أخبار

الإعلام العربي يرى أوباما رئيسا ويختلف على بايدن..ويبتعد عن ماكين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: يبدو واضحا مما تعكسه مقالات وأعمدة الرأي في الصحف العربية، أن النفس العربي يميل نحو المرشح الديمقراطي باراك اوباما في سباقه نحو الرئاسة الأميركية ضد الجمهوري جون ماكين، لكن ذلك الدعم الحذر ما يزال يشوبه الشك في نوع التغيير الذي ينادي به أوباما ضمن حملته الانتخابية. ومنذ إعلان أوباما اختيار جو بايدن ليكون نائبا له، تضاربت آراء الكتاب العرب في نائب الرئيس، فمنهم من رأى أنه الرجل المناسب، ومنهم من قال إنه لن يأتي بحديد فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه القضايا العربية.

رئيس التغيير

الكاتب حسن نافعة يعث في مقال كتبه في صحيفة الدستور الأردنية برسالة إلى باراك أوباما قال فيها "فخامة الرئيس. أدرك أن حملة الانتخابات الرئاسية التي تخوضونها لم تنته بعد، وأن الوقت المتبقي على الموعد المحدد لإجراء هذه الانتخابات ما زال طويلا وكافيا لاحتمال وقوع أحداث قد تقلب الأمور رأسا على عقب. ومع ذلك لا يساروني شك، خصوصا إذا سارت الأمور في طريقها المعتاد ، أنك ستكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية."

وأضاف يقول "أسبابي في ذلك فهي كثيرة ولا تخرج في جوهرها في الواقع عن ذات الأسباب التي أدت من قبل إلى فوزك بترشيح الحزب الديمقراطي. وهي على اي حال تتمحور، في اعتقادي، حول وجود رغبة واضحة من جانب الشعب الأميركي لإحداث تغيير جذري في سياسات المحافظين الجدد والتي أدت إلى جعل الولايات المتحدة صاحبة الصورة الأقبح في العالم أجمع."

وتابع نافعة يقول "لست يا سيدي ساذجا إلى الدرجة التي تجعلني لا أدرك معنى ودلالة فوز رجل ملون مسلم الأب في بلد ظل يمارس التمييز العنصري حتى وقت ليس ببعيد، وتخوض إدارته الحالية (حربا مقدسة) ضد الإسلام والمسلمين. ولأنه أتيح لي أن اطلع مؤخرا على عرض موجز لكتاب جيروم كورسي "أمة أوباما: السياسات اليسارية وعبادة الشخصية" ، فبوسعي أن أدرك حجم ما يضمره لك اليمين الأميركي من كراهية."

وختم الكاتب رسالته الموجهة إلى أوباما بالقول "نوع التغيير المطلوب هو ذلك الذي يمكن أن يسهم بحق في وضع حد لمشكلات العالم والوحيد الذي يضمن أن تتحول إسرائيل في سياقه إلى دولة عادية قابلة للخضوع للقانون الدولي، وليس دولة اسثنائية فوق كل قانون، وهذا هو التغيير الذي ينتظره منك العالم. فهل أنتم جاهزون لقيادة العالم في هذا الاتجاه؟"

موقع تافه

أما الكاتب سعد محيو فكتب في صحيفة الخليج الإماراتية يقول "ماذا يعني اختيار باراك أوباما للسيناتور جوزف بايدن كرفيق دربه في معركة الرئاسة؟ فثمة شبه إجماع على أن هذا المنصب رمزي إلى حد بعيد، ولا دور له سوى انتظار انتهاء أجل الرئيس أو (في حال طال عمر هذا الأخير) العمل (ديكور) له وللبيت الأبيض. وهذا ما دفع المفكر الأميركي جون أدامز إلى وصف المنصب بأنه (أتفه موقع اخترعه العقل البشري)، في حين ذهب الرئيس فرانكلين روزفلت إلى أبعد من ذلك بكثير حين قال إن هذا الموقع (ليس أكثر من إناء للتبوّل)."

وأضاف محيو "ثمة استثناءات في التاريخ الأميركي لم يكن فيها دور نائب الرئيس تافهاً ولا ديكوراً ولا إناء للتبوّل. وعلى سبيل المثال، نائب الرئيس أيزنهاور، ريتشارد نيكسون، لعب دوراً سياسياً كبيراً حين كان يترأس اجتماعات الإدارة بدلاً من رئيسه. ولينيندون جونسون ساعد الرئيس كينيدي في كسب الولايات الجنوبية إلى جانبه وفي 'تثقيفه' حول كيفية التعامل مع الكونغرس. وولتر مونديل تحول إلى المستشار الأول للرئيس جيمي كارتر في الشؤون الدولية. ثم هناك بالطبع ديك تشيني الذي يوصف بأنه القوة السياسية الحقيقية في البيت الأبيض لا رئيسه جورج بوش."

وأشار الكاتب في مقاله إلى أن "بايدن ابن بار للمؤسسة الأميركية. وهو بهذه الصفة سيرفض أي تحولات انقلابية قد يتضمنها شعار (التغيير) الذي تبناه أوباما لحملته الانتخابية. وهكذا فإن قيام أوباما باختياره نائباً له يؤكد كل الشكوك التي حامت حوله في الشهور الأخيرة بأن التغيير الحقيقي الذي يريده شخصي لا يتعدى القفز من مقعد مجلس الشيوخ إلى كرسي الرئاسة."

