القوات الروسية بدأت في الانسحاب من جورجيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غوري-موسكو: اعلن الجنرال اناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الاركان الروسية ان القوات الروسية بدأت الاثنين في الانسحاب من جورجيا بموجب اتفاق السلام. وصرح نوغوفيتسين مباشرة عبر التلفزيون الرسمي "اليوم ووفقا للخطة، بدأ انسحاب قوات حفظ السلام الروسية". من جهة اخرى اتهم الجنرال نوغوفيتسين القوات الجورجية بالسعي الى اعادة تشكيل قدراتها وبانها "مستعدة للقيام باستفزازات ضد اهداف عسكرية ومدنية".
واشار صحافيو وكالة فرانس برس من عدة نقاط في الاراضي الجورجية لا سيما قرب مدينة غوري وقاعدة سيناكي العسكرية غربا الى وجود العديد من الوحدات الروسية بدون وجود اي مؤشر على انسحابها. هذا وحذر ديمتري مدفيديف كل الذين يظنون بانهم "يستطيعون قتل (مواطنين روس) من دون عقاب"، من "رد صاعق" وذلك في خطاب القاه في كورسك (غرب) بمناسبة ذكرى معركة مهمة وقعت خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال مدفيديف الذي اوردت وكالات الانباء الروسية تصريحاته "اذا ظن احدهم انه قادر على قتل مدنيينا وجنودنا وضباطنا الذين يخدمون في قوات حفظ السلام من دون عقاب، فهو مخطىء وهذا امر لن نسمح به ابدا". ونقلت وكالة انترفاكس عن الرئيس الروسي قوله "كل من يحاول القيام بذلك سيلقى ردا صاعقا". واضاف "لا نريد ان نفاقم الوضع الدولي لكننا نريد ان تحترم دولتنا وامتنا وقيمنا".
وما زال العالم ينتظر الاثنين انسحاب القوات الروسية من جورجيا كما وعد الكرملين بعد الاستياء الذي اعرب عنه الغربيون حتى ان فرنسا هددت بعقد قمة اوروبية استثنائية. وما زال الجنود الروس يسيطرون الاثنين على الطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة غوري الجورجية على بعد ستين كلم غرب العاصمة تبيليسي . ومنع جنديان روسيان امام حاجز يبعد كيلومترين عن غوري الصحافيين من مواصلة طريقهم الى تلك المدينة الجورجية الاقرب الى اراضي اوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تبعدها عشرين كلم. لكن سمح لقافلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر، متكونة من اربع سيارات، بالمرور في ذلك الحاجز.
وفي معبر زرماغ (شمال) على الجانب الروسي من سلسلة جبال القوقاز والتي تسيطر على المرور بين روسيا واوسيتيا الجنوبية لوحظ شاحنات عسكرية واخرى للمساعدات الانسانية تسير في اتجاهي الطريق صباح الاثنين لكن القوات الروسية لا تبدو بصدد القيام بانسحاب كبير. وكانت عشر شاحنات تابعة لوزارة الحالات الطارئة الروسية قيل انها تنقل مساعدة انسانية لكنها مغطاة، تتجه الى اوسيتيا الجنوبية.
وتنتظر نحو عشرين حافلة اخرى عبور الحدود في تلك المنطقة الجبلية من القوقاز وكذلك سبع شاحنات عسكرية يبدو انها محملة بالواح من الخشب وغيرها من المواد. وفي تبيليسي دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الاحد لاول مرة الى مفاوضات مع روسيا.
لكنه حذر من "اننا نطالب بانسحاب قوات الاحتلال (الروسية) دون تاخير وبعد ذلك نبدأ التفكير والتفاوض على الطريقة التي من شانها ان تجنبنا طلاقا نهائيا بين بلدينا". وشدد ساكاشفيلي على ان "جورجيا لن تستسلم ابدا ولن تتخلى ابدا عن اي شبر من اراضيها". من جانبهم كثف حلفاء الرئيس الجورجي الغربيون ضغطهم على موسكو لتسحب قواتها سريعا من الاراضي الجورجية.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، الى انسحاب "دون تاخير كل القوات الروسية" التي توغلت في جورجيا في السابع من اب/اغسطس مؤكدا في مقالة نشرتها الاثنين صحيفة لو فيغارو، ان ذلك "غير قابل للتفاوض".
