراق، وتمثيلها "فصلاً مشرقا وواعدا في التاريخ الأوروبي."
وكانت مصادر أميركية بارزة قد كشفت الأسبوع الماضي أن إدارة واشنطن، الغاضبة بشدة من الغزو الروسي لجورجيا، والحلفاء في "الناتو" يوازنون إمكانية تبني تدابير عقابية لعزل موسكو دبلوماسيا،ً على خلفية العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها موسكو ضد حكومة تبليسي.وأوضح مسؤولان رفيعان آخران بإدارة واشنطن، رفضا كشف هويتهما نظراً لعدم اتخاذ قرار قاطع في هذا الشأن، أن الولايات المتحدة ستناقش التدابير التي قد تتخذ مع الحلفاء في "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
هذا وقد قاطعت الولايات المتحدة الثلاثاء جلسات تحضيرية لاجتماع بين الناتو وروسيا، كما ألغى حلف شمال الأطلسي مناورات بحرية مقررة مع القوات الروسية في شمالي الباسفيك.وتناقش واشنطن وحلفاؤها كذلك إسقاط روسيا من مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى (G8).
وبادر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافيروف، الجمعة للتحذير بأن الكرملين قد يوقف التعاون مع الجهود الدولية لكبح الطموح النووي الإيراني، وفق الأسوشيتد برس.وتهدد أزمة جورجيا العديد من اتفاقيات خفض ترسانات التسلح والحد من انتشار النووي منها "اتفاقية نان-لوغار الشاملة" بين الولايات المتحدة وروسيا، بجانب مخاوف بعض المسؤولين الأميركيين من تأثيرها على تعاون الجانبين في مجالات برامج الفضاء، تحديداً محطة الفضاء الدولية.
وستعتمد الولايات المتحدة على صواريخ "سيوز" الروسية للتواصل مع المحطة الفضائية، ولعدة سنوات، بعد إحالة أسطول مركباتها الفضائية للتقاعد عام 2010.وذهب بعض المشرعين الأميركيين للمطالبة بتجريد روسيا من دورها كمنظم لدورة الأولمبياد الشتوية عام 2014.
تبيليسي تتهم الطيران الروسي باحراق محمية طبيعية جورجية عمدا
بدورها، اعلنت وزارة الخارجية الجورجية ان محمية بورجومي الطبيعية تلتهمها النيران السبت بعدما قصفها الطيران الروسي متعمدا احراقها.
وقالت الوزارة في بيان ان "محمية بورجومي تحترق بعدما عمدت مروحيات روسية الجمعة الى قصف غابة هذا المنتزه الوطني بقصد احراقه".
واوضحت الوزارة ان تبيليسي طلبت من تركيا المساعدة على احتواء هذه "الكارثة الطبيعية" ولكن "الجيش الروسي يسير دوريات في المنطقة بمروحياته ويرفض السماح بعبور الطائرة التركية".