التايمز: حريق مجلس الشورى المصري مثير للشبهة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: إنفردت صحيفة التايمز الصادرة الإثنين بتغطية خاصة بالحريق الذي أتى على مقر مجلس الشورى المصري، وقالت أن ألسنة اللهب الأولى كانت قد بدأت في الظهور، لكن لا أحد من المارة إنتبه لما يحدث في البناية التي تعود الى القرن التاسع عشر.
وتقول الصحيفة انه بعد ساعتين كانت النيران قد التهمت البناية، امام آلاف المصرين ممن كانوا يشاهدون الديوان الاعلى لبرلمانهم وهو يحترق، وطائرات الهليوكوبتر وهي تنقل خزانات المياه من نهر النيل في محاولة لاطفاء الحريق الذي غطى دخانه اجواء العاصمة القاهرة. وما ان انتهت مهمة اطفاء الحريق، الذي خلف مقتل رجل اطفاء واصابة 16، حتى بدأت تروج في القاهرة نظريات المؤامرة حتى امتلأت بها، حسب التايمز.
وتذكر الصحيفة بالرواية الرسمية التي تقول ان تماسا كهربائيا هو سبب الحريق، وهو ما ناقضته سلسلة من الادلة التي سربت الى الصحف المصرية المستقلة، وهو ما اضر كثيرا بمصداقية الحكومة. وتقول الصحيفة ان بعض المختصين، ومنهم اللواء فؤاد علام، رئيس مباحث امن الدولة السابق، قال ان الحريق لا بد ان يكون حريقا متعمدا وبفعل فاعل، وهو ما فتح الباب واسعا امام المستفيد من حرق بناء كهذا.
وتشير التايمز الى ان الاجابة تكمن في رماد مكتبة البرلمان، حيث كانت تخزن وثائق ذات صلة بعدد من قضايا الفساد. وتقول ان شخصيات من رجال الاعمال ترتبط بالرئيس المصري حسني مبارك تحوم حولها شبهات بعدة فضائح فساد تبدأ من توريد دم ملوث للمستشفيات وحتى حريق القطار في الصعيد الذي راح ضحيته 370 راكبا.
وتذكّر الصحيفة بأن المحاكم المصرية برأت الشهر الماضي ممدوح اسماعيل صاحب العبارة التي غرقت في عام 2006 وغرق فيها اكثر من ألف انسان، وهو حكم اثار سخطا واسعا في اوساط الشعب المصري.
"الحريق اسهل الطرق"
وتنقل الصحيفة عن محسن راضي عضو البرلمان عن جماعة الاخوان المسلمين قوله ان الحريق المتعمد هو من اسهل الطرق امام المسؤولين الحكوميين الفاسدين للتخلص من وثائق وملفات مهمة. وتقول الصحيفة ان نظيرتها المصرية، صحيفة البديل، قالت ان البناية كانت تفتقر الى نظام مكافحة حرائق فعال.
كما نقل عن شهود عيان قولهم ان رجال الاطفاء احتاجوا الى اكثر من ساعتين ونصف للبدء في معالجة الحريق، على الرغم من وجود عدد من سيارات الاطفاء في منطقة الحريق. كما تقول التايمز انه تم الكشف عن مهندسين داخل البناية حاولوا الوصول الى الطابق الثالث حيث معدات الحريق، لكنهم منعوا من قبل عدد من رجال امن الدولة الذي كانوا متواجدين عند السلالم المؤدية الى هذا الطابق.
وان اوامر صدرت الى دور الطباعة الحكومية بعدم طبع نسخ صحيفة البديل التي تحمل تلك المزاعم، وبالتالي لم تصل الى الشارع المصري، لكن التايمز حصلت على نسخة من طبعتها الممنوعة على موقع الصحيفة على الانترنت.
وتقول الصحيفة البريطانية ان الحكومة نفت وجود مزاعم بان الحريق كان متعمدا، ونقلت عن عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة قوله: "نرجو ان تدعوننا نركز على المشكلة من دون تضليل الناس بهذه الاشاعات الرخيصة". لكن الحكومة، تقول الصحيفة، ذعرت من مزاعم التقاعس والاحتيال، وهو ما دفعها الى تشكيل لجنة للتحقيق في حادث الحريق، وهي تأمل في اعادة فتح البناية مع بدء الموسم البرلماني الجديد في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.