وحذر روسيا من انه "اذا لم يطبق هذا البند من الاتفاق بسرعة وبشكل كامل فانني ساضطر الى الدعوة لعقد قمة اوروبية طارئة لتقرير النتائج الواجب استخلاصها". ووعد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الاحد ساركوزي بان "انسحاب القوات الروسية التي ارسلت لتعزيز قوات حفظ السلام اثر الاعتداء الجورجي على اوسيتيا الجنوبية" سيبدا الاثنين.
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل جددت، خلال زيارة الاحد الى تبيليسي، دعوتها الى انسحاب القوات الروسية. كذلك شددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من حدة لهجتها معربة عن الامل في ان "يفي الكرملين هذه المرة بوعده" ويسحب قواته الاثنين. واقال رئيس جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية ادوارد كوكويتي مساء الاحد حكومته واعلن حالة الطوارئ في تلك المنطقة المتمردية آخذا على الحكومة بالخصوص بطء توزيع المساعدة الانسانية على السكان.
من جانب اخر، تثير المشاريع العسكرية على المدى البعيد في روسيا وجورجيا توترات جديدة حيث ان موسكو تنوي ان تنشر في الجمهورية السوفياتية سابقا جنود حفظ السلام لم يحدد عددهم مثيرة قلق القادة الجورجيين الذين يرون في ذلك مؤشرا على "احتلال" على طويل المدى في اراضيهم.
وافادت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها من الانترنت ان روسيا نشرت العديد من منصات اطلاق صواريخ تكتيكية من طراز اس.اس21 في اوسيتيا الجنوبية موجهة الى العاصمة الجورجية تبيليسي. من جهته اعلن ممثل روسيا لدى حلف شمال الاطلسي دميتري روغوزين الاثنين ان موسكو ستعيد النظر في علاقاتها مع الحلف الاطلسي اثر تصريحات "غير مقبولة تماما" ادلى بها مسؤولون في الحلف حول دور روسيا في النزاع مع جورجيا. وتحدث ناطق باسم الامم المتحدة عن تعطل المشاورات التي كانت متوقعة في مجلس الامن الدولي حول مشروع تعديل وضع اوسيتيا الجنوبية وابخازيا (المنطقة الانفصالية الاخرى في جورجيا والموالية لروسيا).
ساركوزي يتحدث عن دروس مستفادة من أزمة القوقاز
من جانبه أشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى "درسين" يستفاد منهما من أزمة القوقاز، أولهما يتعلق بدور الاتحاد الأوروبي في حل الصراع والثاني بمعاهدة ليشبونة المتعلقة بإصلاح المؤسسات الأوروبية وضرورة أن تدخل حيز التنفيذ.
وكتب ساركوزي "يمكننا الاستفادة من درس من هذه الأزمة هو أن الاتحاد الأوروبي كان حاضرا، وكانت أوروبا في الخطوط الأمامية منذ بدء الأعمال العدائية من أجل حل هذا الصراع الجديد على الأرض الأوروبية، والثالث منذ انهيار جدار برلين"، مشيرا إلى حرب يوغسلافيا السابقة في التسعينيات من القرن الماضي وحرب كوسوفو في أواخر التسعينيات.
وأوضح ساركوزي في مقال نشرته صحيفة (لوفيغارو) أن الاتحاد الأوروبي، عبر فرنسا، هو من فتح فضاء للدبلوماسية من خلال اقتراح "شروط منطقية" لوقف إطلاق النار وبشكل سريع، وقال "هذا لأن أوروبا ورغم بعض الاختلافات في اللهجة لم تغلق نفسها في إطار الإدانة، وفضلت العمل والتفاوض على الاكتفاء بالتنديد". وأضاف "نجحت أوروبا بإقامة ميزان قوى أساسي مع روسيا"، وذكر أن "روسيا أصغت للاتحاد الأوروبي". واعتبر الرئيس الفرنسي أنه "عندما يحترق البيت فإن الأولوية هي إطفاء الحريق، وأن أوروبا أثبتت أنها بإمكانها القيام بأمور كثيرة عندما تحركها إرادة سياسية قوية"، وفق تعبير ساركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا.
ومن ناحية ثانية تحدث ساركوزي الذي لعب دورا في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين جورجيا وروسيا، عن درس ثان من أزمة القوقاز، وقال "لو كانت معاهدة ليشبونة في حيز التطبيق لكان لدى الاتحاد الأوروبي المؤسسات التي يحتاجها لمواجهة أزمة دولية، أي رئاسة ثابتة للمجلس الأوروبي تتصرف بالتشاور الوثيق مع رؤوسا الدول والحكومات المعنيين من بين الأعضاء في الاتحاد، وممثل أعلى يملك الخدمات الدبلوماسية الأوروبية والوسائل المالية الكافية لضمان تنفيذ القرارات المتخذة"، وفق تعبيره.
