غور الأردن.. سلة خبز الفلسطينيين في ميزان المفاوضات
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غور الأردن.. سلة خبز الفلسطينيين في ميزان المفاوضات
خلف خلف- إيلاف: يغدو الحديث عن غور الأردن كنقطة ارتكازية مهمة، بالتوازي مع نقل إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأميركية وثيقة تفصل فيها كل الترتيبات الأمنية اللازمة في التسوية الدائمة المستقبلية مع السلطة الفلسطينية، والتي تتضمن العديد من النقاط، منها: تواجد للجيش الإسرائيلي على طول نهر الأردن، والمعابر الحدودية، وحظر الأحلاف العسكرية بين الدولة الفلسطينية والدول الأخرى. كما أن إلقاء نظرة تمعن على تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يوم أمس الأحد، حين قال: "لا سلام ولا اتفاق بدون إدراج مناطق الأغوار كاملة في أي اتفاقات لحل القضية الفلسطينية"، مشددًا على أن سكان الأغوار هم حراس احد أهم الثغور المتقدمة في فلسطين، تمثل ردًا على الترتيبات الأمنية الإسرائيلية، التي تشير صراحة إلى أن الحدود المستقبلية لإسرائيل ستشمل الكتل الاستيطانية، وغور الأردن. أما لماذا تصر إسرائيل على التمسك بغور الأردن؟، فيمكن تبيان ذلك عبر نقطتين مركزتين، أولهما: بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، السيطرة العسكرية على غور الأردن تمثل خط الدفاع أمام قوات معادية قادمة من الشرق، وثانيهما: السيطرة على معابر الأردن من اجل التأكد من تطبيق القيود التي ستفرض على الدولة الفلسطينية، وخاصة منع التسلح. وللنقطتين السابقتين، يمكن إضافة نقاط أخرى، منها أن الفصل بين الأردن والدولة الفلسطينية قد يكبح بحسب وجهة النظر الإسرائيلية أي تأثير غير مرغوب به للدولة الفلسطينية على نهر الأردن، ومنع علاقات غير مرغوب فيها بين الضفتين. وتخشى إسرائيل العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين، وهو خوف ينبع أساسًا من تركيبة السكان الأردنيين التي يحتل العنصر الفلسطيني جزءً كبيرًا منها. وبالتأكيد سيكون هناك حركة متواصلة بين الأردن والدولة الفلسطينية بسبب العلاقات العائلية أو التجارية أو حتى السياحية. ولكن هناك من يرى أن سيطرة إسرائيل على غور الأردن، ليس سوى مبرر للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وسرقة سلة خبز الفلسطينيين، لما تتضمنه هذه المنطقة من أراضي زراعية خصبة. ومن الذين يدعمون هذا التوجه، الباحث الإسرائيلي شلوم بروم، والذي يقول، في دراسة إستراتيجية: "يبدو أن الدولة الفلسطينية الدائمة والمستقرة اقتصاديا والتي تقيم علاقات سياسية اقتصادية وأمنية مع إسرائيل والأردن أيضا، هي التي تجد مصلحة لها في مكافحة الإرهاب. والسيطرة الإسرائيلية على غور الأردن وبالتأكيد ضم هذه المنطقة لإسرائيل، ستعرقل تشكل مثل هذه الدولة للأسباب الآتية: أن غور الأردن وصحراء النقب، هما احتياطي الأرض الوحيد الذي يتوفر للدولة الفلسطينية. والسيطرة الإسرائيلية على هذه المنطقة سيعتبر عاملا معرقلا لتطور الدولة الفلسطينية ويخلق ضغطا دائما لتغيير الاتفاق، وسيمس باستقراره. كما أن كل حل معقول لمشكلة اللاجئين يلزم إعادة بعضهم إلى منطقة الدولة الفلسطينية. وبدون هذه المناطق لن يتوفر مكان لتوطينهم. إن غياب حل مشكلة اللاجئين سيمس استقرار الاتفاق وشبكة العلاقات بين البلدين. كما أن تواجد الجيش الإسرائيلي وحركة قواته في هذه المنطقة سيؤدي إلى احتكاكات مع السكان الفلسطينيين ولن يساهم في دفع العلاقات بين الطرفين. بالإضافة إلى أن تجميد الدولة الفلسطينية في إطار طوق إسرائيلي يحيط بها من كل جانب يخلق الإحساس بالحصار، مما يعيق إقامة علاقات طبيعية بين الدولتين.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف