حركة "الشباب" الإسلامية تقود التمرد في الصومال

نيروبي: "الشباب" الإسلاميون المتطرفون المتمردون الذين إستولوا على كيسمايو، المدينة الإستراتيجية في جنوب الصومال، أكدوا في الأيام الأخيرة قدرتهم على تغيير الواقع وتأكيد رفضهم للهدنة التي وقعت في حزيران/يونيو الماضي بين الحكومة وجزء من المعارضة. وقد استولى "الشباب المجاهدون" على مدينة كيسمايو التي تبعد 500 كلم جنوب العاصمة مقديشو بعد معارك اسفرت عن سقوط 40 قتيلا على الاقل.

وكانت كيسمايو آخر معقل للمحاكم الاسلامية قبل سقوطها مطلع 2007 اثر هجوم مشترك للقوات الحكومية الصومالية والجيش الاثيوبي الذي تدخل لدعم الحكومة الصومالية. وهاجم المتمردون المدججون بالاسلحة الخميس بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة القصر الرئاسي في مقديشو في تحذير للرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد الذي كان في زيارة الى اثيوبيا. وقتل ستة مدنيين في المعارك العنيفة التي اندلعت بعد الهجوم بين الاسلاميين والقوات الاثيوبية والصومالية.

وقبل يوم واحد، عرض "الشباب" قوتهم ايضا بمهاجمتهم قوات الاتحاد الافريقي في مقديشو غداة قرار مجلس الامن الدولي تمديد مهمة هذه القوات ستة اشهر. وقد قتل اربعة مدنيين على الاقل في المعارك التي تلت. ويشكل "الشباب" مجموعة منشقة عن المحاكم الاسلامية التي سيطرت على وسط البلاد وجنوبها بما في ذلك مقديشو خلال النصف الثاني من 2006 قبل ان تطرد مطلع 2007.

وغادر قياديو المحاكم الاسلامية الصومال بينما بقي المقاتلون "الشباب" فيها وخصوصا في مقديشو حيث ينفذون حركة تمرد ضد القوات الاثيوبية وقوات الامن الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي والمسؤولين الحكوميين.

ويشكل سقوط كيسمايو دليلا جديدا على رفض "الشباب" رفضا قاطعا لاتفاق الهدنة الذي وقع في جيبوتي في التاسع من حزيران/يونيو بين الحكومة الصومالية وبعض اطراف المعارضة، ورفضهم وقف اعمال العنف في الصومال المستمرة منذ اندلاع الحرب الاهلية في 1991.

وكان الناطق باسم "الشباب" الشيخ مختار روباو وصف في 30 تموز/يوليو الهدنة بانها "باطلة ولاغية" واقسم على مواصلة القتال لفرض الشريعة في الصومال.وقال للصحافيين ان الهدنة "لن تغير شيئا مما يجري على الارض والنار ستستمر في الاحراق حتى فرض الشريعة بشكل كامل". ويؤكد "الشباب" انهم يناضلون لاستعادة ارض الصومال المقدسة"، ووعدوا بطرد قوات "الاحتلال" الاثيوبية منها. وقد ادرجت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في 29 شباط/فبراير الحركة على لائحة "المنظمات الارهابية" بسبب ارتباطاتها المفترضة بتنظيم القاعدة.

الصومال منذ صعود الاسلاميين

في ما يأتي الاحداث الرئيسية في الصومال منذ صعود الاسلاميين حتى سيطرة المتمردين:

-- 18 شباط/فبراير 2006: بعد صعود المحاكم الاسلامية تدريجيا منذ 2004، انشىء التحالف من اجل اعادة السلام ومكافحة الارهاب في الصومال الذي تدعمه الولايات المتحدة.

بدأت مواجهات عنيفة للسيطرة على مقديشو تصدى فيها الاسلاميون للتحالف الذي يضم زعماء حرب خصوصا.

-- 5 حزيران/يونيو: ميليشيا المحاكم الاسلامية تعلن انتصارها على التحالف بينما شهدت مقديشو احدى اشرس المعارك منذ 1991. في 14 من الشهر نفسه، استولى المتمردون على مدينة جوهر، آخر معقل للتحالف.

-- 9/10 تموز/يوليو: سيطرت المحاكم الاسلامية على كل مقديشو بعد دحر آخر اثنين من زعماء الحرب.

-- 9 تشرين الاول/اكتوبر: اعلنت المحاكم الاسلامية "الجهاد" ضد الحكومة الصومالية واثيوبيا التي تدعمها.

-- 10 كانون الثاني/يناير 2007: الجيش الاثيوبي والقوات الحكومية يستعيدان العاصمة والمناطق التي سيطر عليها الاسلاميون بعد هجوم بدأ في نهاية كانون الاول/ديسمبر.

-- 8-24 كانون الثاني/يناير: غارات جوية اميركية على قادة مفترضين في تنظيم القاعدة في اولى العمليات العسكرية للولايات المتحدة في هذا البلد منذ 1994.

-- 6 آذار/مارس: بدء انتشار قوة السلام الافريقية في مقديشو.

-- 20 آذار/مارس: الحكومة تنتقل الى مقديشو للمرة الاولى منذ 2004.

-- آذار/مارس-نيسان/ابريل: هجمات للجيش الاثيوبي الذي يستولي على المعاقل الرئيسية للمتمردين في مقديشو. معارك تعد الاعنف منذ 1991.

-- 6-14 ايلول/سبتمبر: انشاء تحالف لتحرير جديد للصومال يهيمن عليه الاسلاميون وهدفه الرئيسي طرد الاثيوبيين.

-- شباط/فبراير 2008: واشنطن تدرج حركة "الشباب" الاسلاميين على لائحتها "للمنظمات الارهابية".

-- 19/20 نيسان/ابريل: معارك في مقديشو بين القوات الحكومية المدعومة من الجنود الاثيوبيين والمتمردين الاسلاميين: اكثر من ثمانين قتيلا حسب الامم المتحدة.

-- 1 ايار/مايو: غارة اميركية جديدة في الصومال: 12 قتيلا.

-- 9 حزيران/يونيو: الحكومة الصومالية وتحالف تحرير الصومال يوقعان هدنة مدتها ثلاثة اشهر اثر محادثات في جيبوتي. رفض احد القياديين الاسلاميين الشيخ حسن ضاهر عويس الذي يؤكد انه رئيس التحالف، الاتفاق.

في تموز/يوليو شهد التحالف انشقاقا.

-- 26 تموز/يوليو: الزعيم الاسلامي الشيخ شريف شيخ احمد يدعو الى انسحاب القوات الاثيوبية ونشر قوة لحفظ السلام تابعة للامم المتحدة.

-- 15 آب/اغسطس: القوات الاثيوبية تقتل حوالى اربعين شخصا بعد تعرضها لهجمات شنها متمردون اسلاميون قرب مقديشو.

-- 20 آب/اغسطس: متمردون يهاجمون بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة القصر الرئاسي في غياب الرئيس عبد الله يوسف احمد الذي كان يقوم بزيارة لاثيوبيا.

-- 22 آب/اغسطس: المتمردون يسيطرون على كيمسايو كبرى مدن الجنوب الصومالي بعد معارك استمرت ثلاثة ايام.