أخبار

إتهام روسيا بالخروج عن القانون الدولي والصحف تحذر موسكو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس توما من براغ،وكالات:عبر السيناتور الأميركي باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، عن إستنكاره لإعتراف روسيا بإستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، إلا أنه لفت إلى "أن لا أحد يريد أوباما: لا أحد يريد حربا باردة جديدة مع روسيا".

وقال أوباما في تصريح له إنه يدعو جميع بلدان العالم للامتناع عن إعطاء هذه الخطوة مشروعيتها، ويدعو الحكومة الروسية إلى ضرورة "احترام وحدة أراضي جورجيا وغيرها من الدول المستقلة". وفي كل الأحوال لا يريد أوباما الحرب الباردة الجديدة مع روسيا، بل يرى أن هناك مصالح مشتركة كثيرة بين الولايات المتحدة وروسيا.

ومن جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن روسيا "خارجة عن القانون الدولي" مؤكدا أن الإتحاد الأوروبي "لا يمكن أن يقبل بهذه الإنتهاكات لكل القانون الدولي" و"اتفاقات امنية".وقال كوشنير "لا يمكننا ان نقبل هذه الانتهاكات لكل القانون الدولي والاتفاقات الامنية والتعاون في اوروبا وقرارات الامم المتحدة واستيلاء جيش على ارض بلد مجاور للمرة الاولى منذ فترة طويلة".

واكد الوزير الفرنسي ان قادة الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي "سيتحركون بالتأكيد" خلال قمتهم الاثنين، مؤكدا ان "روسيا خارجة عن القانون الدولي وهذا ليس رأي الاتحاد الاوروبي وحده".

الاعتراف بابخازيا واوسيتيا يستند للقانون الدولي

وكان اكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان قرار موسكو "يستند الى القانون الدولي" وذلك في مقالة نشرتها الاربعاء صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. وكتب مدفيديف ان الاعتراف بهذا الاستقلال تم "عبر اخذ الرغبات التي عبر عنها بحرية شعبا اوسيتيا وابخازيا في الاعتبار وعلى اساس مبادىء ميثاق الامم المتحدة ووثائق اخرى للقانون الدولي". واضاف ان هذا القرار "لم يتخذ باستخفاف ولا بدون درس عواقبه بالكامل" معتبرا ان هذه المنطقة مثل "برميل بارود" عملت "قوات حفظ السلام الروسية على منع اشتعاله". وواجه اعتراف روسيا الثلاثاء باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية جبهة رفض من الدول الغربية التي دانت على غرار تبيليسي هذه الخطوة باعتبارها "انتهاكا غير مقبول" للقانون الدولي.

بدورهارفضت تشيكيا قرار الاعتراف بالاستقلال معتبرة هذا القرار بأنه غير قانوني. واعتبرت وزارة الخارجية التشيكية في بيان لها هذا القرار بأنه اعتداء على استقلال وسيادة ووحدة أراضي جورجيا المضمونة بميثاق الأمم المتحدة والوثيقة الختامية لمؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا وقرارات الأمم المتحدة المعنية كما ورد في البيان. وشددت الوزارة على أن الحكومة التشيكية تصر على ضرورة احترام مبدأ وحدة أراضي جورجيا ضمن الحدود المعترف بها دوليا وتدعو إلى حل سياسي سريع للخلاف القائم كما أبدت استعداها مع الشركاء في الاتحاد الأوربي للتفاوض حول تداعيات القرار الروسي.

وبالتوازي مع هذه الموقف عبرت الخارجية السلوفاكية في بيان تلقت إيلاف نسخة منه عن موقف مماثل لكن الخارجية السلوفاكية اختارت عبارة عدم الموافقة على القرار الروسي بدلا من استخدام عبارة أنها ترفض القرار الروسي مشددة على أن موقفها غير الموافق يستند إلى مبادئ السيادة وعدم جواز المس بأراضي جورجيا ضمن الحدود المعترف بها دوليا حل الخلاف بالطرق السلمية حصرا بالتوافق مع القانون الدولي.

وشددت الخارجية السلوفاكية على أن سلوفاكيا من بين الدول القليلة في الاتحاد الأوربي التي تصر وبشكل مبدئي على وحدة أراضي جورجيا كما أصرت في وقت سابق على موقف مماثل بشان وضع صربيا وكوسوفو في إشارة إلى أنها لم تعترف إلى اليوم باستقلال كوسوفو الأحادي الجانب وأنها ترى بان إعلان الاستقلال مثل خرقا للقانون الدولي. ودعت الخارجية السلوفاكية بقية الدول في العالم للالتزام بالقوانين الدولية في موضوع الاعتراف باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية.

وفي ما يتعلق باستقلال كوسوفو، قال مدفيديف "في العلاقات الدولية لا يمكن ان تكون هناك قاعدة للبعض وقاعدة للبعض الاخر". وبحسب وكالة الانباء الايطالية "انسا" فان الرئيس الروسي وجه رسالة تفسير حول اعتراف موسكو باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لعدة قادة غربيين بينهم الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن مضمون هذه الرسائل.

الصحف الروسية تحذر موسكو

بدورها حذرت الصحف الروسية الاربعاء من ان القرار ينطوي على مخاطر بالنسبة لروسيا. وكتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية ان "روسيا قد تجد نفسها في عزلة خطيرة جدا اذا لم تدعم اي دولة اخرى استقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية". واضاف "يجب النظر هنا الى كيفية تقدم روسيا في اقامة اتصالاتها خلال السنوات القليلة الماضية، على سبيل المثال مع العالم العربي. ليس من المستحيل ان تدعم تركيا وايران وسوريا او الاردن روسيا في هذه المسالة لكن ذلك امر غير اكيد".

وحذرت الصحيفة من ان مشكلة اكبر اصبحت تلوح في الافق بالنسبة لروسيا "اذ ان العديد من المناطق الروسية يمكن ان تتذرع بحجة جديدة من اجل المطالبة بالاستقلال ويجب النظر الى ذلك بوضوح".واضافت "على سبيل المثال، ارساء الاستقرار في شمال القوقاز قد يبدو مختلفا جدا الان".

من جهتها كتبت صحيفة "فريميا نوفوستي" ان "شمال القوقاز يرى قرار موسكو كعمل تصميم وقوة كان مفقودا في السنوات الماضية، لكن هذه الفرحة قد يتبعها رد فعل مختلف جدا". وقال المحلل الكسي ارباتوف للصحيفة ان الاعتراف قد يكون مكلفا ايضا للاقتصاد الروسي لان قرار موسكو يعني "الالتزام بتأمين اكتفاء ذاتي لهاتين الجمهوريتين وخصوصا اذا لم تعترف بهما اي دولة اخرى".

لكن وسائل الاعلام لم تعكس قلقا ازاء تنديد الغرب بهذه الخطوة معتبرة ان روسيا تملك الكثير من المقومات التي تحول دون عزلتها بالكامل. وكتبت صحيفة "فيدوموستي" المتخصصة في مجال الاعمال ان "الغرب سيفرض قيودا على الاعمال الروسية وسيعقد امور تاشيرات الدخول لكنه لن يضغط كثيرا على روسيا تخوفا من خسارة فرصة الحوار".

من جهتها كتبت "ازفستيا"، "بالطبع كل العواقب السلبية -- تنديد وتهديدات من اوروبا والولايات المتحدة واستياء دول تعاني من مشاكل اقليات مثل الصين -- متوقعة". واضافت "لكن روسيا تثبت هذه الايام ان كل التهديدات لا تؤدي الى نتيجة والعزلة لا معنى لها لانها مدركة جدا لواقع من يحتاج الاخر اكثر". لكن الصحيفة حذرت من ان عدم وجود دعم دولي لهذه الخطوة قد يؤثر على مصداقيتها. وقالت "عند دعم كوسوفو حشدت الولايات المتحدة تاييد عدة دول لموقفها. لكن بدون دعم دولي، اي اعلان للاستقلال يبقى غير كامل".

ترحيب بقرار مدفيديف

تكفل جميع المواثيق الدولية حق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش في دول تضمن حقوقها وتصون ثقافتها وتاريخها، وهو الأمر الذي تبرره كل المعايير الأخلاقية. وبعيداً عن الأصوات القادمة من الغرب والمرتكزة على مصالح آنية تعتمد في نظرتها الى قضايا الآخرين على معايير مزدوجة أقل ما يمكن القول عنها انها فقدت حسها الإنساني بالكامل، فإن ردود الفعل في عدد من العواصم كان مرحباً بالخطوة الروسية وداعماً لها. فقد عبر المواطنون في موسكوعن فرحتهم بقرار مدفيديف خصوصاً بعد الهجوم الجورجي على الشعب الأوسيتي وبعد التضحيات التي قدمها في مواجهة جنون ساكاشفيلي المدعوم من الغرب.

واكد هؤلاء المواطنون عن ثقتهم بأن هذه الخطوة ستزيد الشعب الروسي قوة ووحدة، لأن القضية التي دعمها جيش بلادهم قضية عادلة. ويقول أحد المواطنين الروس بهذا الصدد: "أعتقد أنه أمر طبيعي... لا يوجد هناك أي تهديد لنا... بل على العكس، فهذا أفضل؛ فنحن سنظهر للعالم بأنه من غير الممكن اخافتنا... فالروس سيصبحون أكثر وحدة".

من جانبه دعا زعيم المعارضة فيكتور يانوكوفيتش حكومة بلاده الى دعم الإرادة الحرة لشعبي الجمهوريتين ورغبتهم الحقيقية والمشروعة في الإستقلال. وأكد يانوكوفيتش أن هذه الخطوة تشكل استمرارا منطقيا للخط الذي اعتمده الغرب عندما اعترف باستقلال اقليم كوسوفو عن صربيا.

من جهتهم اعتبر برلمانيو بيلاروسيا هذه الخطوة الروسية أمراً مشروعاً ومبرراً، خصوصاً بعد الطريقة التي تعامل وفقها الغرب مع صربيا. وشدد أعضاء لجنة العلاقات الدولية في البرلمان البيلاروسي على دعمهم الكامل لقرار الرئيس الروسي وطالبوا حكومة بلادهم السير على خطى روسيا في الإعتراف بإستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وبحصول هاتين الجمهوريتين على اعتراف الجارة الكبرى، تكونان قد قطفتا اولى الثمار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف