أخبار

إحتدام الصراع على التمويل بين ماكين وأوباما بعد أن جمع الأخير 340 مليون دولارا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن، وكالات: يبقى نظام تمويل الحملات الإنتخابية الزائر الدائم على كل إنتخابات للرئاسة الأميركية. ومع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية، والتي ستعقد في 4 نوفمبر المقبل، يحتدم الصراع على التمويل بين كل من مرشحي الحزب الجمهوري السيناتور جون ماكين ومرشح الحزب الديمقراطي السيناتور باراك أوباما. خاصة بعد أن نجح الأخير في جمع أكثر من 340 مليون دولا، في حين جمع منافسه جون ماكين جون ماكين 160 مليون دولار فقط. وذلك وفقا لأحدث الإحصائيات التي نشرتها لجنة الانتخابات الفيدرالية.

تمويل حملة أوباما وتاريخ جديد

وفي ظل القيود المشددة التي تفرضها لجنة الانتخابات الفيدرالية حول حدود التبرع إلي المرشحين، نحج المرشح الديمقراطي باراك أوباما في صناعة معجزة جديدة لم تشهدها انتخابات الرئاسة الأميركية طوال تاريخها، وذلك بعد أن بلغ نسبة حجم التبرعات الصغيرة - قيمتها أقل من 200 دولار- النصف تقريبا من إجمالي حجم التبرعات التي حصل عليها أوباما. خاصة بعد أن تبرع له مليوني أميركي بمبالغ صغيرة بدأت من 3 دولار ولم تتجاوز الـ200 دولار. ويذكر أن إجمالي حجم التبرعات التي حصل عليها اوباما بلغ 340 مليون دولار وفق إحصائيات لجنة الانتخابات الفيدرالية.

ووصف تحليل نشرته صحيفة النيويورك تايمز أن أوباما يسعى لتحقيق هذا الإنجاز منذ أن بدأ حملته في فبراير عام 2007. وأضافت الصحيفة أن أوباما يرغب في أن يكون أول مرشح رئاسي يحقق استقلالية في التمويل دون الاعتماد على كبار الممولين الذين غالبا ما يدخلون سباق جمع التبرعات لتحقيق طموح سياسي فيما بعد.

وأضافت الصحيفة أن أوباما عمل على خلق نظام تمويل شعبي مواز كي يتجنب الحاجة إلي الحصول على التمويل الذي تمنحه الحكومة الفيدرالية ، وهو تمويل تمنحه الحكومة الأميركية لكل من مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات التمهيدية والعامة من دافعي الضرائب الأميركية بموجب 3 دولار من كل مواطن؛ ويشترط أن يوافق المواطن على دفع هذه المبلغ الضئيل عند التوقيع على إقراره الضريبي. ويقدر حجم التمويل الفيدرالي كل انتخابات رئاسية وفق مؤشرات خاصة بالاقتصاد الأميركي في الوقت الذي تعقد فيه الانتخابات؛ من ضمنها معدل التضخم. وقد تم تقديره هذا العام بحوالي 85 مليون دولار.

وللمرشح الحق في رفض أو قبول هذا النوع من التمويل وفي حالة قبوله يلتزم بسقف إنفاق يحدده قانون الحملات الانتخابية، كما يحظر أن يتلقى أي تمويل من المؤسسات والأفراد. أما في حالة رفض المرشح للحصول على التمويل الفيدرالي فيصبح لديه الحق في إنفاق ما يريد دون التقيد بسقف إنفاق محدد، بالإضافة أن له الحق في الحصول على تبرعات من قبل الأفراد والمتبرعين كما يشاء.

ويعتبر "مركز رسبونسيف بوليتكس" أن حملة أوباما نجحت في ابتكار آليات جديدة للحصول على هذا القدر الكبير من التبرعات الصغيرة. ومن ضمنها استخدام الإنترنت بشكل جيد، فبالرغم من أن حملة ماكين بدأت قبل أوباما في الحصول على التبرعات عبر الإنترنت إلا أنها لم تنجح في أن تجعل الإنترنت مصدر أساسي لتمويل الحملة الانتخابية بعكس أوباما.

