أخبار

الغرب يتهم روسيا بالتحايل على إتفاق وقف النار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تفليس، وكالات: قالت الولايات المتحدة وفرنسا ان روسيا لم تف بوعدها القاضي بسحب قواتها من جورجيا . وكانت روسيا قد اعلنت أنها أوفت بكافة التعهدات التي كانت قد قطعتها على نفسها بإتمام سحب قواتها العسكرية من جورجيا، وفقا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين.

إلا أن موسكو تقول إنها تنوي الاحتفاظ بحوالي 2500 عسكري كقوة لحفظ السلام يتم نشرها في "مناطق عازلة" محيطة بمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين ترغبان بالانفصال عن جورجيا. وقال الجيش الروسي انه يعتزم الحفاظ على ما اسماه بوجوده لحفظ السلام في جورجيا والسيطرة من ثم على الاراضي التي تضم الطريق التي تربط بين العاصمة الجورجية تبليسي والبحر الاسود وكذا على اكبر قاعدة جوية في سيناكي بجورجيا. لكن الحكومة الجورجية أدانت الخطوة الروسية ووصفتها بأنها "غير مقبولة." وقال متحدث باسم البيت الابيض إن روسيا اقامت نقاط تفتيش ومناطق عازلة لم ترد في اتفاق وقف اطلاق النار.

وارسلت روسيا قواتها بعد ان حاولت جورجيا استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وسحقت روسيا القوات الجورجية وتوغلت في الاراضي الجورجية عابرة الطريق الرئيسي بين الشرق والغرب في جورجيا واقتربت من خط انابيب لنقل النفط يدعمه الغرب. وغادرت قوافل من الدبابات الروسية وناقلات الجنود المدرعة وجنود مواقعهم يوم الجمعة في طريق عودتهم الى الاراضي التي يسيطر عليها المتمردون وهو انسحاب قالت روسيا انه التزم باتفاقية توسطت فيها فرنسا لوقف اطلاق النار.

ولكن مراسلين لرويترز شاهدوا جنودا روسا يحفرون خنادق قرب ميناء بوتي الجورجي الرئيسي المطل على البحر الاسود في حين تقول موسكو انها اقامت نقاط تفتيش في "منطقة امنية" تمتد الى ما بعد اوسيتيا الجنوبية داخل الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها.

وقال جوردون غوندرو المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "ما أفهمه هو أنهم لم يكملوا الانسحاب من مناطق تعتبر غير متنازع عليها وينبغي لهم أن يفعلوا ذلك." وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني انه يشعر"بقلق عميق" لعدم انسحاب القوات الروسية الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع القتال". واستمرار وجود القوات الروسية امر مثير للمشاعر بالنسبة للجورجيين الذين تخلصوا من حكم الكرملين عندما فازت جورجيا بالاستقلال من الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

ويمثل ذلك ايضا تحديا للنفوذ الاميركي المتزايد في المنطقة وهي طريق تجاري بري رئيسي بين اوروبا واسيا ونقطة عبور لصادرات النفط والغاز من بحر قزوين يفضلها الغرب لانها تتفادي المرور بروسيا. وجمد حلف شمال الاطلسي الاتصالات مع روسيا اظهار لتأييد جورجيا التي تطمح للانضمام الى حلف شمال الاطلسي. ولكن على الرغم من اللهجة الغاضبة فقد تفادت الدول الغربية الحديث عن عقوبات محددة ضد موسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية انها التزمت بالانسحاب الذي تم تحديده في اتفاقية لوقف اطلاق النار توسط فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. واضافت الوزارة في بيان "نفذ الانسحاب دون اي حوادث واستكمل وفقا للخطة في الساعة 1950 بتوقيت موسكو (15:50 بتوقيت غرينتش)." وقال البيان "بدأت نقاط تفتيش قوات حفظ السلام في المنطقة الامنية القيام بالمهام المحددة لها. وبهذا يكون الجانب الروسي نفذ الاتفاقات التي حددها ميدفيديف و(الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي في (اتفاق) مبادئ موسكو."

ونفت روسيا اي خطط لضم الاراضي الجورجية وقالت انها لا تريد سوى حماية اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهي منطقة انفصالية جورجية ثانية من قيادة جورجية مؤيدة للغرب تتهمها بالعدوان الخطير. ويحمل معظم الناس في المنطقتين جوازات سفر روسية ولا يريدون ان يكونوا جزءا من جورجيا.

وشاهد السكان في بلدة جوري الجورجية التي احتلتها القوات الروسية منذ اقتحام جورجيا في وقت سابق من هذا الشهر الجنود وهم يحزمون اغراضهم ويرحلون يوم الجمعة. وقال جندي اثناء انتظاره اوامر بمغادرة البلدة "اننا اناس مسالمون. اننا جنود حفظ سلام."

ولكن نقاط التفتيش الروسية مازالت موجودة داخل الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها بما في ذلك على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالبحر الاسود . وقالت المجموعة الدولية للازمات وهي معهد ابحاث يتخذ من بروكسل مقرا له في تقرير ان وجود القوات الروسية على المدى البعيد سيقوض وضع جورجيا كدولة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف