أخبار

حلف دمشق - موسكو: هل تعود الحرب الباردة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: طغت حادثة تحطم الطائرة الاسبانية على عناوين الصحافة البريطانية الصادرة في لندن صباح الخميس، الا ان قضايا شرق اوسطية عديدة ومواضيع تعنى بطريقة او بأخرى بالشرق الاوسط لم تغب كذلك عن الصحف. وتطرقت الصحف الى زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى العاصمة الروسية موسكو حيث اعلن ان "بلاده مستعدة للتعاون مع روسيا في أي برنامج امني يضمن سلامتها".

ودفع هذا التصريح صحيفة التايمز الى اختيار العنوان التالي: "مخاوف من حرب باردة في الشرق الاوسط بينما توثق سوريا علاقتها بروسيا". يذكر ان الاسد سيناقش خلال زيارته امكانية نشر صواريخ روسية على اراضي بلاده، بالاضافة الى اعلام المسؤولين الروس برغبة دمشق بشراء الاسلحة من دولتهم.

بالاضافة الى ذلك، تقول الصحيفة ان موسكو تستعد لاعادة احياء الاستراتيجية التي اعتمدتها خلال الحرب الباردة، من خلال اعادة العمل بالقاعدة البحرية لها في ميناء طرطوس على الساحل السوري. وتشير الصحيفة الى ان منطقة الشرق الاوسط اصبحت على شفير حرب باردة بين القطبين الامريكي والروسي، وبخاصة بعدما دعمت الولايات المتحدة واسرائيل جورجيا في النزاع الدائر بالقوقاز، ردت روسيا بدعم سوريا في منطقة الشرق الاوسط، الامر الذي يثير القلق في اسرائيل حسبما تفيد التايمز.

وتطرقت صحيفة الفاينانشيال تايمز الى الموضوع نفسه، واضعة اياه تحت عنوان سعي سوريا الى عقد صفقة اسلحة جديدة مع روسيا. الا ان الفاينانشيال تايمز تشير الى ان المحللين يقولون ان "روسيا قد تتردد كثيرا قبل ان تزعج اسرائيل، وبخاصة بعدما امتنعت تل ابيب عن اتمام صفقة دبابات مع جورجيا منذ اشهر نزولا عند طلب موسكو".

وفاة بنيامين جيبلي

واستكمالا للموضوع الاسرائيلي ولكن في سياق منفصل كتبت مراسلة صحيفة الديلي تلجراف كارولين ويلر من القدس سيرة رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي السابق بنيامين جيبلي الذي توفي يوم الاربعاء عن عمر يناهز الـ89 عاما. وتتطرق ويلر للدور الذي لعبه جيبلي خلال ازمة السويس في خمسينيات القرن الماضي حيث قررت اسرائيل تنفيذ سلسلة من التفجيرات على قناة السويس لدفع الجيش البريطاني على البقاء في المنطقة على الرغم من سياسة التأميم التي اعتمدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر حينها.

وتقول ويلر ان جيبلي هو الذي اعطى امر تنفيذ التفجيرات التي كانت في نهاية المطاف فاشلة ما ادى الى قبض السلطات المصرية على المخططين لها ومنفذيها الاربعة فاعدم اثنان، وقتل واحد خلال التحقيق بينما قيل ان رابعهم انتحر. وادت هذه العملية الفاشلة الى استقالة جيبلي من الاستخبارات، لكنه لم يستقل من الخدمة في الجيش وتولي مناصب عسكرية عدة في اسرائيل والخارج.

هجوم اوباما

على صعيد آخر، في صحيفة الاندبندنت، وبالاضافة الى النزاع الجورجي الروسي وما يتبعه، وحادثة الطائرة الاسبانية، احتلت الانتخابات الامريكية حيزا من الاخبار العالمية. وقالت الاندبندنت ان "اوباما عاد ليهاجم بعد تقدم ماكين عليه في استطلاعات الرأي".

واشارت الصحيفة الى ان اوباما بدأ حملة هجومية على خصمه وبخاصة بعدما افاد استطلاع للرأي اجري مؤخرا بأن ماكين يتقدم على خصمه الديمقراطي بخمسة نقاط ويشير الى ان الناخبين يعتقدون ان ماكين سوف يحسن ادارة البلاد بشكل افضل مما قد يفعله اوباما.

وفي التقرير الذي حرره ليونارد دويل للاندبندنت يتطرق الصحفي الى الاستراتيجية التي سيعتمدها اوباما في مواجهة ماكين وبخاصة في الولايات التي يعتقد ان فيها الكثير من الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم لاي جهة سيصوتون. ويقول الصحفي ان الطريقة التي بدأ اوباما باعتمادها هي هجومية جدا من خلال الحملات الدعائية التي برمجتها حملته وبخاصة عبر التلفزيون في الساعات الاكثر مشاهدة.

اقتصاد

وفي سياق آخر، تطرقت الفاينانشيال تايمز الى موضوعين اقتصاديين شرق اوسطيين. ففي الاول والذي يتعلق بنفط العراق، كتبت كارولا هويوس ورلى خلف واد كروكس تقريرا مشتركا تحت عنوان "الانقسامات السياسية تبطئ تحسن العراق في مجال النفط". ويشير التقرير الى ان الخلافات السياسية هي التي تمنع العراق من استعادة قدرته الانتاجية النفطية. ويشير التقرير الى ان هذه الخلافات قد تعيق توقيع عقود جديدة قصيرة الامد مع شركات نفط عالمية مهتمة بالاستثمار في العراق.

اما الخبر الاقتصادي الثاني المتعلق بالشرق الاوسط والذي اوردته الفاينانشيال تايمز، فيتعلق بالسعودية التي فتحت سوق الاسهم لديها للاجانب ولكن بطريقة غير مباشرة. ويقول مراسل الصحيفة اندرو انجلاند الموجود في ابو ظبي ان الرياض سمحت لاجانب بدخول سوق الاسهم من خلال اشخاص محليين تسمح لهم المملكة بالقيام بهذه المهمة. من جهة اخرى، تطرقت بعض الصحف البريطانية الى تقرير حول الارهاب اصدرته الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5).

"الارهاب" في بريطانيا

وقالت صحيفة الديلي تلجراف ان التقرير يظهر ان "الارهابيين ليسوا اشخاصا مكبوتين كما ليسوا من الذين يعزلون انفسهم في الصلاة، بل انهم غالبا ما يكونون متزوجين ولديهم اولاد". يذكر ان المعلومات التي توفرت عن التقرير حتى مساء الاربعاء هي عبارة عن تسريبات تفيد بأن "الارهابيين هم اشخاص يختلفون عن بعضهم البعض، لا يملكون نفس التجربة الاجتماعية، كما لا يسلكون جميعهم نفس الدرب الى القيام بأعمل عنف".

ويفيد التقرير الى ان القليلين فقط حصلوا في منازلهم على تربية دينية متشددة، مضيفا ان "اكثر من نصف الارهابيين الذين شملهم التقرير ولدوا في بريطانيا، في الوقت الذي ينتمي فيه الجزء الآخر الى طالبي اللجوء "الذين يعانون من الاحباط بسبب مرورهم بتجارب شخصية فيها من الكبت والقمع"، ويكمل التقرير بالقول ان "هؤلاء لا يتميزون بالراديكالية لدى طلبهم اللجوء، الا انهم وبعد سكنهم في بريطانيا، يصبحون متشددين".

واخيرا يقلل التقرير من تأثير الائمة الراديكاليين في استقطاب "الارهابيين" كما كان يفعل رجل الدين المتشدد ابو حمزة. وتطرقت صحيفة الجارديان الى الموضوع نفسه، ولكن بالاضافة الى نقلها الخبر بطريقة مشابهة جدا للتي نقلته بها الديلي تلجراف، كتب محرر الشؤون الداخلية آلن ترافيس مقالا تحت عنوان: "صناعة الراديكاليين".

وبعد اطلاع ترافيس على تقرير الاستخبارات، كتب الصحفي مقاله مفسرا في مرحلة اولى "الطرق المؤدية الى الارهاب"، لينتقل بعد ذلك ووفقا لتقرير الاستخبارات الى التأثيرات الراديكالية التي يتعرض لها الفرد الذي يملك استعدادا ليكون ارهابيا. ويختم الكاتب مقاله بما خلص اليه التقرير عن "وجوب محاربة الارهاب من خلال الترويج في اوساط الاسلاميين المتشددين الى انهاء حالة الالتزام بالارهاب التي يعيشها البعض".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف