أخبار

الإنتخابات الأميركية وحرب المنازل بين أوباما وماكين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: كم هو عدد العقارات التي تملكها يا ترى؟ لربما لم يكن يخطر ببال السناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأميركة المقبلة، بأن رده المتلعثم والمرتبك على مثل هذا السؤال البسيط سيوقعه بإحرج كبير ويفتح عليه أبواب الجحيم حيث يغدو سلاحا يستخدمه ضده خصمه الديمقراطي باراك أوباما.

ففي معرض رده على السؤال المذكور، والذي جاء في سياق لقاء إعلامي معه، يجيب ماكين المرتبك: "أظن... سأدع موظفي يوافونك بالإجابة لاحقا... إنها ملكيات مشتركة حيث... سأدعهم يعودون إليك بإجابات شافية."

الصحف البريطانية الصادرة اليوم أفردت مساحات واسعة لتصريحات ماكين وللسجال الذي أشعلت ناره بينه وبين أوباما وامتدت لتشمل قضايا اقتصادية وسياسية ذات صلة بالموضوع.

"حرب المنازل"

صحيفة التايمز تنشر تحقيقا موسعا ترصد فيه تفاصيل "حرب المنازل" بين ماكين وأوباما الذي لم يسلم هو الآخر من الهجوم بشأن ما اعترى عملية شرائه لمنزله الفخم في شيكاغو بمبلغ مليون دولار أميركي، وما رافق الصفقة تلك من اتهامات بأنها تمت بفضل تسهيلات قدمها له أحد أصدقائه المتهمين بالفساد.

فتحت عنوان "جون ماكين لا يعلم كم هو عدد المنازل التي يملكها"، نقرأ في التايمز تحقيقا لمراسلها في العاصمة الأميركية واشنطن يتناول فيه تفاصيل الاعتراف المحرج الذي أدلى به السناتور الجمهوري ومسارعة أوباما لاقتناص الفرصة ولانقضاض عليه ومهاجمة سياساته الاقتصادية.

إلا أن السجال سرعان ما يتحول بين المرشحين إلى تبادل الاتهامات والهجمات التي ترمي إلى تعرية الطرف الآخر وإظهار مدى بعده عن اهتمامات الإنسان الأميركي العادي الذي بات يترنح تحت وطاة ظروف الاقتصاد الأميركي الذي يمر بأسوأ حالاته منذ سنوات.

وتسارع حملة ماكين بُعيد المقابلة إلى التوضيح أن ماكين وزوجته المليونيرة سيندي، صاحبة مصانع البيرة في أميركا، يملكان على الأقل أربعة منازل في ثلاثة ولايات، وذلك على الرغم من الاعتقاد بأنهما يملكان فعليا سبعة منازل.

هموم الناس

وتلفت الصحيفة الانتباه إلى أن أوباما استغل تصريحات خصمه للتركيز على خلفيته الثرية وبعده عن اهتمامات الناخب الأميركي العادي، وهو الذي طالما هاجم المرشح الديمقراطي بأنه "النخبوي وخريج جامعة هارفارد البعيد عن هموم الناس ومشاغلهم."

وينقل التحقيق عن أوباما قوله: "أظن أنك إن كنت تعتقد بأن كونك غنيا يعني هو أن يكون دخلك خمسة ملايين دولار أميركي وألا تعرف كم منزل لديك، فلن يكون من الغريب أن تعتقد أن الاقتصاد في غاية القوة والرسوخ."

ويضيف سناتور ألينوي الأسود قائلا: "ولكنك إن كنت مثلي، وكان لديك منزل واحد لا غير، فلربما كان لديك تصور آخر مختلف."

هجوم معاكس

إلا أن حملة ماكين تسارع بدورها إلى التقاط تصريحات أوباما، فتستحضر على الفور قضية منزله في شيكاغو الذي كان قد اشتراه بمساعدة مالية قدمها له صديقه أنتون "توني رزقو"، وهو متبرع سابق لحملة السناتور الديمقراطي وكان قد واجه تهما بالفساد في شهر يونيو/حزيران الماضي.