وختم ساركوزي مقاله بالقول إنه يبقى مقتنعا بأن مهمة أوروبا هي حماية الأوروبيين، وقال "هذا ما قمنا به من خلال استخدام كل السبل للحد من صراع كادت نتائجه أن تكون كارثية إن بدا وكأنه ينبئ بحرب بادرة جديدة"، على حد وصف ساركوزي الذي طالب روسيا بسحب قواتها من جورجيا فورا وقال إن هذه المسألة غير قابلة للتفاوض، منوها بأنه سيدعو إلى مجلس أوروبي استثنائي للبحث في العبر التي يمكن استخلاصها من هذا الأمر.
كما أعلنت الخارجية الفرنسية أنها تستضيف بعد ظهر اليوم الاثنين "اجتماع عمل" لدراسة الاحتمالات الممكنة لمساهمة الاتحاد الأوروبي بشكل ملموس بحل سلمي دائم للصراعات في جورجيا. وأكدت أنها تبقى "حذرة" إزاء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وخاصة لجهة انسحاب القوات الروسية، المفترض أن يبدأ منتصف النهار .
وقالت الخارجية الفرنسية "بعد اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي، إن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية تعملان مع الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي على إعداد "مقترحات من أجل مساهمة ملموسة للاتحاد الأوروبي لصالح حل سلمي ودائم للصراعات في جورجيا"، وأضافت "بطلب من الوزير برنار كوشنير سيعقد بعد ظهر اليوم في مقر الخارجية اجتماع عمل بحضور ممثلي هاتين المؤسستين (المفوضية والمجلس) من أجل دراسة الخيارات الممكنة"، لهذه المساهمة.
ومن ناحية ثانية أوضحت الخارجية على لسان المتحدث المساعد فريديريك ديزانيو أن الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري ميدفيف اتفقا على نشر مراقبين دوليين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأسرع وقت، وقالت "نتمنى أن تتخذ الدول الأعضاء قرارا بعد ظهر اليوم خلال اجتماع المجلس الدائم ليتم رفع عدد المراقبين المنتشرين على الأرض في جورجيا إلى مئة مراقب"، ونوهت بأن ساركوزي وميدفيدف اتفقا على الاتصال بعضهما يوميا بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكر المتحدث الفرنسي أن وزير الخارجية كوشنير سيشارك في اجتماع حلف شمال الأطلسي غدا الثلاثاء في بروكسل لبحث الوضع في جورجيا، مؤكدا أن فرنسا "تبقى في حالة تعبئة وعلى كافة المستويات وفي كافة الهيئات المختصة"، من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جورجيا. وشددت على ضرورة انسحاب القوات الروسية فورا، منوهة بأن ساركوزي حذر نظيره الروسي من عواقب عدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأكدت أن فرنسا تبقى "حذرة" إزاء "احترام الالتزامات التي نص عليها الاتفاق وخاصة انسحاب القوات الروسية، وحرية وصول المنظمات الإنسانية إلى المدنيين".
وأشارت الخارجية إلى مواصلة المشاورات في مجلس الأمن حول تبني "قرار يساهم بتعزيز استقرار الوضع في جورجيا"، وقالت إن "المشاورات حول النص الذي اقترحته فرنسا تستأنف اليوم"، ودعت باريس "كل أعضاء مجلس الأمن إلى تبني هذا النص دون تأخير"، على حد تعبيرها في إطار استعراض الجهود التي تقوم بها الدبلوماسية الفرنسية من أجل حل أزمة القوقاز، حيث كانت باريس اقترحت مسودة قرار من مجلس الأمن يتضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته روسيا وجورجيا.
التعليقات
ما من مجير
عبد الرحمن الرفاعي -مضى على الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية نصف قرن ولا من يجير والغريب ان العلم وقف موحدا مع الضالم وكذالك فعلوا بالعراق وشعب العراق يستغيث من الويلات والدمار بينما حذث بسيط في القوقاز قامة الدنيا ولم تقعد .....اين انتم مما يجري حولكم نحن الشعب المقهور نناشدكم ان تاخذوا العبر من غيركم وتعملوا جاهيدين من نير الاحتلال والضلم والشكر كل الشكر لا يلاف