أخبار

برويز مشرف يخضع للضغوط ويعلن إستقالته

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحليف الاساسي لواشنطن في حربها ضد الارهاب
برويز مشرف يخضع للضغوط ويعلن إستقالته

تسلسل زمني لحكم مشرف منذ انقلاب باكستان

إسلام اباد، وكالات: اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في كلمة متلفزة الاثنين انه قرر الاستقالة وذلك لتجنب مساءلته في البرلمان بهدف عزله بعد تسع سنوات مضطربة من الحكم. وتعرض مشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب ابيض عام 1999، لضغوط هائلة من الائتلاف الحاكم، لتقديم استقالته قبل بدء أول اجراءات مساءلة في تاريخ باكستان منذ استقلالها قبل 61 عاما. وبعد اعلان مشرف، شهدت مدن باكستانية عدة احتفالات ورقص الناس في الشوارع مع رغم ان مستقبل البلاد السياسي ودور باكستان في " الحرب على الارهاب " التي تخوضها واشنطن، اصبحا غير معروفين. وقال مشرف " بعد دراسة الوضع واستشارة المستشارين القانونيين والحلفاء السياسيين، وبعد نصيحتهم قررت الاستقالة ". واضاف " اترك مستقبلي في ايدي الشعب ". واشار الى انه سيسلم استقالته الى رئيس مجلس النواب في وقت لاحق الاثنين. وخلال الايام الاخيرة ترددت انباء عن مفاوضات تتيح لمشرف الاستقالة دون مواجهة القضاء ولم يتضح على الفور مصير مشرف. وجاء اعلان مشرف المفاجئ بالاستقالة في كلمة مطولة قال فيها انه لا يمكن اثبات التهم التي تشملها المساءلة.

واكد انه "لا يمكن اثبات اي تهمة في اطار المساءلة ضدي (...) لا يمكن اثبات اي تهمة ضدي لانني لم افعل اي شيء مطلقا لمصلحتي الشخصية بل كان كل شيء من اجل مصلحة باكستان". ودافع مشرف، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، مطولا عن فترة حكمه.وقال انه ساعد على ارساء القانون والنظام في البلاد، كما ساهم في تحسين وضع حقوق الانسان والديموقراطية، واصبحت باكستان دولة مهمة على الساحة الدولية.

واضاف "على خارطة العالم، اصبحت باكستان الان دولة مهمة بفضل الله". واكد انه قاد البلاد على الدوام "بنية حسنة" خصوصا في مواجهة المشاكل الاقتصادية وتهديد التمرد الاسلامي، وقال ان خصومه وجهوا "اتهامات خاطئة" له. وقال "لقد كانت فلسفتي هي باكستان اولا". وتابع "لكن لسوء الحظ وجه بعض العناصر الذين يتصرفون بدوافع من المصلحة الخاصة، الي اتهامات خاطئة وضللوا الناس (..) ولم يفكروا في الضرر الذي يمكن ان يحدثه ذلك على البلاد".

وتراجعت شعبية مشرف كثيرا العام الماضي عندما حاول اقالة رئيس القضاة الباكستاني وكذلك خلال موجة التفجيرات الانتحارية التي نفذها مقاتلو طالبان وادت الى مقتل اكثر من الف شخص من بينهم رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وفرض مشرف حالة الطوارئ في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي لتكريس انتخابه لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات من خلال المحكمة العليا، الا ان حلفاءه السياسيين منوا بهزيمة في انتخابات شباط/فبراير.

وتمكنت احزاب الائتلاف التي فازت في انتخابات شباط/فبراير بقيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بوتو، من التغلب على الانقسامات التي استمرت اشهرا واتفقت على توجيه الاتهامات لمشرف بهدف اقالته في السابع من اب/اغسطس. وذكرت مصادر ان بين تلك الاتهامات انتهاك الدستور واساءة التصرف.

وقال مسؤولون ان مساعدي مشرف اجروا محادثات مع الائتلاف بوساطة السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا للسماح لمشرف بالاستقالة مقابل سلامته الشخصية. ونفى المتحدث باسم مشرف خلال الايام الماضية انباء عن نية مشرف الاستقالة. الا ان غياب دعم الجيش لمشرف الذي تنازل عن قيادته في تشرين الثاني/نوفمبر، جعل خيارات اخرى من بينها حل البرلمان او اعلان حالة طوارئ اخرى، امرا مستحيلا.

وتزايدت التكهنات بشان مصير مشرف ليل الاحد الاثنين عندما صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة لا تفكر حاليا في منح مشرف اللجوء السياسي. وقالت "هذه ليست مسالة مطروحة على الطاولة واريد ان اواصل التركيز على ما يجب عمله مع حكومة باكستان الديموقراطية". ويرغب الحلفاء الغربيون من باكستان حل الازمة بشان مشرف حتى تتمكن الحكومة من مقاتلة مسلحي طالبان والقاعدة في مناطق القبائل المحاذية لافغانستان حيث قتل نحو 500 شخص في الاسبوع الماضي. كما تعاني الحكومة من ازمة اقتصادية خانقة.

من جهته قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إن الوقت قد حان لتقرر الأمة مصيرها بعد أن صوت الشعب من أجل التغيير في انتخابات فبراير/ شباط الماضي. جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء وفدا من نواب برلمان إقليم بلوشستان، وقال جيلاني مخاطبا الوفد " لسنا ضد أي شخص ولكن نريد استعادة الروح الحقيقية لدستور 1937 " .

و تشير الدلائل إلى أن حسم المواجهة بين الرئيس مشرف والاحزاب المنضوية في الائتلاف الحاكم قد لا تتطلب تصويتًا في البرلمان لأن خسارة الرئيس تعتبر مضمونة اذا اخذت اجراءات التصويت بالثقة التي تجرى هذا الاسبوع في عدد من المجالس الاقليمية كمعيار.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن الرئيس مشرف كان حليفًا جيدًا لبلادها لكن واشنطن اختلفت معه حين قرر إعلان حالة الطوارئ . ولكن رايس رفضت الإفصاح عن موقف بلادها إذا تقدم مشرف بطلب اللجوء السياسي إلى الولايات المتحدة في حال عزله. وتعتقد الولايات المتحدة ان القاعدة وحركة طالبان تمكنتا من اعادة تنظيم قواتهما في المناطق القبلية الباكستانية شمال غرب البلاد على مقربة من الحدود مع افغانستان، وذلك بفضل مساعدة حركة طالبان الباكستانية. ويبدي مشرف اعجابه الكبير بكل من نابوليون وريتشارد نيكسون الاول بسبب صراحته وتفكيره العسكري، والثاني بسبب قدرته على استيعاب الاوضاع والتأقلم معها. اما منتقدوه فهم يعتبرون انه وقع في المطب المرضي الاساسي لدى الطغاة اي من يعتبر ان البلاد من دونه لا يمكن الا ان تتجه نحو الكارثة.

الفاينانشل تايمز

وكانت نشرت الفاينانشل تايمز مقالا لأناتول ليفن -الاستاذ بكينغز كولج بلندن، الذي يوجد حاليا بباكستان لجمع مادة لكتاب- يبحث فيه أسباب أفول نجم مشرف. ويقول الكاتب إن كل من التقاهم من الباكستانين تقريبا أجمعوا على كراهية الجنرال المتقاعد لسببين رئيسيين هما إخفاقه في الحد من التضخم، و"حصوله على أموال من الأميركيين ليقتل بها أبناء جلدته".

ويرى الكاتب أن واقع الأمر يشير إلى أن مشرف وقع ضحية قوتين متنافرتين هما الضغط الأميركي ومشاعر الشعب الباكستاني. فالرجل -في اعتقاد الكاتب- أنعش اقتصاد بلده، وبث حركية في مجتمعه، كما أن إدارته هي الأقل فسادا من سائر الحكومات السابقة.

ومغادرته الحكم لن تعني انتهاء الضغط الأميركي على باكستان من أجل الانخراط أكثر في "الحرب على الإرهاب". ويلمح الكاتب إلى أن استمرار هذا الضغط قد يولد انفجار هذا البلد إلى شظايا عسكرية أو مسلحة بالغة الخطورة.

وتعتقد الإنبندنت كذلك أن تنحي أو تنحية مشرف ليست هي الحل الناجع. خصوصا في ضوء المعلومات التي تتهم قطاعات من الجيش والاستخبارات العسكرية بالوقوف وراء الاضطرابات التي تهز المناطق القبلية غربي البلاد غير بعيد عن أفغانستان.

وتعتبر باكستان أبرز حلفاء الولايات المتحدة في سياق ما يسمى "الحرب على الإرهاب" في آسيا، ولكن التطورات الأمنية في البلاد، واعتقاد الكثير من المراقبين أن التحالف مع واشنطن سبب تفاقم العنف الداخلي، أديا إلى تآكل شعبية مشرف، الذي تلقى نظامه ضربة قاسية جراء النقمة الشعبية ضده بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو.