كما تعيد حملة ماكين إلى الأذهان التصريحات المثيرة للجدل التي كان أوباما قد أطلقها في وقت سابق وقال فيها إن الفقراء يلجأون إلى الدين والسلاح بسبب المصاعب الاقتصادية التي يواجهونها.

ومما نقرأ في البيان الذي أصدرته حملة ماكين: "وهل يود حقا رجل بلغ دخله العام الماضي أكثر من أربعة ملايين دولار أميركي وقد عاد لتوه من قضاء إجازة ترفيهية على شاطىء خاص في هاواي واشترى منزله بمليون دولار بمساعدة صديق متهم، هل يود مثل هذا أن يدخل حقا في جدل بشأن المنازل؟"

إلا أن حملة أوباما تسارع بدورها فتطلق إعلانا بعنوان "سبعة" ويسخر من ملكية ماكين لعقارات ومنازل متعددة.

"كبوة" أوباما

أما على صفحة الرأي والتحليل من الصحيفة نفسها، فنقرأ تعليقا لجيرارد بيكر يقتبس القسم الأول من عنوانه من شعار حملة أوباما "نعم نستطيع"، ويتابع في القسم الثاني بعبارة "وقد لا نستطيع".

يسلط الكاتب في مقاله النقدي الضوء على ما يراه الوضع الجديد الذي أصبح فيه أوباما فجأة عرضة للسقوط وهدفا سهل المنال ولا يتمتع البتة لا بالتحصين ولا الحصانة اللازمتين أمام خصم أضعف صعوده مؤخرا على سلم استطلاعات الرأي احتمال وصول أول رئيس أسود إلى البيت الأبيض واعتلائه سدة الرئاسة الأميركية.

يبدأ الكاتب مقاله بعبارات تحمل نبرة الصرامة واليقين، وإن تميزت بتشاؤم مفرط بشأن إمكانية فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية المقبلة إذ يقول:

"في الفردوس ثمة مشكلة. فلتلغ حفل التتويج ولتُعد ميداليات التكريم ولتعرض شعار "نعم نستطيع وكل تلك القمصان على البيع في موقع إي بي (eBay) الإلكتروني للمزادات العلنية، ولكن فليمض التغيير قدما إلى الأمام.

ويضيف الكاتب قائلا: "لقد انقطع التقدم التاريخي لباراك أوباما باتجاه الرئاسة الأميركية بشكل مفاجىء، فها هو الشفاء الكوني الذي لطالما وعدنا به قد أضحى في خطر. فإن كنت ممن يمكن أن يُصابون بانهيار عاطفي، فبإمكانك أن تتخذ لنفسك مقعدا قبل أن تسمع كلامي التالي: إن أوباما قد لا يفوز."

ومن بين الأسباب التي يسوقها الكاتب في معرضه تفسيره لانتكاسة أوباما المفاجئة تلك الحملة الشعواء المتلفزة التي شنها عليه اليمين المتطرف خلال الأسابيع الماضية وساقت ضده تهما شتى أقلها أنه ذلك الديمقراطي الذي تعوزه الحنكة والوطنية والأصول الأميركية، ناهيك عن اعتبارهم له بأنه مسلم.

الاقتصاد لا التمييز العرقي

ويمضي الكاتب إلى نتيجة مفادها أنه إذا ما قيض لأوباما أن يعود وينجح بالتقاط أنفاسه ويمسك بطرف الخيط الذي قد يقوده للفوز، فلا مناص أمامه من التركيز على الاقتصاد وتصوير إخفاقات الجمهوريين في رصد وتلبية الاحتياجات اليومية للناخب الأميركي.

