اجتماع طارئ لمجلس الأمن وروسيا تتهم الناتو بالتحيز

نيويورك: يعقد مجلس الأمن الدولي حاليا اجتماعا طارئا بشان النزاع بين روسيا وجورجيا، ويناقش المجلس مشروع قرار يطالب بوقف فوري للقتال وعودة القوات الروسية والجورجية إلى مواقعها قبل نشوب المعارك.

وتقود فرنسا جهودا دبلوماسية مكثفة ليتبنى المجلس خطتها المكونة من ست نقاط لنزع فتيل الأزمة، ويؤكد مشروع القرار على ضرورة احترام سيادة جورجيا والتعاون مع قوات حفظ السلام وعمال الإغاثة.

من جهتها ردت روسيا بغضب على موقف حلف شمال الأطلسي(ناتو ) من أزمتها مع جورجيا ورفضت بشدة تحذيرات الاجتماع الطارئ للحلف من تأثر الأزمة على علاقات الحلف مع موسكو. واتهم وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف الحلف بالتحيز وعدم الموضوعية وقال إن الناتو" يحاول انقاذ نظام تبليسي الاجرامي وتصوير المعتدي على أنه الضحية ". وأكد لافروف ان بلاده لاتحتل جورجيا وليس لديها خطط لضم إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي.

وكان البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ في بروكسل لوزراء خارجية الحلف قد أكد أن اعضاء الحلف لن يستطيعوا الاستمرار في علاقتهم الاعتيادية مع موسكو قبل أن تسحب بالكامل قواتها من جورجيا.

وقال البيان إن أعضاء الحلف "يبحثون بجدية" عواقب ممارسات روسيا داخل جورجيا وان الاتصالات المنتظمة ستصبح مستحيلة حتى تنسحب قواتها بالكامل. واستبعد الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر عقد اجتماعات لمجلس الشراكة بين الحلف وروسيا في ظل الظروف الحالية.

وأكد دي هوب شيفر أيضا ان الناتو قرر تشكيل لجنة لبحث تقوية العلاقات مع جورجيا لكنه رفض تحديد جدول زمني لضم جورجيا إلى الحلف.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن الوقت قد حان لتلتزم روسيا بوعدها وتسحب قواتها إلى مواقعها قبل اندلاع الأزمة.

وقالت رايس لبي بي سي إن اجتماع الناتو وجه رسالة قوية إلى روسيا مفادها أنها لن تتمكن من الإضرار بالدولة أو العملية الديمقراطية في جورجيا برغم " استخدام القوة ضد دولة صغيرة مجاورة وإظهار قدرتكم على قصف مرافئ مدنية وبث الرعب في صفوف المدنيين، وأظهرتم قدرتكم على سكك حديدية أو طريق سريع"

وفي الوقت ذاته افادت الانباء الواردة من مدينة جورى الجورجية بان القوات الروسية شوهدت و هى تغادر المدينة. ويقول مراسلو بي بي سي في الميدان إن المدفعية الروسية مازالت تحتفظ بمواقعها وإن هناك نقاطا للتفتيش تابعة للجيش الروسي قرب العاصمة الجورجية تبليسي.

وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد اكد لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في اتصال هاتفي إن القوات الروسية ستستكمل الانسحاب من جورجيا بحلول الخميس المقبل.

وتفيد تصريحات قادة الجيش الروسي بأن قواته ستتراجع إلى منطقية أمنية عازلة محيطة بأوسيتيا الجنوبية.

من جانبه قال الجنرال اناتولي نوجوفيتسين نائب رئيس الأركان العامة الروسية ان جورجيا لم تسحب قواتها إلى مواقعها السابقة حسب اتفاق التسوية.

واضاف ان القوات الجورجية بدأت في تجميع صفوفها من جديد، وانه لا يستبعد قيامها بما وصفه "اعمالا استفزازية" ضد المدنيين والعسكريين الروس في اوسيتيا الجنوبية.

لندن تتهم روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها

اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند روسيا "بعدم الوفاء بالتزاماتها" بسحب قواتها من جورجيا.

وقال خلال مؤتمر صحافي "نرى ان روسيا لم تف بالتزاماتها"، معتبرا ان الموعد المحدد لسحب القوات كان "ظهر الاثنين".

واضاف اثر محادثات مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي "هذا ليس تصرفا جديا ازاء جورجيا وكذلك بالنسبة لسمعة روسيا في العالم".