الذرة الإيرانية هل أصبحت ورقة مساومة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، وكالات: تزخر وسائل الإعلام منذ فترة طويلة بأحاديث حول سيناريو "ورقة المساومة " بشأن المشكلة النووية الإيرانية في العلاقات الروسية الأميركية. وهذه الأحاديث تجري في سياق واحد: الولايات المتحدة تترك جورجيا لروسيا وهي من جانبها تتخلي عن إيران لـ" تتكفل بها" الولايات المتحدة. وبعد المغامرة الجورجية ضد أوسيتيا الجنوبية ظهرت هناك افتراضات من جديد حول احتمال إجراء عملية "المساومة" الآنفة الذكر.
وتولت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس هذه المسألة. وكان باديا بوضوح كيف تحاول رايس بصعوبة ضبط نفسها خلال الأيام الأولى من انتهاء العملية العسكرية للتصدي للعدوان الجورجي على أوسيتيا الجنوبية. وفي النهاية فإن البيت الأبيض وعد موسكو بإعادة النظر في موقفه من العلاقات مع روسيا في كل محاورها تقريبا. وردا على ذلك وعد مندوب روسيا الدائم في هيئة الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في مقابلة لقناة أميركية بتواضع أن روسيا "قد تحرم الولايات المتحدة من مساعدتها في حل بعض القضايا الهامة كالمشكلة الإيرانية مثلا".
وقد أجري هذا التبادل بـ"المجاملات" على المستوى الدبلوماسي على خلفية النشاط العسكري للقوات البحرية الأميركية وحلفائها في الناتو بشأن المشكلة النووية الإيرانية. وكما ذكرت الصحيفة المصرية The Middle East Times فإن المجموعات البحرية الأميركية البريطانية الفرنسية المشتركة بعد انتهائها من المناورات في المحيط الأطلسي التي جرى خلالها التدريب على ضرب الحصار على الساحل الإيراني اقتربت من مدخل الخليج العربي. وتترأس المجموعة الضاربة الأولى حاملة الطائرات "تيودور روزفلت" التي تحمل 80 طائرة من طائرات القوات الجوية الأميركية على متنها، فيما تترأس المجموعة الثانية حاملة الطائرات "رونالد ريغان" والثالثة- حاملة الطائرات "أيوجيما". وكنتيجة ستحتشد عند السواحل الإيرانية أكثر من 40 قطعة بحرية بما فيها حاملات الطائرات والطرادات والغواصات مع العلم أن بعض الغواصات تحمل على متنها أسلحة نووية.
ويتنبأ الخبراء بإمكان وقوع أحد الاحتمالين؛ الاحتمال الأول أن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بمحاصرة إيران مع إمكانية إغلاق الخليج العربي الذي يصل عبره إلى إيران 40 بالمائة من الوقود المستهلك في البلد مع عدم السماح للقوات البحرية الإيرانية بأن تغلق مضيق هرمز بإغراق ناقلتين أو ثلاث للنفط". أما الاحتمال الثاني فيكمن في تواجد المجموعات البحرية الغربية في مياه الخليج من أجل دعم ضربات الطيران الإسرائيلي الموجهة إلى المنشآت النووية الإيرانية. ويرى معظم الخبراء أن طهران لن تحتمل مثل هذه المحاصرة نظرا للوضع الحالي للاقتصاد الإيراني.
وفيما يتعلق بالضربات الجوية للطيران الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية فعلى الأرجح أن تكون هذه الفكرة سابقة لأوانها. فإسرائيل ذاتها غير مستعدة للحرب مع إيران ولا يمكنها أن تضمن لنفسها حماية كافية من الضربات التي سترد بها إيران. أما منظومات الدفاع المضاد للصواريخ التي وعدت بها الولايات المتحدة إسرائيل فلن تدخل الخدمة قبل عام 2009. كما أن الولايات المتحدة لا تزال ترفض تزويد إسرائيل بالأسلحة الهجومية الدقيقة التصويب لأنها لا ترغب في أن تبادر إسرائيل إلى شن حرب على إيران.
إيران تشكل قيادة صاروخية.. وتهدد إسرائيل بحلفائها "الشيعة"
وكانت أعلنت إيران الأربعاء أنها تبحث تشكيل قيادة مستقلة لتطوير قدراتها الصاروخية، وهددت في الوقت نفسه، بأن صواريخها قادرة على "تدمير" إسرائيل، إضافة إلى أن "الحلفاء الشيعة" لإيران في الخارج، يمكنهم الرد على أي "عدوان" إسرائيلي يستهدف الجمهورية الإسلامية.
وأعلن القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، اللواء محمد علي جعفري، أن يجري بحث تشكيل قيادة مستقلة لتطوير القوة الصاروخية بالحرس الثوري، مشيراً إلى أنه في إطار تعزيز القدرة القتالية، ضمن ما أسماه "عام الإبداع والازدهار"، فقد تم تشكيل 31 فيلقاً لقوات حرس الثورة الإسلامية بمختلف المحافظات الإيرانية.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن جعفري قوله: "إن تجربة حرس الثورة الإسلامية خلال 30 عاماً، على الصعيدين الداخلي والخارجي، خاصة على صعيد مواجهة الحقائق والمتطلبات التنظيمية، وكذلك إدراك استراتيجيات وتهديدات أعداء الثورة والشعب الإيراني، أثبتت أن التغييرات الهيكلية في هذه المؤسسة الشعبية والثورية، أدت دوماً دوراً هاماً ورئيسيًا في تعزيز حجم الاستعدادات الدفاعية للبلاد."
وشدد المسؤول العسكري الإيراني، في تصريحاته الأربعاء، على أن "الثورة الإسلامية لا تخشى الأخطار الخارجية"، وأضاف أن "هاجس الإمام الخميني (الزعيم الروحي للثورة الإسلامية في إيران)، كان دائماً ينصب على الأخطار الداخلية."
وقال جعفري إن "استتباب الأمن في الدول الأخرى يختلف عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ففي إيران فإن هذا الموضوع لا يمكن تحقيقه بدون مشاركة الشعب، موضحاً بقوله إن "النظام الإسلامي يعتمد على دعم الشعب"، حسب قوله.
وأشار القائد العام لحرس الثورة الإسلامية إلى ما وصفه بـ"التهديدات الخارجية"، قائلاً: "إن الهجوم الأميركي المحتمل على إيران، لا يمكن تنفيذه بدون مساعدة إسرائيل، وإن أميركا بحاجة إلى إسرائيل للهجوم على إيران، ولكن هذه الحاجة للتعاون، وبسبب ضعف إسرائيل، فإنها تعد عاملاً لردع الهجوم على إيران."
وحول ما اعتبره "نقاط ضعف" في إسرائيل، قال جعفري إن "الموقع الجغرافي لهذا الكيان، وقدرات إيران في الخارج لضرب إسرائيل، هما عاملين هامين يردعان مهاجمة إيران." وتابع بقوله: "إن حساباتنا الاستراتيجية تبين أن الكيان الصهيوني إذا أقدم على أدنى تحرك ضد مصالحنا بصورة منفردة، أو مع أميركا، فإن جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الكيان الصهيوني، ستكون غير آمنة في أقصر مدة زمنية."
وأضاف أن "الكيان الصهيوني يفتقد إلى العمق الاستراتيجي، وأن هذا الكيان سيكون تماماً تحت مرمى صواريخ الجمهورية الإسلامية"، مؤكداً بقوله إن "القدرات الصاروخية لقواتنا المسلحة، بشكل لا يتمكن من الكيان الصهيوني من مواجهتها بجميع إمكانياته."
كما أشار جعفري إلى "قدرات إيران في الخارج"، والتي اعتبر أنها قادرة على "توجيه ضربة مهلكة إلى الكيان الصهيوني"، وأوضح في هذا الصدد، أن "الصهاينة يعلمون أنه إذا هاجموا إيران، فإن الإمكانيات التي يمتلكها العالم الإسلامي، ولاسيما الشيعة، في المنطقة، ستوجه بالتأكيد ضربات مهلكة إلى الصهاينة."
وتابع قائد العام لحرس الثورة الإسلامية قوله إن "خطط إيران لمواجهة الهجوم المحتمل، صُممت ضد أمريكا وليس إسرائيل"، وأضاف أن "هذه الخطط وُضعت بحيث يكون الرد سريعاً ومدمراً وحاسماً ولا يمكن تصوره."
واعتبر جعفري أن "نقاط ضعف أمريكا تكمن في انتشار قواتها في الدول المحيطة بإيران"، مضيفاً أن "حضور هذه القوات أدى إلى أن تتمكن إيران، بغض النظر عن قدراتها الصاروخية، من استهداف المصالح الأميركية حتى في الأماكن البعيدة، بوسائل أخرى."
وللجمهورية الإسلامية علاقات وثيقة مع "حزب الله" في لبنان، وهو تنظيم مسلح له تاريخ طويل في القتال ضد القوات الإسرائيلية، ويمتلك قدرات صاروخية يمكنها إصابة أهداف في قلب الدولة العبرية. كما لإيران علاقات قوية مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، ولكنها لا تمتلك نفس القدرات التي يمتلكها الحزب الشيعي.