الحديث عن أدلة لم يكشف عنها من قبل في قضية لوكربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: علم برنامج تلفزيوني لبي بي سي أن الشرطة الاسكتلندية لديها معلومات كانت من الممكن أن تغير نتيجة محاكمة لوكربي. وكان من الممكن أن تؤثر هذه المعلومات على مصداقية أدلة رئيسية في القضية، إلا أن الشرطة لم تسلم هذه المعلومات إلى فريق الدفاع.
ويقضي المواطن الليبي عبد الباسط المقراحي عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة قتله 270 شخصا في واقعة تفجير طائرة ركاب أميركية تابعة لشركة PAN AM فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية.
وكان شاهد قدمه الادعاء في المحاكمة قد رأى صورة للمقراحي تربطه بالاعتداء قبل أن يتعرف عليه في طابور المتهمين.
ومنح المقراحي، الذي يقول إنه ضحية إساءة تطبيق العدالة، إمكانية استئناف الحكم الذي صدر بحقه للمرة الثانية.
وأحد الأسباب الرئيسية لمنح حق الاستئناف للمرة الثانية للمقراحي هو أن توني جاوشي، والذي تعرف على المقراحي في طابور للمتهمين، كان قد رأى صورة للمقراحي في مجلة قبل أربعة أيام من تعرفه عليه.
وقد اكتشف برنامج "ملفات التآمر: قضية لوكربي" الذي تنتجه بي بي سي أدلة تشير إلى أن الشرطة الاسكتلندية كانت على علم بهذه المعلومة.
وكان يفترض أن تنقل هذه المعلومة إلى فريق الدفاع لكن هذا لم يتم.
وفي نفس البرنامج يتهم سيف الإسلام القذافي عائلات الضحايا بـ"الجشع" و"المادية".
القضية
يشار إلى أن الرحلة رقم 103 من لندن إلى نيويورك التابعة لشركة Pan Am قد تم تفجيرها يوم الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1988.
وقد قتل كل من كانوا على متنها وهم 259 شخصا بالاضافة إلى 11 شخص كانوا على الأرض التي وقعت عليها الطائرة في بلدة لوكربي الاسكتلندية. واعتبرت هذه الواقعة أسوأ كارثة جوية بريطانية.
وقد أدين المقراحي يوم الحادي والثلاثين من يناير عام 2001 وذلك بعد تحقيقات مطولة أجرتها الشرطة الاسكتلندية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI، وبعد محاكمة استمرت لتسعة أشهر في محكمة اسكتلندية أقيمت خصيصا لهذه القضية في هولندا.
ولكن كانت شكوك حول من يقف وراء التفجير وما هي دوافعه.
وفي يونيو 2007 توصلت لجنة مراجعة القضايا الجنائية الاسكتلندية إلى أن المقراحي هو ضحية إساءة تطبيق إجراءات التقاضي وأوصت بأن يمنح المقراحي فرصة ثانية لاستئناف الحكم.
ولم يتم نشر الأسباب الكاملة التي دعت اللجنة إلى التوصل إلى هذه التوصية.
ووفق الادعاء فإن المقراحي أخذ القنبلة، ملفوفة في ملابس تم شرائها من متجر في مالطة، إلى مطار الجزيرة، حيث تم شحنها ثم نقلها إلى رحلة Pan Am رقم 103.
وكان شاهد الادعاء الرئيسي ضد المقراحي هو صاحب متجر ماريز هاوس المالطي، توني جاوشي، والذي قالت الشرطة إن الملابس تم شرائها منه.
وقال جاوشي إنه رأى المقراحي في متجره قبل عدة أسابيع من التفجير.
وقد وجد برنامج "ملفات التآمر" أن بعض شهادات جاوشي تناقض نفسها وأن الرجل رأى صورة المقراحي في مجلة وفوقها عنوان يقول: "من الذي زرع القنبلة؟"، قبل أيام من تعرفه عليه في طابور المتهمين.
وعلم البرنامج أن الشرطة الاسكتلندية كانت على علم بهذه المعلومة، ولكن على عكس قوانين الشرطة التي توجب أن تعلن الشرطة عن ذلك من أجل ضمان محاكمة عادلة، لم يتم نقل هذه المعلومة الأساسية إلى فريق الدفاع.
عائلات الضحايا "جشعة"
وفي البرنامج سئل نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، حول ما إذا كانت ليبيا تقبل حقيقةً تحملها مسؤولية تفجير لوكربي.
وقال سيف الإسلام لمنتج البرنامج جاي سميث إن الحكومة الليبية تقبلت المسؤولية عن تفجير من أجل رفع العقوبات الدولية عنها لكن هذا لا يعني أنها هي التي وراء التفجير.
وعندما قال له جاي سميث إن هذا هو أسلوب مغرض في التعامل مع السياسة الخارجية لليبيا، شن سيف الإسلام هجوما على عائلات ضحايا لوكربي واتهمهم بالجشع و"الاتجار في دم أبنائهم وبناتهم".
وكانت العقوبات الدولية قد رفعت عن ليبيا بعد أن وافقت على دفع عشرة ملايين دولار لعائلة كل ضحية كتعويض.
وفي تعقيبه على تصريحات سيف الإسلام قال الدكتور جيم سواير، والذي فقد ابنته فلورا في تفجير الرحلة رقم 103، إن "من وجهة نظر الثقافة الغربية فإن بعض أقارب ضحايا لوكربي سيجدون تصريحات سيف الإسلام مسيئة للغاية، لكني أرى أن هذه هي الطريقة العربية في إنجاز الأشياء".
وأضاف أن "الليبيين نجحوا فيما يريدون، كما نجحت التجارة الغربية في الحصول على ما تريد. ووفقا لذلك فإن الكثيرين منا يشعرون وكأنهم كانوا بيادق شطرنج."
أما مارتن كادمان، والذي فقد ابنه بيل في الكارثة، فقال للبرنامج "إن الحقيقة لم تظهر بعد. اعتقد أن التحقيق توصل إلى ما خطط أن يصل إليه".
ومن المتوقع أن ينظر في أمر استئناف المقراحي أوائل العام القادم.