بايدن "الودود"

الكاتب محمد السطوحي كتب أيضاً حول نائب الرئيس المفترض، جو بايدن، في صحيفة "المصري اليوم" قائلا "هذا الرجل الودود، كثيرا ما يتحول إلي شخص حاد وعنيف لا يتردد في التعبير عن مواقفه بصراحة، حتى للشخص الذي اختاره مرشحا لمنصب نائب الرئيس وهو المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما."

وأضاف "تابعت بايدن عن قرب منذ عام 1991، وكنت أعمل وقتها في إذاعة صوت أميركا، ومهتما بتطورات الأزمة في البوسنة والهرسك. وكان بايدن في مقدمة الأصوات التي تطالب بالتدخل العسكري لوقف المذابح التي ترتكبها القوات الصربية ضد مسلمي البوسنة."

وتابع السطوحي يقول "عندما هزم الرئيس الجمهوري بوش وجاءت إدارة ديمقراطية برئاسة كلينتون، لم يجعل ذلك بايدن أقل حدة في انتقاد سياسة واشنطن وأوروبا، بل تحدث في مجلس الشيوخ علنا عن (أوروبا المتعصبة)، وقال صراحة إنه لو انقلب الحال وقام مسلمو البوسنة بمهاجمة الصرب، لما وقفت أوروبا ساكنة تشاهد ما يحدث. ولم يهدأ بايدن إلا عندما قادت الولايات المتحدة قوات الناتو لضرب الصرب وفك الحصار عن سراييفو وإنهاء ما كان يحدث من تطهير عرقي."

وزاد "هذه المواقف ربما تعطي ملامح أو مؤشرات عن شخصية الرجل، وهو دون شك من أكثر السياسيين في واشنطن فهما للأوضاع الدولية ومعرفة بدقائقها على مدى ستة وثلاثين عاما، قضاها في مجلس الشيوخ وترأس فيها لجنة العلاقات الخارجية أكثر من مرة. ومواقفه بالنسبة لقضية الشرق الأوسط تميل للاعتدال (بالمفهوم الأميركي طبعا)."

انقسام ديموقراطي

وفي صحيفة الحياة اللندنية كتبت راغدة درغام تقول "يطيب للديمقراطيين التحدث بلغة الشراكة العالمية في ورشة صياغة نظام جديد يشمل ترتيبات أمنية جديدة في الشرق الأوسط. لكن العناوين الكبرى في معظم الطروحات تتجنب التفاصيل عمداً، أحياناً لأنها مجرد عناوين رنّانة وأحياناً أخرى لأن الانقسام داخل صفوف الحزب الديمقراطي المركّب يدق في عصب التصوّر لما هو الدور الأميركي في مرحلة ما بعد حرب العراق وما بعد عودة شبح الحرب الباردة نتيجة الأزمة مع روسيا بسبب جورجيا."

وأضافت "الرؤية تبدو في البدء واضحة المعالم الأساسية: الدبلوماسية والشمولية والواقعية - على نسق الإقرار بأدوار إيران والترغيب بالتفاهم مع (حماس) - وتجنب تصوير الأزمة الجورجية بأنها واجهة إلى الانقسام والتقسيم بين معسكري الغرب والشرق، والبحث عن مصادر طاقة بديلة عن النفط، والاستعداد لشراكات غير تقليدية، وإطلاق الولايات المتحدة على الساحة الدولية من بوابة انفتاح وتجددية وذلك عبر اختيار باراك حسين اوباما، ابن أفريقيا الأسود اللون، مرشحاً للرئاسة الأميركية في سابقة تاريخية. تلك الرؤية ملطخة بكثير من الخلافات بما في ذلك حول اختيار اوباما والأسباب وراء دعمه وبسبب الغضب الذي رافق خسارة السناتور هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية."


وتابعت درغام تقول "لا شيء يسرق من مؤتمر الحزب الديمقراطي في دنفر حقّه بتسجيل نفسه مؤتمراً تاريخياً على أصعدة عدة وبكل معنى الكلمة. فلقد وصلت إليه امرأة، للمرة الأولى، بصفتها مرشحة في الانتخابات التمهيدية. وهذه أول مرة تدخل فيها سيدة أولى السباق إلى البيت الأبيض بحلم أن تعود إليه رئيسة. بعض داعمي هيلاري كلينتون يرفض أن يدلي بصوته لباراك اوباما ويفضّل تقديمه إلى المرشح الجمهوري جون ماكين كتعبير عن الاحتجاج رفضاً للانسياق وراء دعم رجل للمنصب لأنه أسود اللون ولأن ترشيحه سابقة تاريخية."

وخلصت إلى القول إن "ترشيح باراك حسين اوباما لرئاسة الولايات المتحدة، يبقى بالتأكيد حدثاً تاريخياً حتى وإن أسفر عن (حرق) اوباما على أيدي اوباما الذي قد يكون أفرط في طموحاته قبل نضوج موعدها. فلو قال أحد قبل أربع سنوات فقط، عندما هزَّ خطاب اوباما المؤتمر الديمقراطي الأخير في بوسطن، ان هذا الرجل سيحصل على ترشيح الحزب للرئاسة لكان تلقى بسمة استهزاء يلحقها ما معناه: أسود، باسم غريب يتضمن (حسين)، ولد لأب مسلم من كينيا!".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف