الحوار اللبناني نحو التأجيل وضبابية حول التعيينات والتضامن الوزاري أمام الإمتحان الصعب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت، وكالات: تنطلق عجلة مجلس الوزراء اليوم في جلسة عصراً في قصر بعبدا هي الأولى وفي إنتظارها جدول أعمال من 148 بندا أبرزها إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وسط إمكان طرح مسألة التعيينات الامنية وفي مقدمها قائد الجيش من خارج جدول الاعمال. إلا أن ابرز ما ستواجهه الحكومة هو ارتفاع المتاريس داخلها من قبل بعض وزراء 8 آذار في وجه رئيسها فؤاد السنيورة خصوصاً، ووضع مسألة التضامن الوزاري أمام الامتحان الصعب. وفي هذا السياق، كشفت مصادر الرئيس سليمان لصحيفة "المستقبل" أنه سيثير مسألة التضامن الحكومي اليوم بعد الحملة التي استهدفت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خصوصاً على خلفية زيارتيه لمصر والعراق.
وأوضحت مصادر وزارية لصحيفة "النهار" ان هذا التطور السلبي على الصعيد الحكومي يقتضي مناقشة صريحة من أول الطريق لأن استمرار السجالات من داخل الحكومة ومن خارجها قد ينعكس بسرعة على المعالجات المطلوبة والملحة لقضايا كبيرة جرت جدولتها وكان يفترض ان يصاحبها مناخ هادئ بالحد الادنى الممكن من التضامن الحكومي توفيرا لعمل حكومي منتج. وتخوفت مصادر متابعة عبر "السفير" الى ان تدفع الخلافات والجدل السياسي والاقتصادي حول زيارات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى الخارج، الى تأجيل انعقاد طاولة الحوار الى ما بعد عودة رئيس الجمهورية من رحلته الى نيويورك في النصف الثاني من ايلول، حيث سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واشارت المصادر الوزارية لـ"النهار" الى ان وزراء من فريق المعارضة سيثيرون داخل الجلسة الملابسات التي أدت الى مقاطعة وزير الطاقة آلان طابوريان زيارة بغداد بعدما كان قد عين في عداد الوفد الوزاري المرافق لرئيس الوزراء. كما سيثيرون موضوع مطالبة نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا بصلاحيات لهذا المنصب. وفي المقابل سيثير وزراء في الغالبية حججا مضادة لهذه الحملة المزدوجة التي يرون انها تنطوي على خلفيات لاستمرار التعطيل والعرقلة وهذه المرة من داخل الحكومة وسيسألون عن مدى التزام الوزراء المعارضين ما ورد في البيان الوزاري من حيث التضامن الوزاري.
وعلى صعيد التعيينات الامنية، اشار رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب لقاء الاربعاء في بعبدا الى ان رئيس الجمهورية "يعرف جميع الضباط ومصلحة الجيش وتاليا فان اقتراحه معوّل عليه أكثر من غيره، لكن هذا لا يمنع من وجود اقتراحات اخرى". واعلن ان ثمة امكاناً كبيراً لحسم هذا الموضوع اليوم وإن لم يكن ذلك فعلى أبعد حد في الجلسة التالية. غير ان المعلومات المتوافرة مساء أمس لـ"النهار" افادت ان الاتصالات ستستمر طوال النهار وحتى موعد انعقاد الجلسة سعيا الى التوصل الى توافق على اسم القائد. وأضافت ان الاتصالات التي اجريت في اليومين الاخيرين من أجل تحقيق اجماع على قائد الجيش، لم تحقق بعد هذه الغاية. ويبدو ان الاتصالات دارت حول اسمي ضابطين عملانيين يبدوان الأوفر حظاً في الاختيار، وفي حال عدم استقرار الرأي على أحدهما فان الحسم سيؤجل الى الجلسة المقبلة.
واعلن بري امس ان مجلس النواب سيعقد جلسة تشريعية عامة في العاشرة قبل ظهر يوم الثلثاء المقبل، وسيشهد العقد الاستثنائي اكثر من جلسة عامة وتشريعية، الاولوية فيها لقانون الانتخاب. وذكرت "السفير" ان على جدول اعمال الجلسة اقتراحي قانونين، احدهما معجل مكرر تقدم به نائبا "كتلة التغيير والاصلاح" غسان مخيبر وإبراهيم كنعان يتعلق بالتقسيمات الادارية التي ترتكز الى اعتماد القضاء دائرة انتخابية وفق قانون العام 1960، والثاني قدمه عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" امين شري حول التقسيمات الانتخابية المتفق عليها في الدوحة والتي تعتمد القضاء مع التقسيمات الجديدة لبيروت.
هذا، وحذر أمس رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري من "محاولات جرّ البلاد الى اشتباكات سياسية وطائفية جديدة والانقلاب على مناخات التهدئة والتوافق التي رافقت اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية". واعتبر ان "الحملة المنظمة التي تتعرض لها رئاسة الحكومة وما يثار من ضجيج اعلامي حول صلاحيات نائب رئيس الحكومة تصب في اطار ابقاء البلاد رهينة التوتر السياسي واستحضار عناوين انتخابية على مشارف الانتخابات المقبلة". ونبّه الى "ان هناك من يعمل على اختراع كباش سياسي واعلامي سني - مسيحي". من جهته، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ان "البعض يطرح صلاحيات نائب رئيس الحكومة لأسباب سياسية ليست موضوعية"، داعياً الى طرح الموضوع "ضمن الاطر الدستورية من دون اثارة نعرات طائفية. واكد في حديث الى "اخبار المستقبل" انه "اذا كانت مسألة صلاحية نائب رئيس الحكومة مطروحة لتصحيح العمل في المؤسسات الدستورية فنحن أول المطالبين بذلك ولكن اذا كانت مطروحة لنكرزة السنيورة فنحن ضدها".
وقد عاد الرئيس السنيورة والوفد الوزاري من زيارة لبغداد أمس استمرت يوماً واحداً التقى خلالها نظيره العراقي نوري المالكي، والنائبين الاول والثاني للرئيس العراقي عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عبد العزيز الحكيم، وبطريرك الكلدان الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي.
مسلسل إلقاء القنابل مستمر في طرابلس
ميدانيا ألقيت قنبلة يدوية قرابة الساعة الواحدة فجراً في منطقة البقار في طرابلس بالقرب من آلية لفوج المجوقل التابع للجيش اللبناني من دون وقوع اصابات. واوقف الجيش احد الاشخاص في المنطقة وتم التحقيق معه حول القاء قنبلة باتجاه جبل محسن. وفي حادث مشابه، القيت قنبلة يدوية بالقرب من مستشفى نشابة في شارع سوريا في طرابلس من دون أن يؤدي ذلك الى اصابات في الأرواح.
التهديدات الاسرائيلية للبنان هدفها الاساءة الى صورته
في سياق آخر اعتبر وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الخميس بان تهديد اسرائيل بضربات للبنان تتخطى استهداف حزب الله هدفه "الاساءة الى صورة" لبنان معتبرا بان الذرائع الاسرائيلية هي مجرد "تخيلات". وقال صلوخ "من قال ان الحكومة شرعت لحزب الله القيام باي عمل" مضيفا "هذه تخيلات اسرائيلية للاساءة الى صورة لبنان داخليا وخارجيا. انه تهويل من الاستخبارات والموساد". وكثفت اسرائيل في اليومين الماضيين تحذيراتها وهددت الاربعاء بمهاجمة البنى التحتية المدنية في حال حصول نزاع جديد مع حزب الله.
ويعتبر القادة الاسرائيليون ان حزب الله سيطر على الحكومة التي يرئسها فؤاد السنيورة عبر حصوله على اصوات وفرت له امكانية التحكم بالقرارات المصيرية التي تتطلب تصويتا. كما يرون ان البيان الوزاري الذي نالت على اساسه الحكومة الثقة يعني رفض نزع سلاح حزب الله واعطاءه الحق باستمرار التحكم عسكريا بجنوب لبنان.
ولفت صلوخ الى استقرار الاوضاع في جنوب لبنان خصوصا جنوب نهر الليطاني "حيث تقوم قوات الطوارىء الدولية بعمل جبار وحيث لم تسجل اي شكوى ضد حزب الله". وقال "لبنان يتمسك بجميع بنود القرار 1701" الذي توقفت بموجبه العمليات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله صيف عام 2006. واضاف "قام لبنان بما هو مطلوب منه فيما تواصل اسرائيل يوميا اعمالها العدائية عبر انتهاكاتها حرمة الاجواء اللبنانية وعدم تسليمها خرائط مواقع القنابل العنقودية والالغام" التي خلفتها وراءها.