أخبار

بوتين وبرلسكوني يتجهان نحو الطلاق السياسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: يتخوف المراقبون السياسيون اليوم من طلاق سياسي محتمل بين برلسكوني وبوتين بعد سنوات طويلة من الغزل الديبلوماسي السياسي المتبادل بين الرئيسين. في هذا الصدد، يدعو "جورجو نابوليتانو"، رئيس الجمهورية، جميع التيارات السياسية هنا الى المساهمة في دعم المواقف الصارمة للمسؤولين والبرلمانيين في الاتحاد الأوروبي، ودعوة الجميع الى احترام الأسس التي لا يمكن انتهاكها والتي تعترف بها الجالية الدولية السياسية. علاوة على ذلك، يدعو نابوليتانو الى إيجاد الحلول المناسبة التي تثابر على تطبيقها كافة الأطراف المعنية بسرعة قبل ولادة الجيل الجديد من الحرب الباردة بين روسيا والغرب. مع ذلك، يتعاظم قلق القصر الجمهوري الإيطالي أمام الاعتراف الروسي أحادي الاتجاه باستقلال أوسيتا الجنوبية وأبخازيا. فالعلاقات بين روسيا، من جهة، والناتو والاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى، ابتعدت كل البعد عن إطارها الودي المعتاد، في الآونة الأخيرة. هذا وتميل لجان البرلمان ومجلس الشيوخ، التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية، بالإجماع الى إدانة التغير الدفاعي المفاجئ في السياسة الروسية.

ان الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كان حلماً يشوش نوم فرانكو فراتيني، وزير الخارجية. وهاهو يتحقق، في النهاية! بالتالي، من المتوقع أن تتبدل المعالم السياسية للكرة الأرضية كون خطوة حكومة موسكو لا تتقيد بقواعد الشرعية الدولية إنما تتكون على أسس وحسابات غامضة قد تكون لها تداعيات قد تنقل حرب الأيام الماضية الى صراعات دولية تطال منطقة الخليج العربي. يكفي النظر الى الشرايين النفطية التي تنطلق من جورجيا وصولاً الى الحدود السورية التركية. بمعنى آخر، فان "بلقنة" منطقة القوقاز، وفق منهج عرقي، سيكون خطراً على الجميع. لذلك، يتهاتف برلسكوني وفراتيني، بين الفينة والفينة، مع نظيرهما الروسيين بهدف دعوتهما الى اتخاذ الحذر الشديد في مواقفهما.

بنظر فراتيني، قام الغرب بإذلال روسيا في السنوات العشر الأخيرة التي شهدت ضغطاً غربياً على روسيا يرتبط بتجهيز دول الغرب بالنفط فضلاً عن إيجاد الفرص التجارية للشركات الغربية في قلب روسيا. في المقابل، لم يفعل الغرب أي شيء للاعتراف بدور روسيا السياسي. هكذا، تحولت خيبة أمل الروس الى انفجار سياسي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أزمة وتعدي ...
عبده -

الحرب الباردة لم تنتهي في عهدة خورباتشوف أو يلسن أو حتى بوتين ، كانت ماتزال تتفاعل تحت الرماد...كل ماكان في الامر أن الغرب بزعامة الولايات المتحدة حاولت تغيير روسيا ببطىء، أي اعتمدت الموت البطيء للفكر الأشتراكي أو الشيوعي بالأتحاد السوفياتي القديم أو داخل روسيا. فتخوف الغرب من التحاق العلماء بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والتحاقهم بدول تعتبر مارقة في نظر الولايات المتحدة أو حلفئها ، دفعهم لمحاولة إنقاذ اقتصاد روسيا ولتحقيق الهدفين . بقاء العلماء والتنولوجيا الروسيا بروسيا وعم بيعها، تقيق بعض الرفاه للشعب الروسي وبذلك دفعهم لطي الفكر الشيوعي أو الاشتراكي.لكن الطفرة التي حققها الروس بمساعدة الغرب استفاد منها طبقات الاغنياء الروي، بينما الشعب بقي يبكي على أطلال الاتحاد السوفياتي ، وأمجاده، والرخاء الذي كان يحقق للعب الفقير من الروس.لقد كان الروس يتابعون بمرارة ما كان يحدث لحلفائهم القدامى ..بعد انهيار الاتحاد السفياتي أو في مرحلة ما قبل انهياره...غزو العراق .. القضاء على نظام ميلوزيفتش ، اسقلال كوسوفو .. الحرب في افغانستن ...الحرب الباردة ضد الايرانيين ، دعوة بلدان مجاورة للروس للأنضمام للغرب مثل جورجيا...في الواقع كان الروس يرون بأنهم يتهاوون وانهم سيسقطون اليوم أو غدا...الضغوط التي تمارسها أمريكا.. ومحاولتها تنصيب صواريخ ربما كان في أبخازيا لو لم تحدث الحرب الأخيرة...في نفس الوقت كان الغرب يداهن ويتفاوض مع كوريا ويقدم لها السلة وراء السلة ولم يفكر في تنصيب لا صوراريخ ولا مدرعات بالقرب منها ، في نفي الوقت كان الغرب يتفوض مع الإيرانيين ويقدم لهم السلة بعد السلة بينما الروس المالكون لترسانة نووية يجابهون بالضغوط والتشدد ...في الواقع الروس لن يتقبلوا هذا ففيه إهانة لهم وإضعاف لوطنيتهم ...إن الحرب على جورجيا في الواقع هي جس نبض عمد إليه الروس لمعرفة مايفكر فيه الغرب ... ولقد اتضح بأن الغرب لا يفكر إلا في نفسه ...ولا يفكر في شراكة حقيقية بين الغرب والروس أوبقية العالم .. فعندما تشهر ورقة حرمان الروس من منظمة التجارة ، أو الشراكة الاستراتيجية أو غيرها يتبين للروس أن ألغرب براغماتي إلى أبعد الحدود... ولم تكن في الروس مصالح للغرب ما فكر في قيام شراكة بينهممن ثم يظهر بأن ردة فعل الروس طبيعية ، وكم كان العالم يتمنى قيام عدة أقطاب عوض القطب الواحد فلماذا النفاق إذن ووصف