أخبار

ناجي صبري وميشال أوباما والجنس والسياسة في الصحف البريطانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: على الرغم من طغيان صور باراك أوباما على تغطية صحف الأحد الصادرة قبل يوم واحد من التئام مؤتمر الحزب الديمقراطي لإقرار اسم مرشحه رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فإن مقالا نقديا في صحيفة الصنداي تايمز قد استوقفني نظرا لما يكشف من أسرار استخباراتية تعود لمرحلة ما قبل حرب العراق عام 2003.

ليس في العنوان من كلمة تشير إلى العراق، إلا أن الغوص في التفاصيل يقود إلى استنتاج مفاده أن الأميركيين ضيعوا على أنفسهم وبقية العالم فرصة تجنب خوض حرب عبثية، وذلك نتيجة تشتيتهم وتجاهلهم للأدلة والنصائح التي قدمها لهم البريطانيون بشأن عدم امتلاك الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.

يكشف الكاتب رون ساسكند في مقاله، الذي جاء بعنوان "كيف بددت أميركا هدية بريطانيا"، أن المخابرات المركزية الأميركية (CIA) كانت قد نجحت في عام 2002 ببناء علاقة مع ناجي صبري، وزير خارجية العراق حينذاك، والذي تقول إنه قدم تقريرا غير موثق للوكالة بشأن خطط بلاده لامتلاك أسلحة دمار شامل.

تقرير صبري

ويضيف ساسكند قائلا إن الأميركيين أرسلوا بدورهم إلى البريطانيين تصورا عن تقرير صبري الذي تضمن مقدمة تتناقض بشكل مباشر مع تأكيدات العراق الرسمية حول عدم امتلاكه أسلحة دمار شامل.

وعلى ذمة ساسكند، فإنه في الوقت الذي نفى فيه الوزير العراقي امتلاك بلاده لأسلحة دمار شامل أو أي برنامج لتطوير مثل تلك الأسلحة، فإنه استهل تقريره بعبارات وبيانات تؤكد امتلاك رئيسه صدام حسين لأسلحة بيولوجية وكيماوية، بالإضافة إلى "سعيه المستميت" للحصول على أسلحة نووية."

والأمر الذي يلقي الضوء إلى صلة البريطانيين بتقرير صبري وعلاقة كل ذلك بالهدية التي ضيعتها أميركا هو ما أسرى به مايكل شيبستر، رئيس دائرة الشرق الأدنى في جهاز الاستخبارات البريطانية (MI6) حينذاك، إلى زملائه الأميركيين عندما علم عام 2006 بالمصدر الحقيقي الذي استقى منه صبري المعلومات التي بنى عليها تقريره حيث قال لهم:

"لو كان بمقدور البريطانيين أن يضعوا تقرير وزير الخارجية العراقي جنبا إلى جنب مع التقرير الذي قدمه لهم طاهر جليل الحبوش (الرئيس السابق للمخابرات العراقية)، لما ذهبوا البتة إلى الحرب."

شح المعلومات

يقول ساسكند إن القصة بأكملها بدأت عام 2002، أي قبل وقوع الحرب بعام واحد، وذلك عندما وجد الأميركيون أنفسهم وجها لوجه أمام شح كبير بالمعلومات الاستخباراتية الموثوقة بشأن ماعتقدوه حينذاك بوجود برنامج عراقي لتطوير أسلحة الدمار الشامل.

ويضيف قائلا: "أمام ذلك الواقع، توجه روب ريتشر، رئيس وحدة الشرق الأدنى في سي آي إيه حينذاك، إلى زملائه البريطانيين طالبا منهم العون والمساعدة."

ويردف قائلا: "لقد استدعى ريتشر مدراء المحطات سي آي إيه الـ 22 في منطقة الشرق الأوسط إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث التقاهم بموجة من الصياح وتقطيب الجبين بسبب غياب أو ضعف إسهاماتهم الاستخباراتية، ومن ثم اجتمع لاحقا مع نظيره شيبستر في جلسة عمل حول العراق استمرت طوال اليوم."

وعن أهمية ذلك الاجتماع ودور البريطانيين، يقتبس الكاتب مما جاء لاحقا على لسان ريتشر حيث قال: "لقد كان البريطانيون أكثر حذرا في مجال تفسير المعلومات الاستخباراتية، الأمر الذي جعل القضية بالنسبة لي جديرة بالاهتمام وتستحق أن أبذل في طريقها كل الاهتمام، لأنني ببساطة كنت كمن ورث دكانا (قسما) كان قد قرر أننا ماضون إلى الحرب لا محالة، وخصوصا عندما وصلت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش إلى السلطة."

عنفوان أميركي

وهنا يرى الكاتب أنه وبعد حوالي عام من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2002 "بدأ يركب رأس الحكومة الأميركية موجة من الكبرياء والعنفوان، وبشكل متهور، كما سيكشف التاريخ لاحقا، وذلك في الوقت الذي أصبح فيه القرار السياسي ينبع مباشرة من إرادة رئيس يقول إنه يخوض حربا صليبية."

ويضيف الكاتب بقوله: "كان الرئيس جورج دبليو بوش والبيت الأبيض ينظران إلى أمر ضرورة التبرير الفعلي لقرار الذهاب إلى الحرب على أنه مزعج وغير ملائم."

وهنا يأتي برأي الكاتب دور البريطانيين ونظرائهم الأميركيين من أمثال ريتشر في قسم العمليات السرية في سي آي إيه، إذ حاولوا جاهدين كبح جماح واندفاعة إدارة بوش.

يقول ساسكند: "لقد أخبر شيبستر ريتشر بعلاقته مع الحبوش، وبدوره استطاع ريتشر، من خلال استثمار صلاته مع سعد خير، رئيس جهاز الاستخبارات الأردنية حينذاك، من تأمين مكان لشيبستر والحبوش ليلتقيا بسرية في عمان عام 2003."

ويمضي الكاتب إلى القول إن الحبوش أخبر شيبستر خلال ذلك الاجتماع الكثير عن ملف أسلحة الدمار الشامل في العراق. ويمكن تلخيص زبدة ما قاله له حينها بما يلي: "إن هم صدام حسين الرئيسي هو أن يظهر على أنه حازم وقوي في عيون الإيرانيين."

مهمة شيبستر

وينقل الكاتب عن السير ريتشارد ديرلاف، رئيس جهازMI6 في ذلك الوقت، قوله في تصريحات أدلى بها في معرض تعليقه عن الموضوع عام 2007: "لقد كانت مهمة شيبستر عبارة عن مسعى لبذل محاولة ما، دعنى أقول، لنزع الفتيل وحلحلة الوضع برمته."

ويرى الكاتب أن مهمة شيبستر كانت بالفعل قد أثمرت عن الحصول على معلومات استخباراتية ملموسة ومؤكدة، وكانت بالتأكيد كافية على الأقل لخلق الشك بشأن موضوع الحرب.

ويمضي ساسكند إلى القول: "لكن الحقيقة هي أن بعثة شيبستر ذهبت أدراج الرياح دون أن يعيرها الأميركيون أي التفاتة أو انتباه، وهذا بدوره ما يشير إلى الشرخ المقلق الذي كان قد بدأ يعتري العلاقة بين البلدين (بريطانيا وأميركا)."

ويضيف قائلا: "لقد فقدت أميركا الاهتمام بعملية صنع القرار المتأنية والمدروسة جيدا، سواء أكان ذلك من خلال الحصول على الأدلة وتحليلها واستثمارها. وحتى ما دأب عليه البريطانيون من تقديم للنصيحة الحصيفة والمتعقلة ووضوح الاستراتيجية والرؤية لم يلق هو الآخر كبير اهتمام لدى البيت الأبيض بإدارته الحالية."

مؤتمر دنفر

وبالعودة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، نرى أن "حمى أوباما" عادت إلى الارتفاع مجددا، وخصوصا مع إعلانه يوم أمس لاسم المرشح الذي سيرافقه كنائب له في حال فوزه في الوصول إلى البيت الأبيض، ونظرا لانعقاد مؤتمر الحزب في دنفر يوم غد الاثنين وإقرار اسم المرشح الديمقراطي رسميا.

لكن ميشال أوباما عادت هي الأخرى لتسرق بعضا من وهج زوجها سناتور ألينوي الأسود، إذ تنشر الصنداي تايمز صورة حميمية يظهر فيها أوباما وهو يحتضن زوجته الحسناء وقد علا ثغرها ابتسامة عريضة وكأنها تستعجل لحظة تحلم حلالها بأن يتم تتويجها هي الأخرى كأول سيدة أولى سوداء في تاريخ الولايات المتحدة.

"الحسناء الحديدية"

وقد جاءت الصورة مرفقة بتحقيق مطول بعنوان "ميشال، حسناء أوباما الحديدية، تواجه الاختبار الكبير". وفي العنوان الفرعي نقرأ: "سيظهر خطابها غدا ما إذا كانت السيدة أو (أوباما) حقا رصيدا لزوجها أما عائقا في وجهه."

يأخذنا التحقيق، الذي أعدته مراسلة الصحيفة سارا باكستر، إلى الوراء وتحديدا إلى تلك اللحظة التاريخية من إحدى ليالي الشتاء الفائت عندما صعدت ميشال مع طفلتيها إلى المنصة في ولاية آيوا لتقف إلى جانب زوجها الذي كان قد أعلن لتوه فوزه بأصوات ناخبي الولاية خلال الانتخابات التمهيدية.

كما يذكرنا أيضا بقول أوباما في تلك الليلة واصفا زوجته ميشال: "إنها حب حياتي وصخرة أسرة أوباما وصاحبة الكلمة النهائية في الحملة الانتخابية."

وبعد أن تمعن المراسلة في وصف شخصية ميشال أوباما من جميع جوانبها، المهنية والنفسية والاجتماعية وحتى مظهرها الخارجي، تذهب إلى استعراض أهليتها لشغل دور سيدة أميركا الأولى، والأهم من ذلك الدور الذي يمكن أن تلعبه في وصول زوجها إلى المكتب البيضاوي أو حرمانه منه.

وتنقل لنا المراسلة عن مساعد بارز في حملة أوباما قوله في وصف ميشال وسرعة تعلمها لضرورة الحذر في اتخاذ المواقف وإطلاق التصريحات التي يمكن أن تؤثر على زوجها: "لقد تعلمت أنه لا يمكن للمرء أن يلهج بأول كلام يصل إلى رأس لسانه."

إلا أن المراسلة تختم تحقيقها بالتساؤل التالي الذي لربما تصعب الإجابة عليه الآن، إذ تقول: "لو كان الأمر مجرد بدلة جديدة ترتديها، لقلنا إن ميشال أوباما ستبدو فيها رائعة بكل تأكيد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ترى هل ستناسب هي أميركا؟ هذا ما سننتظر لنعرف الإجابة عنه."

القاتل "الخفي"

في الأوبزيرفر اليوم يطالعنا تحقيق بعنوان "الفقر هو قاتل الأطفال الخفي في بريطانيا"، ينقل فيه لنا مراسل الصحيفة للشؤون المحلية، جيمي داوورد، ما توصل إليه تقرير يقول إن الحكومة قد خفقت في معالجة تفشي الأمراض المستعصية وحالات الموت المبكر لدى الأطفال في الأوساط الأكثر فقرا في المجتمع البريطاني.

يقول التقرير إن تفشي ظاهرة الفقر في بريطانيا يترك انعكاساته الكبيرة والخطيرة على معدلات الوفيات وفرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية للأطفال لدى الأسر الفقيرة.

وتقول المراسلة إن التقرير "المزلزل"، الذي سيصدر هذا الأسبوع، سيلقي بظلال من الشك والريبة على الجهود التي تبذلها الحكومة لردم هوة عدم المساواة الموجودة في المجتمع البريطاني.

نهاية رحلة الرحَّل؟

أما الصنداي تلغراف، فتنشر اليوم تقريرا بعنوان "البدو الرحَّل في الأراضي المقدسة في خطر"، جاء فيه: "يبدو أن رحلة قبائل البدو الرحَّل في الأراضي المقدسة (الأراضي الفلسطينية) قد شارفت على نهايتها، وذلك بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة من انطلاقتهم الأولى ليجوبوا بعدها الصحاري والفيافي والقفار."

