إسرائيل تهدد باستخدام القوة ضد سفن "كسر" حصار غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تقلان عدداً من نشطاء السلام ومساعدات إنسانية
إسرائيل تهدد باستخدام القوة لمنع سفن " كسر " حصار غزة
تل أبيب: هدد مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية باستخدام " القوة " لمنع سفينتين تقلان عدداً من نشطاء السلام، ومساعدات إنسانية، من الوصول إلى سواحل قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على سكان القطاع، منذ أكثر من 14 شهراً. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن السماح للسفينتين، اللتين من المقرر أن تقلعا من قبرص في وقت لاحق الاثنين وترفعان العلم اليوناني، بالوصول إلى ساحل غزة، من شأنه أن يشكل "سابقة خطيرة"، وفقاً لما نقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الأحد. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المسؤولين في وزارة الدفاع عقدوا سلسلة اجتماعات خلال الأيام القليلة الماضية، لبحث كيفية " التصدي " لمجموعة النشطاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم "حرروا غزة"، مشيرة إلى أن البحرية الإسرائيلية ليس لديها أية تعليمات، حتى اللحظة، بشأن التعامل مع السفينتين.
كما نقلت الصحيفة ذاتها عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إن "إسرائيل تمارس حقها في استخدام القوة ضد المتظاهرين، بمقتضى اتفاقات أوسلو، التي تفيد بأن إسرائيل مسؤولة عن المياه الإقليمية لقطاع غزة، الذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، منذ يونيو/ حزيران 2007. وفيما لم يتضح مدى لجوء إسرائيل إلى استخدام القوة ضد سفينتي "الحرية"، كما تسميها جماعات السلام، فقد نقلت تقارير إعلامية عن نشرة داخلية لوزارة الخارجية، أن بإمكان قوات الأمن احتجاز السفينتين لدى دخولهما المياه الإقليمية للقطاع، واعتقال ركابهما وأفراد طاقميهما.
من جانبها، عبرت حركة حماس، في بيان نقلته وكالة "معاً" الفلسطينية للأنباء، عن تقديرها للجهات المنظمة لمشروع "كسر الحصار عبر البحر"، قائلة إن القادمين على متن هاتين السفينتين سيطلعون بأنفسهم على "أوضاع الشعب جراء الحصار، واعتداءات الاحتلال على مدى الشهور الماضية."
كما رحبت بما وصفته "أي جهد مشكور من جمعيات، أو أفراد، أو مؤسسات، في العالم العربي والإسلامي والدولي، أو جهات أوروبية، تقوم بهذا الدور الايجابي والبناء، والذي يساهم في إيصال رسالة واضحة إلى العالم، بضرورة إنقاذ الشعب الفلسطيني، وكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على الشعب، في إطار سياسة العقاب الجماعي."
في الغضون، نقلت "شبكة أنباء فلسطين" عن النائب الفلسطيني، جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إعرابه عن استنكاره لتأييد مسئولين إسرائيليين استخدام القوة لمنع السفينتين من الوصول إلى غزة. وأكد الخضري أن السفينتين لهما الحق في الوصول إلى القطاع عبر المياه الإقليمية، ولا يحق لأحد منعهما من الوصول إلى غزة، ومقابلة المواطنين ونقل معاناتهم إلى العالم، كوسيلة سلمية بعد إغلاق كافة منافذ القطاع.
وأشار إلى أن إحدى السفينتين تحمل "نشطاء متضامين مع رفع الحصار" الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع، والأخرى تحمل مساعدات طبية للأطفال الصم في غزة، وقال إن السفينتين انطلقتا بالفعل مساء الأحد، من جزيرة "كريت" الواقعة في جنوب اليونان، باتجاه قبرص، حيث ستغادران الاثنين باتجاه غزة.
وفي وقت سابق، كشف الخضري عن تلقي من وصفهم بـ"المتضامنين" مع الشعب الفلسطيني القادمين على متن السفينتين، "تهديدات مباشرة وغير مباشرة"، محملاً "الاحتلال" الإسرائيلي مسئولية تلك التهديدات. وأشار إلى أن "التهديدات تصل المتضامنين عبر الاتصالات الهاتفية المباشرة، أو بطريق غير مباشر، إلى جانب تهديد عوائلهم وأبنائهم المتواجدين في عدة دول"، وفقاً للشبكة الفلسطينية.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد ذكرت أن نحو 46 ناشطاً، بينهم بريطانيون، في مقدمتهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، وناج من الهولوكوست، وراهبة أميركية في الـ81 من العمر، سيشاركون في اختراق الحصار. وسينطلق الناشطون على متن مركبين خشبيين، مع حمولة من الإمدادات الطبية، من قبرص، ويتوقع أن تستغرق الرحلة 20 ساعة.
وتعتزم حركة "حرروا غزة" ومقرها كاليفورنيا، فتح مداخل دولية للوصول إلى القطاع، وذلك عبر توصيل شحنة "رمزية" مكونة من 200 من السماعات المخصصة لمساعدة الأطفال الصم، إلى جانب إمدادات طبية أساسية. ورغم إعلان المنظمين عدم إخطار السلطات الإسرائيلية بالرحلة، إذ أن المركبين لن يعبرا المياه الإقليمية الإسرائيلية، إلا أن بوسع القارب الأول، الذي يحمل اسم "حرروا غزة"، والثاني المسمى "الحرية"، التصدي لأي مقاومة قد تعترض الرحلة.