كما يرى الكاتب أن التركيز على البعد العرقي سيصيب أوباما وحملته بمقتل، لطالما أن الجمهوريين يريدون التركيز على هذا البعد في شخصية السناتور الأسود والهروب من فشلهم في ميدان الاقتصاد.

أما صحيفة الغارديان، فتنشر بدورها المزيد من التحقيقات والتعليقات والصور التي تتناول قضية منازل ماكين وزوجته الشقراء سيندي، بالإضافة إلى تراشق الاتهامات بين المرشحين بشأن الابتعاد عن هموم الأميركيين الحقيقية.

تحليل نفسي

إلا أن التحقيق الرئيسي الذي تفرده الصحيفة عن مرشحي الانتخابات الأميركية، يكتسب مسحة تحليلية نفسية وقد جاء بعنوان "المرشحان الأميركيان يواجهان ببسالة مشكلة بناء صورتيهما."

وفي العناوين الفرعية للتحقيق نقرأ: "يبدو أوباما قلقا أكثر مما ينبغي، بينما يفتقر ماكين إلى المشاعر والأحاسيس"، و"تحليل معالم وقسمات الوجه ونبرة الصوت تظهر ضعفا في سباق الاستطلاعات لدى كلا المرشحين."

في أعلى التحقيق أيضا تطالعنا صورتان جد معبرتان لكل من أوباما وماكين وقد ظهرا جنبا غلى جنب. يظهر ماكين في الصورة شاردا حالما وقد راح يحدق بالأفق البعيد وعلى وجهه الباهت تظهر معالم الحيرة، وإن حاول جاهدا كالعادة إلى إظهار المزيد من الحزم والثبات من خلال إطباقه على شفتيه.

حيرة وارتباك

أما أوباما، فقد راح يضغط بسبابة يده اليمنى على صدغه بينما أطرق يفكر حائرا وعلى وجه قدر لا بأس به من الحيرة والارتباك، وكأن لسان حاله يقول: لا أدري من أين سأبدأ خطوتي التالية.

يقول التحقيق، الذي أعدته مراسلة الصحيفة في واشنطن سوزان جولدينبيرج، إن أوباما، المعروف عامة بأنه خطيب موهوب، سيفعل خيرا فيما لو منح نفسه الوقت الكافي لكي يسترخي قبل إلقاء خطاب العمر أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي الأسبوع المقبل.

ويضيف التحقيق، إن تحليلا جديدا لطبقات صوت أوباما وطريقة إلقائه لخطبه أظهر أن المرشح الديمقراطي، إلى حد ما، يبدو محدودية في تعابير وجهه الذي يتسم عادة بحالة شبه دائمة من القلق وتقطيب الجبين.

أما ماكين، فقد أظهر التحليل أن صوته يتميز بنبرات عالية أحيانا، وإن ظل رخيما في أغلب الأحيان، وبدون أن يكون مشحونا بالعواطف والمشاعر، حتى عندما يتحدث عن المواضيع الحزينة.

بلاغة أوباما

يقول التحقيق أن نتيجة التحليل جاءت بوضوح لصالح أوباما في مجال الخطاب والبلاغة. أما بشأن الأماكن التي يفضل ماكين الحديث فيها، فهي القاعات الصغيرة التي يستطيع أن يتواصل فيها بسهولة أكثر مع الجمهور، بينما يفضل أوباما الفضاءات الرحبة التي تتسع لعدد كبير من الأشخاص، الأمر الذي أصبح يحمل بصمته أينما اتجه.

شقيق كلينتون

صحيفة الديلي تلغراف هي الأخرى أفردت مساحات واسعة لتغطية تصاعد الهجمات المتبادلة بيم ماكين وأوباما، وإن انفردت بنشر خبر عن "لقاء" الشقيق الأصغر للمرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون مع مسؤولين في حملة ماكين بغرض تقديم الدعم له بدل أوباما.

يقول تحقيق الديلي تلغراف إن الأنباء التي تحدثت عن اللقاء المزعوم ستغذي، بلا شك، الإشاعات القائلة إن المقربين من كلينتون يسعون جاهدين بالفعل إلى عرقلة وصول أوباما إلى البيت الأبيض ولو اضطرهم الأمر إلى دعم مرشح الحزب الجمهوري.

انتقادات للمخابرات البريطانية

وعلى الصفحة الأولى من صحيفة الغارديان، يطالعنا اليوم تحقيق مطول جاء بعنوان "انتقادات للمخابرات الخارجية البريطانية (MI5) لدورها في قضايا التعذيب وتسليم السجناء وأمور السرية".

يتحدث التحقيق، الذي أرفقته الصحيفة بصورة لبنيام محمد الحاصل على حق الإقامة في بريطانيا والمعتقل حاليا في سجن خليج جوانتانامو الأميركي في كوبا، عن النتيجة التي توصلت إليها المحكمة العليا في بريطانيا ومفادها أن MI5 اشترك بعملية التحقيق غير المشروع مع محمد.

وترى الصحيفة أن الحكم الجديد يثير شكوكا ويطرح أسئلة خطيرة بشأن سلوك الأجهزة الأمنية والاستخبارانية البريطانية.

يقول التقرير إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قد زود الولايات المتحدة بوثائق تخص قضية محمد، على الرغم من أن واشنطن قد رفضت حتى الآن الكشف عن مثل تلك الوثائق.

ويضيف التحقيق قائلا إن ميليباند نفسه قد رفض أيضا الكشف عن أدلة جديدة بشأن القضية المذكورة بحجة الحفاظ على الأمن القومي البريطاني، قائلا إن من شأن الكشف عن المزيد من الوثائق الإضرار بالعلاقة الاستخباراتية بين بريطانيا والولايات المتحدة.

اضطراب سكاني

صحيفة الإندبندنت خصصت موضوعها الرئيسي اليوم لتحقيق حول الاضطراب السكاني الذي تشهده بريطانيا حاليا، فعنونت "القنبلة السكانية الموقوتة."

أما في تفاصيل التحقيق فنقرأ عن النتيجة التي توصلت إليها دراسة أُجريت مؤخرا في بريطانيا وأظهرت أن عدد المحالين على التقاعد في البلاد قد بات يفوق عدد من هم دون سن السادسة عشر من العمر.

وتنقل الصحيفة عن خبراء صحة واقتصاد قولهم إنه سيكون للمعطيات الجديدة "عواقب انفجارية" على كل من خدمات وزارتي الصحة والمعاشات في بريطانيا خلال المرحلة المقبلة.

رسم كاريكاتيري ساخر

وفي الإندبندنت يطالعنا اليوم أيضا رسم كاريكاتيري ساخر يظهر فيه رئيس الحكومة البريطانية جوردن براون وقد راح يشد بعنف وعلى غير هدى على يد قائد القوات البريطانية في أفغانستان، والذي بدا في الرسم بائسا متشائما هده الإعياء وبدت بندقيته منكسة إلى الأسفل.

أما في التعليق، فتقرأ كلاما جاء فيه: "على خط الجبهة، في الحرب ضد ميليباند"، ليأتي تصويب الخطأ المقصود في السطر الأخير بكلمة "طالبان".

يظهر الرسم أن الحرب الحقيقية التي تشغل وعي وبال براون ليست في الواقع الحرب ضد حركة طالبان الأفغانية بقدر ماهي صراعه في وجه طموحات وزير خارجيته الشاب ديفيد ميليباند الذي لم يعد يخفي رغبته بالإطاحة برئيسه والوصول إلى 10 دواننج ستريت في أقرب وقت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حمله انتخابيه
عدنان احسان- امريكا -

(...) ام اوباما على ...ام مكين ... ... وبوش ثالهم ... ,وكان الله بعون الشعب الآمريكي على بلواه .