أميركا حذرت جورجيا من "مغامرة" الحرب الأخيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، وكالات: قال المبعوث الأميركي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الولايات المتحدة حذرت جورجيا من محاولة إستعادة أوسيتيا الجنوبية بالقوة حتى عشية هجومها في 7 اغسطس الذي ردت عليه روسيا بقوة. وقال السفير كورت فولكر ان روسيا كانت تبحث ذريعة لاستعراض قدراتها العسكرية وارسال قوات الى جورجيا، كما حدث عندما غامرت القوات الجورجية في اوسيتيا الجنوبية.
وبسؤاله عما اذا كانت بلاده ابلغت بنية جورجيا الهجوم على الاقليم المتمرد قال فولكر: "لطالما نصحت الولايات المتحدة جورجيا، منذ مدة، بانه لا يوجد حل عسكري (في اوسيتيا الجنوبية)". وقال المبعوث الاميركي امام المعهد النرويجي للشؤون الدولية: "بما في ذلك اليوم السابق على دخول القوات الجورجية اوسيتيا الجنوبية، قلنا لهم لا تفعلوا ذلك، لا تجروا انفسكم الى صراع مسلح لن يكون في صالحكم".
روسيا تتعهد ببدء سحب قواتها
الى ذلك قالت روسيا انها ستكمل سحب قواتها في جورجيا بنهاية يوم الجمعة لكنها لم تصل الى حد الوعد بتنفيذ الانسحاب الشامل الذي طالب به الغرب قائلة انها سوف تحتفظ ببعض قواتها في قلب جورجيا. ويضيق صبر الدول الغربية على نحو متزايد مع بقاء القوات الروسية داخل جورجيا بعد مضي نحو اسبوع على الهدنة التي انهت حربا نشبت حينما حاولت تفليس استعادة منطقة اوسيتيا الجنوبية المتمردة. وفي واحد من اكثر تصريحات واشنطن شدة حتى الان أعلن البيت الابيض ان روسيا تنتهك التزاماتها بمغادرة الاراضي الجورجية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوردون غوندرو "الانسحاب لا يجري بسرعة كافية اذا كان قد بدأ حقا." واضاف قوله "يجب ان يحدث الانسحاب وان يحدث الان." واضاف قوله انه لا يمكنه ان يتصور أي ظروف يمكن للولايات المتحدة فيها ان تتعاون عسكريا مع موسكو الى ان يحل الوضع في جورجيا.
وفي واشنطن قال البنك الدولي انه سيرسل بعثة الى جورجيا يوم الجمعة لتقييم الاضرار الاقتصادية التي خلفتها المعارك. وقال البنك ايضا انه سينشيء صندوقا للمساعدة في دفع نفقات اعادة اعمار جورجيا.
نشبت الازمة يومي السابع والثامن من اغسطس اب عندما حاولت جورجيا استعادة سيطرتها على اوسيتيا الجنوبية وهي منطقة مؤيدة لموسكو انفصلت عن جورجيا عام 1992. وردت القوات الروسية ودخلت الاراضي الجورجية وتغلبت على الجيش الجورجي في قتال شرس.
ورأى مراسل لرويترز رتلا من دبابات من طراز تي 72 عند الحدود بين روسيا وجورجيا في أول علامة على سحب مدرعات ثقيلة من الاراضي الجورجية لكن في اماكن اخرى بقيت القوات الروسية كما هي. وقالت موسكو انها تفي بالتزامها بالانسحاب وفق اتفاق الهدنة الذي توسط في التوصل اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقال مسؤولون عسكريون روس ان من يسمونهم قوات تعزيز ستعاد الى داخل اوسيتيا الجنوبية بنهاية يوم الجمعة ومن هناك ستسحب الى الاراضي الروسية في غضون عشرة ايام. وفرق المسؤولون بين تلك القوات ومن يصفونهم بانهم قوة حفظ السلام. وقالوا ان هذه القوة ستبقى الى اجل غير مسمى في اوسيتيا الجنوبية وفي منطقة عازلة حولها.
وبهذا ستظل قوات روسية داخل قلب الاراضي الجورجية وقريبة من الطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب الذي يعتمد عليه اقتصادها. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي تدعمه الولايات المتحدة ويريد ان تنضم دولته الصغيرة السوفيتية سابقا الى عضوية حلف شمال الاطلسي انه لن يسمح بهذا. وقال لرويترز في العاصمة تفليس "لن تكون هناك مناطق عازلة. لن نعيش ابدا مع اي مناطق عازلة. لن نسمح ابدا بشيء مثل هذا."
وتقول روسيا انها تحتاج الى الاحتفاظ بقوة في جورجيا لمنع مزيد من اراقة الدماء وحماية اهالي اوسيتيا الجنوبية الذين يحمل معظمهم جوازات سفر روسية من هجمات جورجية. وتقول تفليس ان موسكو تحاول ضم هذه المنطقة اليها. وردت روسيا بقولها انها ستجمد تعاونها العسكري مع لاتفيا واستونيا والنرويج.
ولم يتضح هل سيكون لذلك أثر على جانب منهم من التعاون بين حلف الاطلسي وروسيا وهو الاتفاق الذي تسمح بموجبه موسكو لطائرات بنقل امدادات الى قوات الامن التابعة للحلف في افغانستان من خلال المجال الجوي الروسي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الخميس ان روسيا لا تعتزم اغلاق اي أبواب في علاقاتها مع حلف شمال الاطلسي.
وسئل لافروف ان كانت روسيا سترد على القرار الذي اتخذه الحلف هذا الاسبوع بتجميد الاتصالات معها بسبب تدخلها العسكري في جورجيا فقال "لن نغلق الابواب." واضاف مشيرا الى الرئيس الجورجي ساكاشفيلي "الامر كله يتوقف على اولويات حلف شمال الاطلسي.. ان كانوا يفضلون دعم نظام ساكاشفيلي المفلس على علاقة المشاركة مع روسيا فلن يكون ذلك خطأنا."