ساركوزي يدعو الجنود الفرنسيين بكابول للنهوض مجددا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول: دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صباح الأربعاء في كابول، الجنود الفرنسيين إلى "النهوض مجددا" لمواصلة عملهم في مكافحة الإرهاب بعد مقتل عشرة من رفاقهم اثر هجوم لطالبان كان الاعنف ضد القوات الدولية في افغانستان. ويرافق ساركوزي وزيرا الخارجية برنار كوشنير والدفاع ايرفيه موران.
ووصل ساركوزي الى مطار كابول عند الساعة 8,00 (3,30 ت غ)، وتوجه على الفور بالمروحية الى معسكر ويرهاوس، مقر القيادة الاقليمية للقوة الدولية المساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي في كابول.
وقال ساركوزي في كلمة في المعسكر الذي يقع في ضواحي كابول امام العسكريين الفرنسيين المجتمعين ان "افضل طريقة للوفاء لرفاقكم هي مواصلة العمل والنهوض مجددا والعمل كمهنيين". واضاف "اردت ان اقول لكم ان العمل الذي تقومون به هنا لا غنى عنه (...) لماذا نحن موجودون هنا؟ لان جزءا من حرية العالم يصنع هنا وهنا نخوض المعركة ضد الارهاب".
وتابع الرئيس الفرنسي "لا شك لدي في ضرورة وجودنا هنا. انا ايضا كنت تحت الصدمة (...) لكنني اقول لكم بضمير انه اذا كان الامر يتطلب تكرارا فساكرره. لا اتحدث عن الدورية وتسلسل الوقائع بل عن الخيار الذي دفعني الى تأكيد خيار المسؤولين السابقين ارسال الجيش الفرنسي" الى افغانستان. وقرر ساركوزي في نيسان/ابريل تعزيز الوحدات الفرنسية في افغانستان. وبعد استعراض وحدة من القوة الفرنسية المنتشرة في افغانستان، وقف الرئيس والوزيران الفرنسيون امام نعوش الجنود في مذبح صغير اقيم على عجل في المعسكر.
وتحادث ساركوزي مع عسكريين من فوج المظليين الثامن التابع لسلاح مدفعية البحرية الذين رووا له تفاصيل الكمين الذي تعرض له الجنود الفرنسيون والمعارك ضد طالبان في وادي اوزبين في منطقة ساروبي على بعد خمسين كيلومترا شرق كابول. وكان حوالى مئة متمرد اسلامي كمنوا لوحدة استطلاع سيرا على الاقدام واطلقوا عليها النار بكثافة ما تسبب بمقتل تسعة جنود فرنسيين. وتدخلت على الاثر قوة للتدخل السريع بدعم جوي كثيف لانقاذ القوة من الكمين. وقتل حوالى ثلاثين متمردا في المعارك، بحسب وزير الدفاع الفرنسي.
وقتل جندي فرنسي عاشر في المنطقة الثلاثاء لدى انقلاب آليته المدرعة. وهو الهجوم الاعنف الذي يتعرض له الجيش الفرنسي منذ الاعتداء على مبنى دراكار في بيروت عام 1983 الذي اوقع 58 قتيلا. وتوجه ساركوزي الى مستشفى المعسكر بعد ذلك حيث زار عشرة من الجنود الجرحى ال21. وبعد محادثات مع الجنرال ميشال ستولستينر القائد الفرنسي للقوات الدولية في منطقة كابول، التقى الرئيس الفرنسي نظيره الافغاني حميد كرزاي في القصر الرئاسي. وسيعود ساركوزي بعد ذلك الى فرنسا بينما ستقوم طائرة اخرى باعادة جثث القتلى وبعض الجرحى الفرنسيين. وستقام مراسم جنائزية في مبنى الانفاليد في باريس الخميس.
وفي باريس اتفقت الصحف الفرنسية على ان "الوقت ليس للجدل"، لكنها طرحت تساؤلات. وكتبت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية تحت عنوان "فرنسا في الفخ الافغاني" ان "هؤلاء القتلى جاؤوا لتذكير الجميع في فرنسا اليوم بان بلدنا يخوض حربا في افغانستان وبان الحرب تقتل".
اما صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية، فقد عنونت "الامتحان". وكتبت "كيف يمكن كسب حرب لا يمكن كسبها عسكريا؟"، مؤكدة ان الحرب في افغانستان "شرعية خلافا للحرب العراقية لانها تهدف الى التصدي لهجوم قاتل في قلب الولايات المتحدة بتدمير قواعده الخلفية".
ورأت صحيفة "لاكروا" الكاثوليكية ايضا ان هذه الحرب "شرعية" مؤكدة ضرورة "مواصلة عمل اعادة الاعمار وتأهيل الكوادر (الادارة والجيش والشرطة) التي يمكن ان تتولى المسؤولية".
من جهتها، تساءلت صحيفة "لوفيغارو" اليمينية "اذا كانت الاهداف صحيحة فهل التكتيك المتبع لتحقيقها سليم؟". وذكرت صحف عدة بان ساركوزي قال خلال حملة الانتخابات الرئاسية "ليس قدرنا البقاء في افغانستان".
وينتشر حوالى ثلاثة الاف جندي فرنسي حاليا في افغانستان ضمن ايساف لا سيما في كابول وولاية كابيسا شمال شرق العاصمة. وقبل هجوم الاثنين، كان عدد العسكريين الفرنسيين الذين قتلوا في افغانستان منذ العام 2001 في حوادث او عمليات او اعتداءات يبلغ 13، آخرهم جندي فرنسي قتل في 21 ايلول/سبتمبر 2007 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في كابول.
وقتل حوالى 176 جنديا اجنبيا غالبيتهم من الاميركيين في افغانستان منذ مطلع السنة، بحسب حصيلة استنادا الى بيانات عسكرية. وتشن طالبان حركة تمرد منذ ان اطاح بها من السلطة تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة نهاية عام 2001. وتصاعدت حدة اعمال العنف منذ حوالى سنتين رغم انتشار سبعين الف جندي من قوة ايساف وقوات التحالف على الاراضي الافغانية.