روسيا تبحث الإعتراف بأوسيتيا وأبخازيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، وكالات: يجتمع البرلمان الروسي الإثنين لبحث الإلتماس الذي قدمته إلى موسكو القوى التي تريد الإنفصال عن جورجيا بالإعتراف بإستقلالها. وكان أعضاء المجلس الإتحادي (البرلمان) بمجلسيه قد قطعوا إجازاتهم لبحث مسألة النزاع مع جورجيا.
وصرح سيرغي ميرونوف رئيس المجلس الاتحادي بأن المجلس الاتحادي على استعداد للاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، إذا ما رغب أبناؤهما بذلك وإذا ما كان هناك قرار مناسب من قبل الرئيس ديمتري ميدفيديف. وستغذي هذه الخطوة إن تمت جذوة التوتر مع الغرب حول تدخل روسيا العسكري في جورجيا المؤيدة للغرب.
وقد تدلل القرارت بشأن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا (وهي غير ملزمة) على نوايا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، وقد تهدف إلى تقوية موقفه مع الغرب خلال تفاوضه حول وضع القوات الروسية في الدولة عضو الاتحاد السوفييتي سابقا.
وقد دعت فرنسا رؤساء دول الاتحاد الأوروبي إلى اجتماع في 1 أيلول/سبتمبر لبحث الأزمة ومراجعة علاقلات الاتحاد بروسيا. وترأس فرنسا الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، وقامت بهذه الصفة في التوسط بين روسيا وجورجيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه يجب تخفيض العلاقات مع روسيا إذا لم تقم قواتها بالانسحاب بالكامل من جورجيا.
وكان ميدفيديف قد أبلغ القادة الانفصاليين في اجتماع بهم بموسكو في الرابع عشر من الشهر الحالي أن روسيا تؤيد سعي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا إلى الحكم الذاتي، وتعهد بضمان مثل هذه الخطوة.
غير أنه بإمكان الكرملين إذا ما اراد ـ وقد فعل ذلك في السابق ـ تجاهل دعوة البرلمان التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع مع الغرب، وأن يستخدم الضغوط الداخلية للمساومة في أي مفاوضات مع الغرب.
النزاع سبب خسائر بقيمة ملياري دولار
بدوره صرح الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في مقابلة الاثنين ان النزاع سبب خسائر لبلده بقيمة ملياري دولار (1,4 مليار يورو). وقال ساكاشفيلي لصحيفة فايننشال تايمز ان جورجيا تحتاج الى اموال لاعادة الاعمار وكذلك الى "ضمانات" من اوروبا والولايات المتحدة لتهدئة مخاوف المستثمرين.
وردا على سؤال عن حجم الخسائر التي سببها النزاع، قال ساكاشفيلي "مليارات. انها البنية التحتية والطرق وسكك الحديد وكذلك الثقة. حاليا نتحدث عن ملياري دولار". وحول ما تحتاجه جورجيا لاعادة الاعمار، قال "نحتاج الى سيولة نقدية كما نحتاج على الامد الطويل الى ضمانات للشركات التي تأتي الينا يمكن ان تسهل الاعمال". واضاف ان "ما يحتاج اليه الاقتصاد ليتطور هو مستوى كبير من الامن".
وتابع ساكاشفيلي "نحتاج الى توجيه رسالة تفيد ان المستثمرين يجب الا يخافوا من ان تدمر دبابات روسية استثماراتهم. نحتاج الى نوع من الامن وقوة لحفظ السلام يمكن ان تخفف من قلقهم ونحتاج الى ضمان للمستثمرين". واضاف "نحتاج الى ضمان من مختلف المؤسسات الاوروبية والولايات المتحدة ونحتاج الى تهدئة مخاوف المستثمرين".
ميركل تستبعد تجميد علاقات بلادها مع روسيا
الى ذلك أكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مقابلة أن بلادها لا تفكر في تجميد علاقات بلادها مع روسيا بالرغم من نزاعها مع جورجيا. وردا على سؤال حول احتمال تجميد العلاقات بين ألمانيا وروسيا قالت ميركل في مقابلة بثتها قناة ZDF الألمانية العامة الأحد: بالطبع لا، فلدينا الفلسفة نفسها التي تقضي بالتحاور بصراحة.
وبعد ان استبعدت الفكرة القائلة بان التاريخ يعيد نفسه، رأت أن الحرب الباردة وضع مختلف تماما مع فرض قيود على الحريات في قسم من أوروبا. وأسفت ميركل لعدم احترام الروس تعهداتهم كما هو مقرر في خطة السلام التي وضعتها الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي. ويتهم الغربيون موسكو بتأخير استكمال انسحابها من جورجيا. وأضافت ميركل انه قد يتحول الأمر إلى خرق للاتفاق إذا بقي الوضع على ما هو عليه.
وتابعت: وضعت ثقتي بمدفيديف ليطبق الخطة ويجب ألا نخيب آمال بعضنا لأنه سيبقى لذلك اثر. وأكدت ميركل دعمها لترشيح انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف الأطلسي. وكانت الحكومة الألمانية قد طالبت روسيا بسحب قواتها بشكل كامل من الأراضي الجورجية ، حيث ذكر توماس شتيج نائب المتحدث باسم الحكومة أن المعلومات المتوفرة تشير فقط إلى بدء القوات الروسية الانسحاب من جورجيا دون إتمامه بشكل كامل.
وشدد المتحدث على أن بلاده تنتظر من موسكو التنفيذ العاجل والكامل للاتفاق الذي وقعه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والذي ينص على سحب القوات بالكامل إلى الخطوط السابقة قبل اندلاع المعارك العسكرية بين الجانبين بما في ذلك الانسحاب من الطرق التي تربط بين غرب وشرق جورجيا وضمان إعادة حرية الحركة في هذه الطرق.
وتأتي هذه المطالبة العاجلة بالانسحاب بعد اتصال هاتفي بين المستشارة ميركل والرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، الذي أكد بطء الانسحاب الروسي. وقالت انه على روسيا أن تدرك أن الجمهوريات السوفيتية السابقة دول حرة يمكنها الاختيار بالتحالف مع حلف شمال الأطلسي الذي ليس منظمة من حقبة الحرب الباردة بل حلفا مستقبليا.
وتحاول ألمانيا أن تكون عنصر استقرار في النزاع في القوقاز على خلفية انقسامات على المستوى الأوروبي. وقبل زيارة تبيليسي في 17 أغسطس/ آب، توجهت ميركل إلى روسيا لدعم خطة السلام الفرنسية.