وتعطي صحيفة النيويورك تايمز مثالا على التكتيكات التي استخدمتها حملة أوباما لجمع التبرعات، وتقول الصحيفة أن أوباما كان قد أقام سباقا للسيارات باسمه وكان على كل من يحضر السباق أن يسجل بريده الإلكتروني؛ وبمجرد أن عاد كل من حضروا هذا السباق وجدوا على بريدهم الإلكتروني رسائل من حملة أوباما تطلب منهم التبرع كما تضمنت الرسالة معلومات وافية حول وضع أوباما المالي وكم يحتاج من التبرعات. هذا الي جانب أن الرسالة طلبت من كل شخص أن يعتبر نفسه في حملة ويبدأ في جمع التبرعات عن طريق الإنترنت والأنصال بمراكز الحملة في حالة وجد أي صعوبة وتضيف الصحيفة أنه بهذا التكتيك وغيره وصل عدد المتبرعين لأوباما عن طريق الإنترنت أكثر من مليوني متبرع وذلك في عاما واحد.

صحيفة الوشنطن بوست نشرت تحقيقا صحفيا مطولا حول تكتيكات أوباما في تمويل حملته، كتبه الصحفيان ماثيو موسك و أليك ماكغيلز واستغرق إعداده عدة أشهر، ويقول التحقيق أن أوباما نجح في ما لم ينجح القانون الأميركي في تحقيقه، وهو عمل توزان بين كبار المتبرعين ذو المصالح وصغار المتبرعين الذين يمثلون المواطن العادي في الولايات المتحدة. إلا أن التقرير يقول أنه بالرغم من أن نصف التمويل كان من صغار المتبرعين إلا أن كبار المتبرعين لعبوا دورا حرجا في حملة أوباما.

دور كبار الممولين

ويضيف التقرير أن ما أطلق عليهم "أصحاب المال والقوة" لعبوا دورا حاسما في الرقم القياسي الذي حققه باراك أوباما، وهذا انعكس بشكل غير مباشر على الآراء والمواقف التي اتخذتها حملة أوباما. فمن خلال 79 ممول وهم عدد الممولين الكبار في حملة أوباما نجح كل منهم في خلق شبكته في جمع التبرعات، بواقع 200 ألف دولار حجم التبرعات الذي جمعته كل شبكة على حدا وذلك كحد أدني. فقد نجح كبار الممولين في حملة أوباما في تجنيد أكثر من 27 ألف متبرع كتبا كل منهم شيكا بمبلغ قدره 2,300 دولارا وهو الحد الأقصى لكل متبرع طبقا للقانون الأميركي للانتخابات الفيدرالية. ويقدر التقرير أن حجم المتبرعين الذي ساهموا بأكثر من 200 دولار بلغ إجمالي حجم تبرعاتهم 240 مليون دولار.

ويضيف الصحفيان الذين أجريا التحقيق الصحفي في أكثر من 20 ولاية أن قائمة كبار المتبرعين تضمنت العديد من الذين يريدون بعض النفوذ عندما يعتلي أوباما سدة الرئاسة في البيت الأبيض. ومن ضنهم ممولي المرشحين الديمقراطيين التقليديين وكبار المحامين وكبار رجال الأعمال في وول إستريت ، بإلاضافة إلى ممولين جدد ظهروا على الساحة لأول مرة في هذه الانتخابات وهم من صناعة أوباما، ومنهم كبار المساهمين في مجموعة سيلكون فالي وشيكاغو بيسد ديفوليبر وكذلك نخبة من رجال الأعمال الأفرو أميركيين.

ويكشف التقرير أن قائمة كبار الممولين لحملة أوباما تتضمن متبرعين من أكبر 18 شركة محاماة ومجموعة كبيرة من كبار سماسرة بورصة ووال إستريت، لهم أسهم في أكثر من 500 شركة عملاقة في الولايات المتحدة.

ويضيف أن ولاية كاليفورنيا تحتل المصدر الأول في حجم التبرعات التي حصل عليها حملت أوباما. تليها في ذلك ولاية إلينوي مسقط رأس أوباما، ومدينة واشنطن دي سي. ومن ضمن رجال الأعمال الذين يساندون أوباما كنيث غريفن وهو رجل أعمال ثري لم يتجاوز عمره 39 عاما قام بإعلان دعمه لأوباما بمجرد أن أعلن تشريحه للرئاسة، وفي نفس الوقت خصص فريقا للعمل لممارسة الضغط على الكونغرس لحثه على تعديلات خاصة بضرائب يقف ضدها أوباما.

