أخبار

فرنسا تدعو روسيا الى سحب قواتها من غرب جورجيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تبيليسي: دعت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي السبت الى سحب القوات الروسية من طريق استراتيجي في غرب جورجيا حيث لا تزال روسيا تتمركز في مواقع متقدمة.وكانت القوات الروسية لا تزال في هذه المواقع ولا سيما حول مدينة بوتي الساحلية، رافضة الاتهامات الغربية بعدم التزامها خطة السلام.

وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان جنودا روسا يضعون شارة قوات حفظ السلام كانوا عند المدخلين الشمالي والجنوبي لبوتي وكذلك في تيكلاتي، غرب جورجيا.

وشدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف على "اهمية الانسحاب السريع للعسكريين الروس الموجودين في محور بوتي-سيناكي"، وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية.

كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان الوزير برنار كوشنير تحادث هاتفيا من جورجيا مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس ورئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا الكزندر شتوب.وافادت الوزارة ان كوشنير اكد لهما "تصميم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي على مواصلة العمل على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة فرنسية".

وتمركزت اربع مدرعات وجنود روس من قوات حفظ السلام خصوصا على جسر عند مخرج ميناء بوتي، على الطريق المؤدية الى سيناكي، وكانوا يعززون موقعهم باستخدام جرافة. في المقابل، انسحبت القوات الروسية من قاعدة سيناكي الجوية.

وفي الوقت نفسه، اعلنت موسكو ان قواتها ستواصل السيطرة على بوتي، المدينة الواقعة خارج المنطقة العازلة.

وقالت هيئة الاركان الروسية ان جنود السلام سيتجولون داخل المنطقة العازلة لحماية جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين.

وقال الجنرال اناتولي نوغوفيتسين مساعد رئيس هيئة الاركان الروسية ان "قوات حفظ السلام الروسية ستسيطر على الوضع في مدينة بوتي ومناطق سكنية اخرى وستسير دوريات".

واكد ان "كل تحركات كتيبة حفظ السلام الروسية تستند الى المبادىء الستة التي وقعها الرئيسان الروسي والفرنسي".

وقال قصر الاليزيه، ان ساركوزي ومدفيديف بحثا السبت بالتفصيل النقطة الخامسة في الاتفاق والخاصة بالتدابير الامنية الاضافية واتفقا على الطابع العاجل لعتماد الية دولية تحت رعاية منظمة الامن والتعاون في اوروبا للحلول محل الدوريات الروسية في المنطقة الامنية جنوب اوسيتيا.

لكن الكرملين اكد ان المباحثات بين الرئيسين "لا تشمل احلال قوات من منظمة الامن والتعاون محل جنود حفظ السلام الروس في المنطقة الامنية".

وقال متحدث باسم الكرملين لفرانس برس ان "مدفيديف اكد ان روسيا مستعدة للتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا في هذه المنطقة".

ودعت فرنسا والولايات المتحدة الجمعة والمانيا السبت، روسيا الى "انهاء" انسحابها من جورجيا "تنفيذا لالتزاماتها" في اطار وقف اطلاق النار. وشددت برلين لهجتها ازاء موسكو عبر مطالبتها بسحب كامل قواتها من جورجيا "بلا تاخير".

كذلك، طالب حلف شمال الاطلسي السبت بعودة القوات الروسية الى المواقع التي كانت فيها "ما قبل الازمة".

وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو "هناك مطالب محددة للانسحاب الروسي. ان اقامة بنى تحتية ونقاط تفتيش دائمة امر لا يتماشى مع الاتفاق".

واكدت موسكو من جهتها انها انجزت مساء الجمعة سحب قواتها النظامية من جورجيا (خارج اراضي جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية)، لكنها لاحظت ان اتفاق وقف النار يمنحها حق ابقاء جنود لحفظ السلام لمسافة بعيدة داخل الاراضي الجورجية.

ويلحظ الاتفاق انه "في انتظار آلية دولية"، تتخذ قوات السلام الروسية "تدابير امنية اضافية"، لكنه لا يبين بوضوح حدود منطقتها الامنية.

وفي وسط جورجيا، غادرت القوات الروسية الطريق التي تربط العاصمة تبيليسي بمدينة غوري. لكن جنودا لحفظ السلام اقاموا حواجز على بعد اقل من عشرة كلم شمال هذه المدينة، وتحديدا على الطرق المؤدية الى تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية، وفق مراسل فرانس برس.

