قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مرتفعات الجولان: تقف الخيل في هدوء على تلة بمرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل بينما تومض اشعة الشمس فوق مياه بحيرة طبريا في الاسفل وربما يكون راكبوها الذين عادوا للتو من نزهة في الريف الهادئ حول مزرعة راموت قد تناسوا ان هذه الهضبة الاستراتيجية الغنية بالماء احتلتها اسرائيل في عام 1967 وان عودتها كاملة هي الثمن الذي تطلبه سوريا لاقرار السلام. وتعتقد جوستين بيليج التي تدير المزرعة مع زوجها اوري ان احتمال تنازل اسرائيل عن الجولان التي ضمتها في عام 1981 وسط ادانة عالمية ضعيف ولكنه سحابة لا تنقشع.وتقول الاسرائيلية التي ولدت في بريطانيا "هذا الامر لا يفارق الذهن أبدا وبخاصة حينما يكون المرء صاحب عمل تجاري.. انه يتساءل هل اواصل البناء واعادة الاستثمار.. يظل الامر عالقا بالرأس ولكنه لا يحول دون عمل اي شيء." وعقدت اسرائيل وسوريا اللتان اقتربتا من ابرام اتفاق سلام في عام 2000 اربع جولات من المحادثات غير المباشرة في تركيا منذ مايو ايار ولكن لا يبدو ان ايا من الطرفين متحمس لمفاوضات مباشرة قبل تولي رئيس جديد في الولايات المتحدة وقيادة جديدة في اسرائيل.ووقعت بيليج في غرام الجولان التي تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع بأراضيها ذات اللون البني وصخورها السوداء حيث حارب زوجها قبل 41 عاما. وهي لا ترى سببا لاعادتها مرة اخرى. تساءلت وهي تجلس في حديقتها "فيما يتعلق بالقانون الاسرائيلي فانها جزء من اسرائيل مثل تل ابيب وحيفا. إذن لماذا نتحدث من الاساس عن التفكير في اعادتها؟"ويشاركها نفس الشعور الى حد كبير 18 الف مستوطن اسرائيلي في الجولان يعيشون الى جانب حوالي 20 ألف سوري من القرويين الدروز رفض اغلبهم الجنسية الاسرائيلية. ويقول شالوم براير الرئيس التنفيذي لمصنع نبيذ انشئ في مرتفعات الجولان قبل 25 عاما " نحن نعيش هنا ونعتقد اننا سنواصل الحياة وصنع النبيذ هنا."وينتج المصنع نحو ستة ملايين زجاجة سنويا ببلدة كتسرين الصغيرة. ويحرص براير على التفرقة بين المستوطنين الاسرائيليين في الجولان ومستوطنين اكثر تشددا وتدينا في الضفة الغربية حيث يعترف بوجود نزاع مع الفلسطينيين على نفس الارض.ويضيف "انها مأساة نظرا لوجود شعبين بمكان واحد. الوضع هنا مختلف ولم نخطئ بحق العرب لان الارض كانت خالية حين وصلنا." وتقول سوريا ان 153 الفا من سكان الجولان فروا من الهضبة اثناء حرب 1967 ليشكلوا مجتمعا نازحا وصل تعداده الى 600 الف نسمة.وقال براير الذي امضى 34 عاما في الجولان "حين بدأنا كنا روادا. جئنا الى هنا بموافقة الحكومة. زرعنا البساتين وطبقنا سبل الزراعة الحديثة." وانتهت ايام "الريادة" في منطقة تقف فيها منتجعات التزلج ومعامل النبيذ والسياحة جنبا الى جنب مع زراعة الفاكهة وتربية الماشية لتشكل ما يأمل المستوطنون ان يكون واقعا دائما. غير ان رؤساء الوزراء المتعاقبين من اسحق شامير في عام 1991 الى ايهود اولمرت حاليا تفاوضوا مع سوريا.