الصحف البريطانية

وكتبت صحيفة الغارديان البريطانية صورة شخصية لسارة بالين عددت فيها الهوايات التي تمارسها حاكمة آلاسكا والمرشحة الجمهورية لنائب الرئيس ومنها حب الصيد البري وصيد الأسماك. كما ذكرت ما تحب أن تأكله سارة بالين وهو لحم الغزال البري. كما لا تغفل سوزان ذكر أن نائبة الرئيس القادمة، في حال فوز الجمهوريين، تواظب على الذهاب إلى كنيستها وأنها تملك سيرة حياة محافظة. فهي أم لخمسة أبناء، حيث تزوجت والد أطفالها وزميلها في المدرسة الثانوية قبل عشرين عاما. وزوجها تود بالين عامل في إحدى حقول النفط التابعة لشركة النفط البريطانية BP في الولاية الغنية بالنفط، آلاسكا.

والمرأة التي اختارها ماكين نائبة رئاسية له، لديها ابن في الجيش الأميركي، وقريبا سيكون في العراق. كما أن لديها طفلا يعاني مرضا وراثيا نادرا. وهي "معارضة شرسة" للإجهاض وزواج المثليين وتدافع عن عقوبة الإعدام وتدريس "خلق الكون" في المدارس. وكأن كل هذا لم يكفي لأن تكون جمهورية محافظة، اختارت سارة أن تكون من المتحمسين لحق امتلاك السلاح في الولايات المتحدة وهي تملك عضوية مدى الحياة في اتحاد السلاح الوطني، كما أنها تعارض القوانين البيئية التي تضيق على شركات النفط في موضوع التنقيب عن النفط في آلاسكا.

لكن سوزان تذكر جانبا آخر من حياة سارة بالين كسياسية ومنها بيعها للطائرة الرسمية المخصصة لحاكم آلاسكا واستخدامها للطائرات التجارية، وذهابها إلى عملها كل يوم وهي تقود سيارة عائلتها الصغيرة. ومحاولتها لتخفيف عبء ارتفاع أسعار الطاقة على سكان آلاسكا عبر منح كل عائلة مائة دولار كدعم نقدي لفواتيرهم المتعلقة باستهلاك الطاقة.

لكن هناك جانبا مظلما لسارة بالين وهي نقلها لمفوض السلامة العامة للولاية من منصبه إلى منصب آخر بسبب رفضها فصل شرطي يخوض معركة طلاق ونفقة أطفال مع زوجته السابقة، والتي هي أخت بالين الصغرى. وتخضع بالين للتحقيق حاليا بسبب هذا الموضوع.

التايمز اختارت التركيز في افتتاحيتها وفي مقالات معلقيها على خطاب السناتور الديمقراطي باراك أوباما والذي أعلن فيه قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب رئيس الولايات المتحدة في الانتخابات القادمة. في الافتتاحية قالت التايمز إن أوباما يمثل "فرصة للناخبين في أن يعطوا نفسا جديدا للوعد الأميركي" الذي يكفل الحرية للجميع. كما ربطت التايمز بين خطاب أوباما وبين خطاب داعية الحقوق المدنية القس مارتن لوثر كينج قبل 45 عاما والذي أطلق فيه صيحته الشهيرة "لدي حلم".

وخلصت الجريدة إلى أن "الخطوط التكتيكية لحملة أوباما أصبحت الآن واضحة. فالمعركة الانتخابية سيجري خوضها في نحو دستة ولايات بين حزب ديمقراطي يسعى لجلب ناخبين جدد، معظمهم من الشباب والسود، وبين حزب جمهوري سيسعى لتحريك قاعدته الانتخابية، دون ذكر العرق، من أجل منع ما يحاول الحزب تصويره بأنها محاولة من شاب عديم الخبرة لخطف الرئاسة." وقبل أن نترك ملف الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الصحافة البريطانية الصادرة هذا الصباح بقي أن نشير إلى رسمين كاريكاتوريين نشرا اليوم.

الأول من التايمز حيث رسم بيتر بروكس مناصري جماعة كوكلوكس كلان العنصرية بلباسهم المخيف الذي يغطيهم بالكامل وصليبهم المشتعل وهم يشجعون أوباما ويعلقون على صدورهم الأزرة التي تدعو لانتخابه.

أما الكاريكاتير الثاني فهو من صحيفة الاندبندنت حيث أوباما يلقي خطاب قبوله لترشيح الحزب الديمقراطي ويتلقى تشجيع الآلاف فيما ماكين يحاول تحطيم المنصة فوق أوباما وفي الخلفية تبدي هيلاري كلينتون فرحتها بذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف