موسكو تتهم مجموعة السبع بتبرير عدوان جورجيا وواشنطن تدحض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو، وكالات: إتهمت روسيا الجمعة دول مجموعة السبع ب"تبرير الأعمال العدوانية لجورجيا" بإدانتها إعتراف موسكو بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية. وجاء في بيان الوزارة "أن مجموعة السبع دانت في اعلان بتاريخ 27 اب/اغسطس اعتراف روسيا باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا". واضاف "ان هذا التدبير يكتسي طابعا متحيزا ويهدف الى تبرير الاعمال العدوانية لجورجيا".
قمة الإتحاد الأوروبي لن تتبنى عقوبات بحق موسكو
في سياق متصل صرح مصدر في الرئاسة الفرنسية ان القمة الاوروبية الاستثنائية التي ستعقد الاثنين في بروكسل لبحث الازمة الروسية الجورجية لن تتبنى عقوبات في حق روسيا، مؤكدا "ان ساعة العقوبات لم تحن". وقال المصدر ان "المجلس الاوروبي سيقول ان اتفاق النقاط الست يجب ان يطبق باكمله. طالما لم يحدث ذلك، يبقى الاتفاق قيد المراقبة". وكان يشير الى الاتفاق الذي رعاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووقعت عليه كل من موسكو وتبيليسي.
واضاف المصدر "نحن لا نزال في مرحلة حوار مع موسكو وليس في مرحلة عقوبات"، مؤكدا "بالطبع وقت العقوبات لم يحن بعد". ودعا ساركوزي الى عقد قمة اوروبية في بروكسل في الاول من ايلول/سبتمبر لبحث مستقبل العلاقات الاوروبية الروسية. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قال الخميس ان هناك بحثا حول فرض عقوبات على موسكو مع الاشارة الى ان فرنسا ليست وراء هذه الفكرة.
واشنطن تكذب الاتهامات الروسية
وكانت وصفت الولايات المتحدة الاتهامات الروسية القائلة إنها (اي واشنطن) ساعدت في اشعال فتيل الحرب الاخيرة في جورجيا لدواع سياسية داخلية بأنها "محض اكاذيب." وقال البيت الابيض إن على روسيا توقع مواجهة عواقب استمرار وجودها العسكري في جورجيا.
وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مقابلة اجرتها معه شبكة (سي ان ان) التلفزيونية الاميركية إن مواطنين اميركيين كانوا يتواجدون في منطقة العمليات الحربية في اوسيتيا الجنوبية. واضاف بوتين ان مسؤوليه العسكريين اخبروه بأن هذا العمل الاستفزازي انما كان يهدف لدفع حظوظ احد المتنافسين على الرئاسة الاميركية.
وكانت الازمة الجورجية قد اندلعت عندما حاولت قوات النظام الجورجي استعادة سيطرتها على اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة، مما ادى بروسيا الى شن هجوم مضاد تقهقرت امامه القوات الجورجية واجبرت على الانسحاب ليس من اوسيتيا الجنوبية فحسب بل ومن اقليم ابخازيا الانفصالي ايضا. وقد توقف القتال بعد ان وافق الجانبان الروسي والجورجي على خطة اوروبية لوقف اطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الروسي في المقابلة التلفزيونية: "إن الحقيقة التي لا مجال لنكرانها هي ان مواطنين اميركيين كانوا في منطقة القتال اثناء العمليات العسكرية. ويجب علينا الاعتراف ان هؤلاء ما كان لهم ان يتواجدوا في تلك المنطقة ما لم يتسلموا اوامر مباشرة من رؤسائهم." واضاف بوتين: "إن الجانب الاميركي درب وسلح الجيش الجورجي."
وتساءل المسؤول الروسي: "لماذا تبذل الجهود المضنية للتوصل الى حلول وسط في العملية السلمية، عندما يكون اسهل عليك تسليح احد الطرفين وحثه على قتل الطرف الآخر؟ عندئذ تكون قد نلت مرادك." وقال: "هناك شكوك حقيقية ان جهة ما في الولايات المتحدة اختلقت هذا الصراع عمدا بهدف تأزيم الموقف لمصلحة احد المتنافسين على الرئاسة الاميركية."
ولكن دانا بيرينو الناطقة باسم البيت الابيض دحضت هذا الاتهام قائلة: "إن الايحاء بأن الولايات المتحدة اختلقت هذا الصراع لمصلحة مرشح بعينه لا يبدو منطقيا." واضافت: "ان هذه الادعاءات كاذبة ولا اساس لها من الصحة اولا، كما يبدو ان مستشاري بوتين العسكريين لا يسدون له النصح الصحيح."
وكان الحراك الدبلوماسي المتعلق بالتصرفات الروسية في جورجيا قد تواصل يوم امس الخميس، حيث طالب البرلمان الجورجي الحكومة بقطع علاقات البلاد الدبلوماسية بموسكو. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد صرح قبل ذلك ان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تفكر في امكانية فرض عقوبات على روسيا.
