أزمة أوروبية صينية تنتقل إلى الأقمار الصناعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: منذ أكثر من ثلاثة شهور تم تعتيم محطة "ان تي دي تي في" (NTDTV)، التي تبث برامجها التلفزيونية باللغة الصينية عبر القمر الصناعي الأوروبي "يوتلسات" (Eutelsat) وهي مناهضة لحكومة بكين، في معظم مناطق القارة الآسيوية. يرجح المراقبون الأوروبيون أن هذا التعتيم الجزئي يُعزي الى ضغط تمارسه حكومة بكين، بواسطة سفير الصين بإيطاليا كذلك، على "يوتلسات" وهي شركة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية تتخذ من باريس مقراً رئيسياً لأعمالها. ويعتمد المراقبون على أدلة برزت من تسجيلات هاتفية صوتية حصلت عليها منظمة "صحافيون بلا حدود" وأخرى تطلق على نفسها اسم (Woipfg).
هذا وتمكن محقق تابع لمنظمة (Woipfg) من استجرار السفير الصيني بروما الى الاعتراف طوعاً بالضغط الذي تمارسه بلاده على "يوتلسات" من أجل إطفاء اشارة محطة "ان تي دي تي في" (New Tang Dynasty Tv)، التي تتوزع مقراتها بين نيويورك والعديد من العواصم الأوروبية، نتيجة عدم توافق سياسة المحطة مع منهج حكومة بكين. إذن، يعود التعتيم الى أسباب اقتصادية وسياسية بعيدة كل البعد عن ادعاءات شركة "يوتلسات" التي تشير الى تعرض القمر الصناعي (W5) التابع لها الى عطل أجبرها على تخفيض عدد الحوامل (Transponders)، وهى أجهزة تقوم بإرسال واستقبال الإشارات من وإلى الأرض، عليه.
في الحقيقة، رضخت شركة "يوتلسات" الأوروبية الى ضغوط حكومة بكين مقابل الحصول على عقود صينية بملايين الدولارات فضلاً عن السماح لها بتطوير علاقاتها مع محطة صينية مشهورة تدعى "سي سي تي في" (Chinese Central Television). بالطبع، لم تقف بروكسل مكتوفة الأيدي إذ طلبت من هذه الشركة، عن طريق "فيفيان ريدينغ" مفوضة الاتصالات، سلسلة من الإيضاحات قبل أن تقوم بفرض وزنها السياسي على تداخل صيني غير مرغوب به في قضايا أوروبية حساسة كما البث عبر الأقمار الصناعية.