من جهة اخرى، ظل قسم من غوري مغلقا امام المدنيين بسبب استمرار عمليات تفكيك الالغام، الامر الذي اكدته وزارة الداخلية الجورجية.

واوضح سكرتير مجلس الامن الجورجي الكسندر لومايا ان القوات الروسية تنوي ابقاء نقاط مراقبة في بوتي وشخوروتسكو وتسالنجيخا وخوبي وقرب ساتشكيري في الشطر الغربي من البلاد.

واكد "انهم لا يملكون اساسا قانونيا للقيام بذلك".

ومساء السبت، دوت سلسلة انفجارات في تسخينفالي عاصمة منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية من دون ان توقع ضحايا كما نقلت وكالة ايتار-تاس عن رئاسة اركان القوات الروسية لحفظ السلام.

وقال مسؤول عسكري روسي لوكالة الانباء الروسية ان "انفجارا وقع في مستودع ذخيرة صودرت من دبابات جورجية ولم يتسن لنا بعد فرصة للتخلص منها".

وحيال الرد الروسي العنيف على الهجوم العسكري الجورجي ضد اوسيتيا الجنوبية، تستمر الانتقادات والتساؤلات لدى الغربيين.

وذهب وزير التجارة الاميركي كارلوس غوتييريز الى حد تهديد روسيا باستبعادها من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى وتعليق ترشيحها لعضوية منظمة التجارة العالمية.

وصرح غوتييريز لمجلة "دير شبيغل" الالمانية "قبلنا بانضمام روسيا الى مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى وشجعنا رغبتها في دخول منظمة التجارة العالمية. كل ذلك بات اليوم رهن التطورات".

واتهم نوغوفيتسين السبت جورجيا ب"التحضير لهجمات مسلحة داخل اراضي اوسيتيا الجنوبية وفي المناطق الحدودية".

وينحو الوضع الى التوتر ايضا في البحر الاسود، حيث ارسلت دول حلف شمال الاطلسي سفنا حربية لاجراء تدريبات عسكرية "روتينية".

وعبرت قطعة حربية اميركية هذا البحر متجهة الى جورجيا لنقل مساعدات انسانية. وقال نوغوفيتسين "لا اعتقد ان هذا الامر سيساعد في ارساء استقرار الوضع في المنطقة"، معتبرا ان الحلف الاطلسي يريد تعزيز وجوده البحري في البحر الاسود "تحت ستار مساعدات انسانية".

وفي سيباستيبول جنوب اوكرانيا، افاد مراسل فرانس برس ان سفينة موسكفا التابعة للاسطول الروسي في البحر الاسود والتي شاركت في النزاع مع جورجيا، عادت السبت الى مرفأ سيباستيبول.وكانت السفينة غادرت سيباستيبول في 9 اب/اغسطس. واستقبلها السبت نحو 500 من الناشطين الموالين لروسيا بصيحات الفرح.

وفي الامم المتحدة، اخفق الغربيون والروس مجددا في التفاهم على قرار حول النزاع في جورجيا، وخصوصا ان حلفاء تبيليسي يشددون على ضرورة ان يكرر هذا القرار تمسكه بمبدأ احترام وحدة اراضي جورجيا.

ودعت ابخازيا واوسيتيا الجنوبية موسكو الى الاعتراف باستقلالهما، ومن المقرر ان يبحث البرلمان الروسي هذين الطلبين الاثنين.

وفي روما، اعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني السبت انه سيتوجه ال موسكو وتبيليسي مطلع ايلول/سبتمبر. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة لا ريبوبليكا السبت "علينا توفير ارضية جديدة لاحلال الامن في منطقة القوقاز بمجملها"، مشيرا الى مقترح ايطالي لعقد مؤتمر دولي حول القوقاز في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في روما.

واضاف "روسيا تعمل معنا من اجل الاستراتيجية العالمية لكافحة الارهاب وتضطلع بدور مركزي في الشرق الاوسط (..) موسكو يجب ان تبقى" ضمن المؤسسات المشتركة، مشيرا الى موقف بلاده التي دعت في خضم الازمة الى موقف اوروبي "متوازن" ازاء روسيا وجورجيا على السواء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف