ميدفيديف يستبعد قطع علاقات بلاده مع حلف الأطلسي

موسكو، وكالات: إستبعد الرئيس ديمتري ميدفيديف قطع علاقات روسيا تماما مع حلف شمال الأطلسي بسبب موقفه من الأزمة مع جورجيا رغم أنه طرح عدة خيارات بشأن مواصلة التعامل مع الحلف. وقال الرئيس ميدفيديف: "لا نريد شراكة وهمية. فعندما بدأت القواعد تطوقنا من عدة جهات، وإرتفع عدد الدول المنضوية تحت لواء حلف الأطلسي، طُلب منا ألا نقلق وقيل إن كل شئ على ما يرام، الأمر الذي لم نحبذه بطبيعة الحال. هذا بالإضافة إلى التحركات التي حاصرتنا في الفترة الأخيرة.

وأكد ميدفيديف قدرة روسيا على مواجهة عواقب تجميد التعاون مع حلف شمال الأطلسي وقال: "إن التعاون، بصراحة لصالح الدول الأعضاء في الحلف لا في مصلحة روسيا. ونحن على إستعداد لإتخاذ أي قرار بما في ذلك قطع علاقاتنا تماما. وسيكون هذا قرارا صعبا، لكنني آمل أن يفكر شركاؤنا في هذا الأمر."

اجتماع لمجلس الامن القومي

واعلن المكتب الاعلامي في الكرملين ان مدفيديف سيتراس الثلاثاء اجتماعا لمجلس الامن القومي غداة دعوة البرلمان الروسي الى الاعتراف بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين الجورجيتين. وقال احد اعضاء المكتب ردا على سؤال حول احتمال عقد اجتماع لمجلس الامن القومي "سيعقد اجتماع في سوتشي (جنوب روسيا)" حيث يقيم مدفيديف حاليا بدون اعطاء مزيد من التوضيحات. واعلن مصدر في المجلس كما نقلت عنه اذاعة صدى موسكو ان الاجتماع سيعقد عند الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (9,30 ت.غ) بدون تحديد جدول الاعمال.

وبحسب صحيفة فيدوموستي الروسية الصادرة الثلاثاء فان مدفيديف قد يرد على دعوة البرلمان الروسي للاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا رغم مخاوف الغربيين. وكتبت الصحيفة ان وزيري الخارجية سيرغي لافروف والدفاع اناتولي سيرديوكوف، العضوان في مجلس الامن القومي، وصلا الى سوتشي لحضور الاجتماع. وكانت الولايات المتحدة والمانيا ودول اخرى دعت الاثنين مدفيديف الى احترام وحدة اراضي جورجيا وعدم الاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين.

توزيع المساعدات ومواد الإغاثة

على صعيد آخر، يواصل فريق البحرية الأميركية تفريغ حمولة بارجة أميركية من المساعدات ومواد الاغاثة إلى المشردين داخليا في جورجيا جراء النزاع مع روسيا. يقول براين ليفاف منسق الشؤون الإدارية في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: "هناك كميات كبيرة من المساعدات، ومن خلال تقييم المنظمات غير الحكومية وشركاء الوكالة والمنظمات التي تتعامل معها سنقوم بتوزيع هذه المساعدات على تلك المنظمات حسبما تقتضي الحاجة بناء على تقييمها، لتتولى بدورها توزيعها على المشردين داخليا أوعلى المخيمات التي يوجد فيها من يحتاجونها".

وقد رجح رئيس هيئة الاركان الروسية أن تقوم القوات الروسية في ميناء بوتي في جورجيا بتفتيش بواخر الشحن القادمة إليه. لكنه أكد أنه لا سلطة لتلك القوات بتفتيش السفن الحربية الغربية القادمة إلى المنطقة.

مسؤول روسي يحذر

في سياق آخر حذر السفير الروسي في كابول في مقابلة مع صحيفة "تايمز" البريطانية الثلاثاء من ان استخدام حلف شمال الاطلسي الطرقات الروسية لنقل مواد غذائية ومعدات الى افغانستان يمكن ان يتوقف لان روسيا علقت تعاونها العسكري مع الحلف.

وردا على سؤال حول معرفة ما اذا كان تجميد التعاون العسكري الروسي مع الحلف الاطلسي يعلق اتفاقا وقع في نيسان/ابريل حول نقل معدات الى افغانستان عبر الطرقات الروسية، قال زامير كابولوف "بالطبع لم لا؟". واضاف "لا يمكن لعاقل ان يتصور التعاون مع روسيا في جزء من العالم والتحرك ضدها في جزء اخر".

وقررت موسكو "تجميد" تعاونها العسكري مع الحلف الاطلسي ردا على انتقادات الدول اعضاء الحلف لعملياتها العسكرية في جورجيا. ويقود حلف شمال الاطلسي القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) وقوامها 47 الف عنصر المكلفة مساعدة الحكومة المركزية في افغانستان على بسط نفوذها ومحاربة متمردي طالبان.

الا ان سفير روسيا اكد ان موسكو لا تسعى الى تقويض جهود الحلف في افغانستان. وقال ان "هزيمة الحلف الاطلسي ورحيله بعد ان يترك كل هذه المشاكل وارءه لا يخدم مصالح روسيا". واضاف "نفضل ان يكمل الحلف عمله ويرحل من هذه المنطقة (...) لكن حاليا سنكون آخر الذين يطالبون برحيل الحلف".