يقول براير المولود في بولندا والذي يبلغ من العمر 45 عاما " يبدأون مفاوضات كل بضع سنوات. كى يواصل المرء حياته هنا كانسان طبيعي عليه ان يقرر ان تسير الاعمال بشكل طبيعي. والا فعليه أن يغادر." ولكن ماذا سيحدث اذا ما اعادت اسرائيل الجولان؟قال "سنغضب.. سنعارض ذلك ولكننا لن نطلق الرصاص على الجيش الاسرائيلي.. لسنا في غزة او الخليل." وتابع "يمكن ان نعيش في اسرائيل اصغر. المشكلة الحقيقية ان العرب لا يمكنهم العيش مع الاسرائيليين. لا يريدون ذلك. نحن غرباء بالنسبة لهم دائما مثل الصليبيين."ومستوطنو الجولان عازمون على ضمان الاصغاء لصوتهم وتنظيم مقاومة سياسية لعودة الجولان من خلال كسب تأييد اعضاء البرلمان او المطالبة باجراء استفتاء حول اي اتفاق سلام مع سوريا في المستقبل. وتقول رامونا بارليف (58 عاما) رئيسة مكتب جاليات الجولان في كتسرين "الاسرائيليون يحبون الجولان. يقول نحو 70 في المئة انهم غير راغبين في اعادة الجولان مقابل معاهدة سلام حقيقية لذا نحظى بدعم طيب."وتقول انه ينبغي بكل بساطة ان تتمسك اسرائيل بالجولان لحين تكون سوريا مستعدة للتخلي عنها وتضيف "انها ملك لاسرائيل. انتهى الامر." واظهر استطلاع للرأي اجراه معهد ماجار موشوت للابحاث في اسرائيل في مايو ايار ان ثلثي الاسرائيليين يعارضون الانسحاب من الجولان مقابل معاهدة السلام التي تعرضها سوريا في المقابل. وللجولان وضع خاص بالنسبة للاسرئيليين بسبب الجداول التي تقطعها وتصب ببحيرة طبريا وهي مصدر ثلث احتياجات اسرائيل من الماء العذب ولجمال طبيعتها الذي يجذب السائحين وهواة التزلج والرحلات.وفوق كل ذلك فانهم يرون للمرتفعات ميزة عسكرية اذ تضع الجيش الاسرائيلي على بعد 60 كيلومترا فقط عن دمشق رغم أن كثيرا من المحللين يقولون انه في عصر الصورايخ طويلة المدي وانظمة الانذار المبكر فان الجولان المنزوعة السلاح لن يكون لها اي قيمة استراتيجية تذكر. ويرى افي زيرا الذي شيد محطة لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح على المرتفعات أن تفاصيل الاتفاق مع سوريا اقل اهمية من مستقبل سكان الجولان الاسرائيليين. ويقول "الترتيبات الفنية مهمة لكنها ليست جوهر المسألة. المياه.. نزع السلاح.. حق الدخول.. كل ذلك يمكن الاتفاق عليه من خلال المفاوضات. انني اتحدث عن حقوقنا الاساسية بعد ان امضينا 40 عاما هنا. ينبغي ان يطرح ذلك على المائدة."ويقترح زيرا صيغة تتيح لسوريا سيادة رسمية على الجولان مع ترتيبات تسمح للاسرائيليين بمواصلة حياتهم الى جانب السوريين العائدين. وتابع "يقول البعض انها ملكنا وانها ذكرت في التوراة وتم ضمها. ويقول اخرون ان السلام له نفس القدسية. اقول ابحثوا عن حل وسط. واذا لم يحدث فالامر ليس ضروريا. لقد جئنا هنا لنبقى."وفيما كانت الشمس تغرب فوق بحيرة طبريا كانت بيليج تتحدث عن المساحات المفتوحة الشاسعة وكيف أنها مناسبة لتربية الخيل وركوبها. قالت بيليج (38 عاما) وهي أم لاثنين "اذا تحقق سلام حقيقي سنرحب بخيالة سوريين الى مزرعة راموت" ولكنها اعترفت في نفس الوقت بانه حلم صعب المنال.وأضافت وهي تنظر للجبال والبحيرة ان اسرتها قد تفكر في الانتقال الى مونتانا اذا ما اجبرت على مغادرة الجولان. وقالت "انا صهيونية واسرائيل وطني. ولكن اذا اضطررت لمغادرة هذا المكان.. فسأشعر بمرارة بكل تأكيد