ومما جاء في التحقيق أيضا: "إن العصرنة والتحديث تتغلب شيئا فشيئا على البدو الرحَّل وتهزم عاداتهم وتقاليدهم، بينما تأخذ مساحات أراضيهم بالاضمحلال والنقصان بفعل سنين الحرب وأعمال التطوير في مناطقهم."

وترفق الصحيفة التقرير، الذي أعدته مراسلتها في قرية خربة أم الخير في الضفة الغربية، كارولين ويلر، بصورة يظهر فيها ثلاثة أطفال من البدو الرحَّل، وفي الخلفية تبدو مجموعة من الخيم المتناثرة يتوسطها حمار هزيل وبينها حاجيات تبعثرت في المكان وإلى جانبها حبل غسيل نُشرت عليه قطع متواضعة من اللباس بألوان مختلفة.

جنس وسياسة

أما في الإندبندنت، فنقرأ تقريرا بعنوان "جنس وسياسة: قصة العاشق الغامض لكاتبة قصص الجريمة."

يتحدث التحقيق، الذي أعده أندرو جونسون، عن جوانب جد خاصة في حياة الكاتبة البريطانية العجوز راث رينديل، مؤلفة "المفتش ويكفورد"، وقد قررت مؤخرا أن تميط اللثام، وإن جزئيا، عن قصة عشق جمعتها ذات يوم مع سياسي محلي رفضت الكشف عن اسمه.

يقول التقرير إن الفضوليين وصحف التابلويد وغيرهم من المهتمين بالشائعات وأخبار الكاتبة المعروفة لا شك سيمضون الأيام والأسابيع القادمة بالبحث عن السياسي العاشق وتفاصيل قصة الغرام التي جمعته مع الكاتبة التي أمضت جل أعوام عمرها الـ 78 كعضو في مجلس اللوردات البريطاني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اسرار العملاء
نادر الخالدي -

مزيد ومزيد من الحقائق تتكشف وتثبت عمالة اركان نظام صدام لأمريكا فهذا ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية كان يملأ الدنيا ضجيجا بالعبارات الثورية والوطنية ثم تثبت الأيام انه عميل ويقدم تقارير ضد بلده..وبعد سقوط النظام ظهر مرة اخرى في وسائل الأعلام وهو يتحدث بالعبارات الوطنية والقومية مرة اخرى ..عيب

كذب بكذب
Karim Slaiman -

مزيد ومزيد من الأكاذيب التي لا تتوقف العربية عن بثها ضد النظام الوطني والشرعي العراقي. حبذا لو تتحفنا بأدلة عملية بدل الكلام الغير موثق. تخلصوا من هذه التفاهات وإنتقدوا النظام الحالي التابع لل امريكان إذا كنتم صادقين أرجو النشر

بيت القصيد
نبيل -

بيت القصيد من كل هذه الخلطة غير المتناسقة من الأخبار محاولة النيل من ناجي والحبوش . إنه الزمن العربي الأردأ من رديء .

حقائق دامغة
حماد الدليمي -

كلهم عملاء ولا فرق بين عميل وآخر ..هربوا عن بكرة ابيهم بعد ان توعدوا الأحتلال ثم فتحوا ابواب العراق على مصراعيها وفروا ..ناجي وربعو يقيمون الآن في الفيلل والقصور تاركين الشعب فريسة لأمريكا وذئابها ..هؤلاء امتصوا خيراات العراق وارصدتهم بالملايين وفروا مع عائلاتهم ..هي صفحات سوداء من حكم الطواغيت طيلة اكثر من 30 عاما من الظلم والبطش والطائفية وتسيد القرية والعشيرة على رقاب العراقيين اذلالا وقهرا ..ثم ختموها بأن سلموا العراق ..اللوم ليس الأحتلال واذنابه..بل من جلبه للعراق يوم فر الويلاد من الأمن الخاص والحمايات الخاصة وانواع الحرس واشكال الجستابو وعددهم بالملايين وهم الجبن بعينه فردا فردا..اينهم ؟