نبذة

ولد مشرف في نيودلهي في الهند في الحادي عشر من اب/اغسطس عام 1943 وهاجر مع عائلته الى دولة باكستان الجديدة في منتصف آب/اغسطس 1947 التي اعلنت انفصالها عن الهند اثر صدامات دامية. دخل الكلية العسكرية وهو في ال18 من العمر ولم تفارقه البزة العسكرية طيلة اكثر من 45 عاما. حصل على وسام شرف لشجاعته خلال الحرب ضد الهند عام 1965 وفي عام 1966 انضم الى فرقة نخبة داخل الجيش الباكستاني.

في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 1998 عينه رئيس الحكومة نواز شريف قائدا للجيش، الا ان الرجلين سرعان ما اختلفا بعد سنة خلال مواجهات عسكرية جديدة مع الهند في كارغيل في كشمير الهندية. فقد امر شريف بسحب الجيش الباكستاني من هذه المنطقة بضغط من واشنطن ما فسر على انه صفعة لنواز شريف.

وحاول شريف اقالته الا ان العسكريين الاوفياء لقائدهم مكنوه من السيطرة على السلطة في انقلاب عسكري في الثاني عشر من تشرين الاول/اكتوبر 1999 من دون اطلاق نار او اراقة دماء. ووعد مشرف باعادة الديموقراطية بعد استئصال الفساد وانتخب لولاية جديدة من خمس سنوات في عام 2002. الا ان ولايته الجديدة من خمس سنوات لم تصمد اكثر من سنة امام الضغوط السياسية التي فرضها عليه خصومه في الداخل وامام تأكيد واشنطن ان الخلافات في هذا البلد هي "مسألة داخلية باكستانية".

وتعرض مشرف لمحاولتي اغتيال فاشلتين نسبتا الى القاعدة وتخلى عن منصب قيادة الجيش منذ نهاية العام 2007. وقال "اعتبر نفسي محظوظا، نابوليون كان يقول انه اضافة الى كل الكفاءات المطلوبة على الزعيم ايضا ان يكون محظوظا لينجح، لذلك علي ان انجح".

مصرع 460 مسلحاً و22 جندياً في مواجهات

تعهدت باكستان الجمعة، باجتثاث المليشيات المتشددة من مناطق القبائل النائية حيث أوقع القتال الجاري منذ عشرة أيام، بين تلك العناصر والقوات الحكومية، 460 قتيلاً في صفوف المسلحين. ولقي 22 جندياً باكستانياً مصرعهم خلال المواجهات، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وقال وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، إن تقارير للاستخبارات المحلية كشفت عن تواجد قرابة ثلاثة آلاف من تلك العناصر في منطقة "باجور" شمال غربي باكستان المتاخمة للحدود الأفغانية. وأوضح مالك أن تلك العناصر تضم مسلحين باكستانيين ومن طالبان الأفغانية، إلى جانب جنسيات أخرى من آسيا الوسطى.

وذكر وزير الداخلية الباكستاني خلال مؤتمر صحفي الجمعة، إن المروحيات القتالية تدك مواقع المليشيات المسلحة منذ اندلاع المواجهات في السادس من أغسطس/آب الجاري. وتعهد المسؤول الباكستاني باجتثاث تلك العناصر نهائياً من المنطقة.

وقال حاكم الإقليم، عويس أحمد، إن المواجهات أدت لنزوح قرابة 219 ألف شخص من المنطقة. وشن الجيش الباكستاني، في أواخر يونيو/حزيران، حملة عسكرية واسعة، هي الأضخم ضد المليشيات المسلحة المنتشرة في مناطق القبائل النائية، منذ تولي الحكومة المدنية السلطة في مارس/آذار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
استقالة جنرال...!!!!
المراقب -

برويز مشرف بشهادة الامريكان كان الرجل المناسب في الوقت المناسب بمعنى انقلابه على نواز شريف الرئيس السابق سنة 1998 واعتلائه سدة الحكم وتزامن مهاجمة امريكا للقاعدة وحكومة طالبان في افغانستان وحاجتهم لرجل يمتلك الحنكه والخبرة العسكرية ليقوم بسد الثغره الحدودية ولضمان عدم هروب عناصر القاعدة وطالبان بالاضافة الى قطع خطوط الامداد المتوقعه من باكستان،فكان الجنرال برويز مشرف هو افضل وأكفأ رجل للامريكان ليأمن الحدود مع افغانستان ويحارب التطرف ويطارد المتشددين والارهابيين في بلده وقطع خط الامداد المتوقع لطالبان والقاعدة من باكستان فكان افضل من وجد في ذلك الوقت،والامريكان يشهدون ويمتنون له بذلك....!!!!!!

غير مأسوف عليه
عبد البا سط البيك -

حصحص الحق و سقط رجل أمريكا في باكستان كما هو متوقع . الجنرال مشرف منذ يوم وصوله الى سدة الحكم عنوة و هو يخدم المصالح الأمريكية بدون خجل .و قد نال الثناء من واشنطن حتى ساعته الأخيرة قبيل قرار الإستقالة . أمثال هذا الصنف من الحكام المفروضين من الخارج يسقطهم ضغوط الداخل من القوى السياسية المدعومة من طرف الشعب . زعم أنصار الجنرال أنه يتوفر على صاروخ يمكنه أن يصيب به معارضيه و أن يوقف مسطره عزله عن طريق حل البرلمان , و حاول إستمالة القادة العسكريين ليقفوا الى جانبه ضد خصومه , لكن العسكر لم يجدوا أي مصلحة لهم في الوقوف معه ضد الأغلبية الساحقة المعارضة لوجوده , فقرر الرحيل من تلقاء نفسه حتى لا تتطور أموره الى الأسوء . بقي في المنطقة رجل آخر عليه أن يعد حقائبه للرحيل أيضا و الإبتعاد عن السياسة ...إنه كرازي الذي ثبته الأمريكان عنوة على الكرسي في أفغانستان جارة باكستان. هل سنشهد هزيمة للسياسات الأمريكية و فشلها في المنطقة وخاصة إذا أضفنا الى تلك الدولتين إيران المتحدية لما تريده واشنطن ..؟

الحاكمين الجدد تم
كركوك أوغلوا -

أدانتهم بالفساد(زرداري وشريف) وحتى بتهمة القتل السياسي ضد خصومهم وخاصة عاصف زرداني الذي تم سجنه لسنوات قبل أصدار العفو عنه ؟؟!!..حاميها حراميها , كما هو الحال بين ....العرب ......جينات موروثة من السلف الصالح ؟؟!!..

خطوة من شجاع
محمود -

والله هذه شجاعة حقيقية من برويز مشرف لنتخيل لو ان كل رئيس يُرفض شعبيا في عالمنا العربي يستقيل ستغدو بلادنا بعيدة كل البعد عن القمع والديكتاتورية لنتخيل ان يستقيل مجرمين كبشار او القذافي! لكن اذا كان مشرف شجاع بخطوتة فهؤلاء جبناء ببقائهم مفروضين على البشر في السلطة

سقوط طاغية
الشوكاني -

أولا, نبارك و نهنىء الشعب الباكستاني الأبي بهذا الإنجاز العظيم..إنّ مصير العملاء و الطغاة هو الإذلال و مزبلة التاريخ..إنّه قانون العدل و العدالة, وإنْ طال بهم الزمان و استدرج..دكتاتور دمر و أحرق وأفقر و شرد وقتل و استأسد و أذاق الناس أبشع صور الإجرام لعيون أمريكا..وتمت المهمة.. وكأي عميل لا يصْدُقُ أمته وشعبه العهدَ و الميثاق الذي قطعه على نفسه معهم ولهم..ويرى الطاغية أنه فعل ذلك لمصلحة باكستان!!! عسى تتبعه البقية الباقية..وألف مبروك للشعب الباكستاني..

مبروك للرئيس والشعب
الکردستانية -

نهاية أمينة ومشرفة کأسمه وبدون عنف او حرب علی حساب الشعب الپاکستاني المسکين وقد جنب بهذا بلده عن کل احتمالات المآسي والقتل . والله کبر بعيون أعدائه قبل اصدقائه، وياريت کان صدام ايضا قد فعلها وجنبا کل هذه الحروب والمآسي وسمع نصيحة امير الامارات ولکن الآن ما الفائدة بعد ان خسرنا حتی أنفسنا وحياتنا ومصائبنا لاتکاد تنتهي ،نخرج من احدها لندخل في اخری اتعس منها وبصيص الامل مازال بعيدا.

مبروك للمنطق
عراقية -

حکيم وجنب نفسه وبلاده قتل ودماء، ياريت عملها صدام کان ما صار اللي دا يصير