أوباما يقبل ترشيح حزبه له للرئاسة ويتحدث عن العراق

دنفر، واشنطن، مصادر مختلفة: أعلن السيناتور باراك أوباما مساء الخميس قبوله بترشيح الحزب الديمقراطي إياه رسمياً لرئاسة الولايات المتحدة وتوجه إلى رئيس اللجنة القومية للحزب هوارد دين وزميله السيناتور ديك ديربن والمواطنين الأميركيين، وألقى أوباما خطابا عرض فيه رؤيته وانتقد سياسة منافسه الجمهوري جون ماكين.

وقد اتهم أوباما خصمه الجمهوري جون ماكين بأنه "لا يفهم" وضع الأميركيين.

وقال: "لا أعتقد أن السناتور ماكين يستخف بما يجري في حياة الأميركيين. أعتقد فقط أنه لا يعرف ماذا يجري وإلا لماذا يصف الطبقة الوسطى بأنها أولئك الذين يكسبون أقل من خمسة ملايين دولار سنويا".

وأضاف: "ليس لأن جون ماكين يستخف بذلك بل لأن جون ماكين لا يفهم" ما يجري.

هذا، وأعلن أوباما أنه لن يتردد أبداً في الدفاع عن الولايات المتحدة في حال أصبح رئيسا موضحا أن الولايات المتحدة تعيش مرحلة فريدة في تاريخها.

العراق

ووعد اوباما بانهاء الحرب في العراق " بتقدير للمسؤولية" لكنه قال انه سيواصل مكافحة تنظيم القاعدة في افغانستان وسيكون مستعدا لاستخدام القوة العسكرية الاميركية عندما يكون ذلك ضروريا.

وقال اوباما: "كقائد أعلى للقوات المسلحة لن أتردد مطلقا في الدفاع عن هذه الامة لكنني سأرسل فقط قواتنا... بمهمة واضحة والتزام مقدس لاعطائها المعدات التي تحتاجها في المعركة والرعاية والدعم اللذين تستحقهما عندما تعود الى الوطن".

ومضى قائلا "سأجدد ايضا الدبلوماسية الصارمة المباشرة التي يمكن ان تمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية".

وشن اوباما هجوما حادا على منافسه الجمهوري جون ماكين ووعد بتصحيح الاخفاقات الاقتصادية للاعوام الثمانية الماضية.

وقال ان ماكين أيد سياسة الرئيس جورج بوش التي كانت مسؤولة عن تداعي الاقتصاد الاميركي وتراجع مكانة اميركا في العالم.

وقال اوباما "اننا هنا لاننا نحب هذا البلد كثيرا بحيث لن نجعل الاعوام الاربعة القادمة تبدو مثل الاعوام الثمانية الماضية". ومضى قائلا "في الرابع من نوفمبر يتعين ان ننهض ونقول (كفى ثمانية اعوام).. اننا بلد أفضل من هذا".

ديمقرطيون

وكانت شخصيات الحزب الديمقراطي توالت على الإشادة بأوباما وتوجيه الانتقادات للرئيس بوش ومرشح الحزب الجمهوري.

ودعا حاكم ولاية فرجينيا تيم كَين إلى تحريك الإيمان لانتخاب أوباما لأن التغيير صعب على الدوام. وقال:

"يجب أن نحرّك إيماننا لننتخب رئيساً ينهي الحرب في العراق بشكل مسؤول ويعطي قدامى محاربينا وعائلاتهم الدعم الذي يحتاجونه ويعيد تعزيز قواتنا لتكون جاهزة لمواجهة التهديدات المقبلة".

وقال كين إن على الأميركيين رفضَ سياسات بوش وماكين التي لا تختلف إحداها عن الأخرى، على حد قوله.

كذلك شدد حاكم نيو مكسيكو بيل رتشاردسون على السياسة الخارجية وقال إن سياسة بوش الخارجية فاشلة وقادت الولايات المتحدة إلى مصاعب اقتصادية وحربين فيما كانت الرئاسة تتصرف بعنـجهية. أضاف:

"باراك أوباما يعتقد أن علينا محاربة الإرهابيين ليس في المكان الذي نتصور أنهم موجودون، بل في المكان الذي نعرف أنهم موجودين، مثل أفغانستان وباكستان".

وركز رتشاردسون على قضايا الأمن القومي وقال:

"علينا أن نقود جهداً دولياً لتأمين مواد نووية لا تخضع لسيطرة محكمة، ليس حيث نتخيّل أنها موجودة، بل حيث نعرف أنها موجودة مثل روسيا".

وأطل نائب الرئيس السابق آل غور الذي لاحظ أن الناس اليوم على اطلاع أكثر بحراجة الموقف الذي يواجه الولايات المتحدة، إلا أن النتائج متقاربة لأن قوى الأمر الواقع تخشى التغيير الذي سيأتي به أوباما ولذا فهي تحاربه. أضاف:

"صدقوني حين أقول لكم لو كانت انتخابات عام 2000 انتهت إلى نتيجة مختلفة لما كنا اليوم غارقين في حرب في العراق بل لتعقبنا بن لادن حتى نلقي القبض عليه".

وذكّر غور بمعارضة أوباما للحرب في العراق منذ البدء وشبهه بالرئيس السابق أبراهام لينكن الذي عارض في ذلك الوقت حرباً كانت شعبية، إلا أن التاريخ أظهر أنها كانت خطأ كبيراً.

معسكر ماكين يردّ

في المقابل اعتبر المرشح الجمهوري الى البيت الابيض جون ماكين مساء الخميس ان خطاب منافسه الديمقراطي باراك اوباما "خادع" وان سناتور ايلينوي "ليس مهيئا لان يصبح رئيسا" للولايات المتحدة.

وقال تاكر باوندز المتحدث باسم ماكين في بيان نشر مباشرة بعد خطاب المرشح الديمقراطي اثر ترشيحه رسميا من قبل الحزب الديمقراطي، "هذا المساء استمع الاميركيون الى خطاب خادع في تناقض جوهري مع الاداء الهزيل لباراك اوباما".

واضاف باوندز "باراك اوباما ما زال غير مهيأ لان يصبح رئيسا، ذلك لم يتبدل"، بينما لم يكن اوباما قد غادر بعد منصة الاستاد الضخم في دنفر (كولورادو. غرب) حيث قبل رسميا تعيين حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

نائب الرئيس الجمهوري "القادم"

على صعيد متصل علم من فريق حملة المرشح الجمهوري الى البيت الابيض جون ماكين الخميس ان الاخير قد اختار مرشحه لمنصب نائب الرئيس لكنه لم يعلنه في الوقت الحاضر.

وعندما سئل ان كان ماكين اختار مرشحه لمنصب نائب الرئيس، اكتفى المتحدث باسمه بريان روجرز بالاجابة في رسالة الكترونية ب"نعم".

واكدت وسائل اعلام اميركية ان فريق ماكين الموجود حاليا في دايتون بولاية اوهايو (وسط) كان ينوي تسريب اسم الشخص الذي اختاره المرشح الجمهوري الى الرئاسة قبل بضع ساعات من اعلانه رسميا، بغية تحويل الانتباه المركز على المرشح الديمقراطي باراك اوباما.

وقد القى اوباما مساء الخميس خطابا قبل فيه رسميا ترشيحه الى البيت الابيض من قبل الحزب الديمقراطي في دنفر بولاية كولورادو (غرب) في ختام المؤتمر الحزبي الذي استمر اربعة ايام ليختاره اول مرشح اسود الى رئاسة الولايات المتحدة.

سوا، رويترز، أ ف ب