واصر كوشنير على ان فرنسا - التي تترأس الاتحاد بدورته الحالية - لم تتقدم بمقترحات محددة حول موضوع العقوبات، ولكنها بوصفها تترأس الاتحاد ستسعى للحصول على توافق بين الدول الـ 27 الاعضاء اذا ما نوقش موضوع فرض عقوبات على روسيا. وكانت فرنسا قد دعت الى عقد قمة اوروبية طارئة يوم الاثنين المقبل لتقييم علاقات الاتحاد الاوروبي مع روسيا في ضوء التطورات الاخيرة.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرح فكرة العقوبات بأنها "نتاج عقلية مريضة." واضاف الوزير الروسي ان طرح هذا الموضوع ليس اكثر من رد فعل عاطفي يشير الى تخبط الغرب ازاء الوضع في القفقاس. وفي معرض ردود الفعل، قالت الولايات المتحدة إنها تفكر في الغاء معاهدة التعاون في المجال النووي المدني مع روسيا. كما اعلن البيت الابيض انه قرر صرف مبلغ 5,75 مليون دولار لمساعدة جورجيا في التعامل مع "الاحتياجات الطارئة وغير المتوقعة للمهجرين والنازحين."
وكان اجتماع لمجلس الامن عقد في وقت متأخر من يوم الخميس لبحث الوضع في جورجيا قد شهد تبادلا للشتائم، إذ شن المندوب الروسي فيتالي تشوركين هجوما لفظيا حادا على بعض اعضاء المجلس ساخرا من معارضتهم لمبدأ استخدام القوة. وسأل تشوركين المندوب الاميركي متهكما: "هل عثرتم على اسلحة دمار شامل في العراق؟"
وقارن المندوب الروسي بين دفاع الغرب عن سيادة جورجيا الاقليمية وما وصفه باخفاق الدول الغربية في الدفاع عن سيادة صربيا عندما ايدت واعترفت باستقلال اقليم كوسوفو. الا ان المندوب الاميركي اليخاندرو وولف قال: "لا يمكن لهذه المقارنة الخادعة ان تؤثر في الحقائق التي امامنا." وقال المندوب الاميركي إن روسيا قد غزت جورجيا وهي تقوم الآن بتقطيع اوصال هذا البلد. اما المندوب الجورجي، فقال إن روسيا كانت قد خططت سلفا لما جرى في بلاده، داعيا الى توفير معونة دولية عاجلة ووجود للامم المتحدة في اقليم ابخازيا. وكان مجلس الامن قد رفض طلبا بمشاركة ممثلين عن اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في الجلسة.
اتفاق حول اقامة قواعد روسية في اوسيتيا
واعلن الجمعة رئيس برلمان اوسيتيا ان اتفاقا سيوقع في الثاني من ايلول/سبتمبر حول اقامة قواعد عسكرية روسية في اوسيتيا الجنوبية. ونقلت وكالة انترفاكس للانباء عن رئيس البرلمان الاوسيتي الجنوبي بالوكالة تارزان كوكويتي قوله "ننوي التوقيع مع روسيا على اتفاق حول تعاون بين البلدين وحول نشر قواعد عسكرية روسية على اراضي اوسيتيا الجنوبية. سيتم ذلك في الثاني من ايلول/سبتمبر".
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اعلن الثلاثاء اعتراف روسيا باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين الجورجيتين، اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، واكد عزمه على اقامة علاقات دبلوماسية معهما قريبا.
أوباما يعد بدبلوماسية متشددة لوقف "عدوان" روسيا
بدوره أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية السيناتور باراك أوباما أنه سيلجأ في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية إلى دبلوماسية مباشرة ومتشددة لكي يكبح ما وصفه بـ"العدوان الروسي". ووعد أوباما في خطابه في دنفر (ولاية كولورادو) في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأميركي حين أعطى موافقته رسميا على ترشيحه للمنصب الرئاسي عن الحزب، بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وانتقد أوباما في خطابه بشدة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري التي يؤيدها منافسه جون ماكين. وقال أوباما: "أنتم لن تلحقوا الهزيمة بالشبكة الإرهابية الناشطة في 80 دولة باحتلالكم للعراق. أنتم لن تحموا إسرائيل فقط بالتصريحات اللاذعة في واشنطن. ليس بإمكانكم أن تقفوا فعليا على حماية جورجيا عندما قوضتم أقدم أحلافنا. وفي حال رغب جون ماكين أن يحذو حذو جورج بوش بالتقدم بتصريحات لاذعة كثيرة وبامتلاك إستراتيجية سيئة فهذا اختياره، لكن ذلك لا يمثل التغيرات التي نحن بحاجة إليها".